قال عدد من السياسيين: إن الحراك الذي يفعله الشعب القطري، والانشقاق الحاصل بين الأسرة الحاكمة في قطر الآن، يؤكد أن تغيير الحكومة القطرية قادم لا محالة، عاجلا وليس آجلا. جاء ذلك خلال قراءة الوضع في قطر بعد البيان الذي صدر عن الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني الذي جاء فيه تأكيده وثقته في حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة الدول الأخرى ومحبتهم للشعب القطري ولقطر، ورغبة الشعب القطري وغالبية الأسرة الحاكمة في التنمية والتضامن لتطهير أرض قطر من الأغراب الذين استعانت بهم الحكومة القطرية منذ ظهور الأزمة. وأكد د. عبدالله الرفاعي عميد كلية الإعلام والاتصال في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن البيان يمثل الكثير من الشرفاء في قطر وحدوث انشقاق بين الأسرة الحاكمة في قطر، كما يؤكد البيان أن الشعب القطري يدرك مخاطر سياسة حكومته الحالية وأنه يسير إلى اتخاذ خطوات ضد سياسة حكومته التي استعانت بالأعداء ضد دول المقاطعة، والتي شعوبها جزء من الشعب القطري. وأضاف: لا شك أنه في حالة عدم تجاوب الحكومة القطرية الحالية مع مطالب الشعب، ومطالب دول المقاطعة، فإن تغيير النظام حاصل لا محالة، فرياح التغيير تهب على الحكومة القطرية. وزاد: لن تستطيع القوات الأجنبية التي استعانت بها قطر من إيران وتركيا أن تحمي الحكومة القطرية من حراك الشعب وشرفاء الأسرة الحاكمة الذين أعلنوا موقفهم من الأزمة ومعارضتهم لسياسة الحكومة الحالية. من جانبه قال المحلل السياسي د خالد باطرفي: إن موقف الحمدين يذكره بموقف بعض الحكومات في إعصار الربيع العربي التي لم تتجاوب من البداية مع المطالب، مع سهولة هذه المطالب، حتى ارتفع سقف هذه المطالب، وعند موافقتها السابقة وجدت أن القطار قد فاتها، وهذا ما ينطبق على الحكومة القطرية الآن، والتي كان بإمكانها المواقفة على مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وهي سهلة، وربما عند ما تقرر الموافقة عليها تجد أن القطار قد فات. وأضاف: لا شك أن هناك حراكا داخليا من الشعب في قطر، ومن الأسرة الحاكمة، وأن استمرار هذا النظام لهو خذلان للشعب لصالح مرتزقة تم تجنيسهم وتمكينهم من مفاصل الدولة في وزارة الدفاع والاستخبارات وفي الإعلام وفي قرارات الدولة القطرية فوضعها ذلك في مستنقع، ولا يستبعد والحال كذلك أن ينقلب هؤلاء المرتزقة على الحكومة القطرية في حال تخلت عنهم. وأبان د. خالد باطرفي أن الحكومة القطرية لا تدرك حب الشعب القطري للملك سلمان عند ما زار الدوحة حيث خرج الشعب في شوارع قطر مرحبا، حيث عكس ذلك ما يكنه الشعب القطري من محبة، وما تتمتع به المملكة من مكانة وقيادة للمنطقة. وشدد على أن الحل هو تغيير النظام وقال إن التغيير قادم لا محالة، رضي من رضي ورفض من رفض.وأشار د. مطرفي في حديثه إلى أن القطار قد فات على الحكومة القطرية، التي لم يتبق أمامها إلا نافذة صغيرة، وهي استبعاد القيادات التي تعتمد عليها، على أن يأتي التغيير بقيادة الحكومة الحالية، مع ضمانات بعدم تكرار النهج الذي كانت تقوم به في السابق، فالمعارضون لسياسة قطر من الحكومة في الدوحة، ومن الشعب يدركون حرص الملك سلمان على قطر وشعبها. من ناحيته، علق الباحث بوزارة الداخلية د. فيصل الدويش على بيان الشيخ سلطان بن سحيم معتبرا أن البيان يعتبر إنذارا اخيرا للحكومة القطرية، ويؤكد وجود الشرفاء من الأسرة الحاكمة في قطر، وان الشعب القطري غير راض عما تقوم به الحكومة الحالية من محاولة لزعزعة الاستقرار في المنطقة.