لم يكن مفاجئا بيان الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، الذي دعا الأسرة الحاكمة والأعيان في قطر، لدعم دعوة الاجتماع التي اقترحها الشيخ عبدالله آل ثاني أمس الأول، لبحث مستقبل قطر الذي دخل في هاوية، نتيجة سياسات تميم والحمدين وخلايا عزمي بشارة، بل كان بردا وسلاما على الشعب القطري، ونارا على تنظيم «الحمدين» الذي حول قطر لبؤرة إرهابية. خطاب الشيخ سلطان بن سحيم جاء بعد 24 ساعة من بيان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، الذي دعا للاجتماع من أجل التباحث لحل الأزمة القطرية، إذ استجاب عضو من الأسرة الحاكمة في قطر لهذه الدعوة سريعا، لأن السكوت على ممارسات النظام القطري بات أمرا مستحيلا، كما أشار الشيخ سلطان بن سحيم في بيانه المتلفز، الذي أحيا لدى الشعب القطري الشعور بأن قطر الجديدة الحرة الأبية تلوح في الأفق. الشيخ سلطان الذي يعتبر الابن الثامن للشيخ سحيم بن حمد آل ثاني، كان شفافا وصريحا في خطابه عندما قال: «منذ ظهور الأزمة، لم أعد أحتمل البقاء في أرض بدأ الأغراب يتدفقون فيها ويجوبونها برائحة المستعمر، ويتدخلون في شأننا بدعوى حمايتنا من أهلنا في السعودية ودول الخليج العربي، الذين نُعتبر امتداداً لهم». الشيخ سلطان تحدث بشجاعة عن الواقع المؤلم الذي تعيشه قطر.. إرهابيون ودخلاء وغرباء يجوبون شوارع قطر برائحة المستعمر. وهنا لامس الشيخ سلطان بن سحيم الحقيقة كل الحقيقة، عندما أوضح: «لم يسبق لأهلنا في الخليج العربي وأشقائنا العرب أن نبذونا هذا النبذ، وأغلقوا دوننا كل باب، بسبب أخطاء فادحة في حقهم وممارسات ضد وجودهم، استغلها البعض باسمنا ومن خلال أرضنا وأدواتنا وهم أعداء وخصوم لنا، بسبب سياسات الحكومة وتوجهاتها التي سمحت للدخلاء والحاقدين بالتغلغل في قطر وبث سمومهم في كل اتجاه حتى أوصلونا إلى حافة الكارثة». نعم لقد أوصل نظام الحمدين للأسف الشديد قطر إلى الحضيض، وتحولت إلى بؤرة إرهابية، طائفية. وبنبرة حزينة تارة، وغاضبة تارة، قال الشيخ سلطان بن سحيم: «منذ ظهور الأزمة، لم أعد أحتمل البقاء في أرض بدأ الأغراب يتدفقون فيها ويجوبونها برائحة المستعمر، ويتدخلون في شأننا بدعوى حمايتنا من أهلنا في السعودية ودول الخليج العربي، الذين نعتبر امتدادا لهم، وهم الحضن لنا جميعا، بينما نحن أحفاد جدنا الهمام الشيخ جاسم ورجاله المخلصين الذين أسسوا هذا الكيان العظيم».. نعم هؤلاء هم أحفاد شرفاء قطر الذين حافظوا على قطر الأبية، وباعها نظام الحمدين بثمن بخس لنظام قم. ويعتبر والد الشيخ سلطان شقيق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني (أمير دولة قطر السابق)، وأول من تولى منصب وزير الخارجية بعد استقلالها عام 1972. والشيخ سحيم بن حمد آل ثاني صاحب جهود عظيمة ومشهودة في بناء قطر الحديثة.. التغيير قادم لا محالة.