أكد مختصان في الشؤون السياسية والإقليمية أن البيان الصادر عن المصدر المسؤول بوزارة الخارجية حول ما نشرته وكالة الأنباء القطرية، يعكس هوس إعلام الدوحة في تزييف الحقائق وتحريفها، وهو ما تبنته القيادة القطرية منذ بداية الازمة. واستنطقت «اليوم» المحكم الدولي والمستشار القانوني علي بن محمد القريشي، بجانب د. محمد الصبيحي الاستاذ المشارك في كلية الاعلام والاتصال، اللذين شددا على أن السياسة القطرية تنتهج التآمر على جيرانها واشقائها، مشيرين إلى عودة سفير الدوحة لمزاولة مهامه بطهران رغم القطيعة العربية الخليجية لنظام إيران، علاوة على سعيها منذ البداية على تدويل الأزمة، إضافة إلى التخبط والمرواغة وتلوين الحقائق. ادعاءات قطرية وقال المحكم الدولي والمستشار القانوني، علي بن محمد القريشي: «إنه ومنذ بداية أزمة قطر؛ ظلت تتكشف يوماً بعد يوم حقائق توضح زيف وادعاءات نظام الدوحة، التي كان آخرها ما نشرته وكالة أنباء قطر، وتحريفها لمضمون الاتصال الذي تلقاه سمو ولي العهد من أمير دولة قطر بعد دقائق من اتمامه، فالاتصال كان بناءً على طلب قطر، وطلبها للحوار مع الدول الأربع حول المطالب، وقبلها فيما يتعلق بقبول الوساطة الكويتية ومن ثم الانقلاب عليها». وأضاف القريشي «إن كل ما يفعله النظام القطري يعكس بوضوح الارتباك والتخبّط والازدواجية والتناقض بين الأقوال والوقائع والأفعال، وينعكس هذا بوضوح في سلسلة من الاحداث، ومنها تصريحات الدوحة عن دور وساطة روسية في الأزمة تزامنت مع جولة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في المنطقة، وعبرت عن ترحيبها بهذه الوساطة، في محاولة متكررة منها لتدويل الأزمة، لتأتي تصريحات الوزير الروسي في الدوحة كالصفعة، قاطعة بعدم وجود أي نية لوساطة من موسكو»، لافتا لتأكيد لافروف على أن حل الأزمة يجب أن يتم ضمن مجلس التعاون الخليجي. ازدواجية قطر وتابع المحكم الدولي بقوله: «إن ازدواجية قطر انعكست أيضاً بوضوح في عودة سفيرها إلى طهران بعد قطيعة عام وأكثر من نصف العام»، وأضاف «لا تبرير لهذه العودة الآن سوى تصميم تنظيم الحمدين على الاستمرار في سياساته التآمرية على جيرانه العرب واشقائه ودعمه للإرهاب، وليست مجرد عودة للعلاقات الدبلوماسية كما تدعي الدوحة»، واستدرك قائلا: «ان ازدواجية قطر في تصريحاتها المتناقضة، تبدو بوضوح في ادعائها بأنه لا مشكلة بسبب الحظر الجوي المفروض عليها، وأن لديها البدائل، فيما تولول مطالبة برفع الحظر الجوي، وتنادي شاكية للمنظمات الدولية، في المقابل تدّعي أنها ترحّب بالوساطة العربية الكويتية، لتذهب مرتمية في أحضان العدو الإيراني، فضلا عن زعمها بمحاربة الإرهاب، ليشهد ضدها الجميع بأنها تدعمه». وأشار القريشي إلى «أنه بات واضحاً التخبّط والمراوغة في توجّهات الدوحة في الفترة التي أعقبت إعلان الدول المكافحة للإرهاب عقوباتها ضد نظام قطر، هذه الاجراءات التي تحاول كاذبة أن تظهر نفسها وكأنها لم تتأثر بها». انتهاء الحوار من جانبه، شدد د. محمد الصبيحي الاستاذ المشارك في كلية الاعلام والاتصال، على «أن استمرار النظام القطري في سياسة المراوغة وقلب الحقائق، يؤكد بلا ما يدع مجالاً للشك أنه لا جدوى من الجلوس على طاولة الحوار، فالحوار انتهى وقته منذ فترة طويلة، وطوال أيام الأزمة لم تقدم الدوحة أي بادرة أو نية لإنهاء أسباب الخلاف مع جيرانها، وهو الخلاف القائم على تهديدات مباشرة من قطر لأمن واستقرار دول الرباعي، وتدخلها بشكل سافر وخطر في الشؤون الداخلية للمملكة والإمارات والبحرين ومصر، لذا فلا فائدة تذكر ولا جدوى من الدعوة التي تتمطى بها ألسنة الدوحة الإعلامية بضرورة الجلوس للحوار». واضاف الصبيحي: «إن المملكة والإمارات والبحرين ومصر، لم تتخذ هذه الاجراءات بين يوم وليلة، ولم تتبل كذبا على قطر دون وجه حق، وهي لم تقاطعها كي تمس او تتعدى على سيادتها»، وتابع: «هناك أدلة وبراهين، وهناك خطر حقيقي يهدّد أمن هذه الدول من قبل جماعات إرهابية تموّلها قطر، ولا يمكننا إغفال هذه الحقيقة أو تجاهلها، وهذا ما تحاول أن تفعله قطر دائماً، من خلال سياسة تمييع الحقائق وتلوينها، والدخول في تفريعات النتائج التي أدت إليها هذه الحقيقة». سبب الخلاف ويواصل الاستاذ المشارك في كلية الاعلام والاتصال بالقول: «إن الأمور لم تعد خافية على أحد، ولا مجال لتحوير مشكلة أمنية خطرة إلى قضية هامشية، وليس صحيحاً ما يردده النظام القطري، من أن سبب الخلاف هو (اختلافات في الرأي)»، وتابع: «لا يوجد رأي حين يوجد الفعل، ومشكلتنا مع قطر في فعلها، وليس في رأي مسؤوليها، فما فعله تنظيم (الحمدين) هو فعل مشين، وعار حقيقي، لن ينساه التاريخ، لقد دمرا دولاً عربية، وشردا شعوباً، وتسببا في فناء مئات الآلاف من الأبرياء في الوطن العربي، وتآمرا بالصوت والصورة على جيرانهما في المملكة والبحرين، وبثا سموم الحقد والكره لدول المقاطعة، ومحاولة النيل منها عبر مجموعة من الخونة الهاربين، ووجها أبواقهما ومرتزقتهما من الإعلاميين لمهاجمة دول الرباعي ليل نهار». وختم الصبيحي: «لقد فعلا كل فعل قبيح ضد الدول الخليجية والعربية بشكل عام، وما زالا يصرّان بهتاناً وكذباً على أن سبب المشكلة اختلافات في الرأي، وكما هو متوقع، يواصل النظام القطري سياسة الإنكار والكذب التي يتبعها ربيبه الإيراني، والتي آخرها تزييف وتحريف مضمون الاتصال الذي تلقاه سمو ولي العهد من أمير دولة قطر بعد دقائق من اتمامه».