«حقا الصداقة لا تموت»، حيث أوضح الحاج البحريني منير العبيدي الأربعيني، والذي يعمل في العاصمة الرياض، أن حجته لهذا العام هي الحجة الثالثة، والتي نوى بها عن صديقه المتوفى منذ 15 عاما، قائلا إن الصداقة الحقيقية لا تموت إلا إذا مات الوفاء، معبرا عن شوقه لصديقه المتوفى الذي كان كثير الجلوس معه. وبين أن الحج هذا العام اختلف كليا عن الحجات السابقة من ناحية التنظيم المتقن للسير، والذي تنخفض معها نسبة التدافع ل 100 بالمائة، تسهيلا من الله له، حيث لم يشعر بأي مشقة؛ كونه نوى بصدق أن يحج لصديقه، وكله أمل بأن يجعلها الله في ميزان حسناته، مؤكدا أن حجته الأولى كان أغلبها سيرا على الأقدام قبل أن تكون هناك حملات، وكانت بمشورة صديقه المتوفى بعد أن كان مترددا في الذهاب للحج خلال ذلك العام، حيث قال له إن كنت تنوي وجه الله فاذهب وادع الله أن أحج خلال السنوات القادمة، وشاءت إرادة الله أن تأخذ أمانتها قبل أن يحج، وحججت عنه بعد 15 سنة من حجتي السابقة، آملا من الله أن يتقبلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يرحم صديقي ويكتب له الأجر، سائلا المولى أن يوفق حكومة خادم الحرمين الشريفين؛ على ما قامت به من تسهيلات عملاقة خلال السنوات الماضية والتي لمسها القاصي والداني من أمن وأمان ويقظة رجال الأمن وحرصهم، حيث لم يدخروا جهدا في بذل ما يستطيعون من أجل إنجاح حج هذا العام، فهنيئا لهذه البلاد هذا التنظيم الرائع، وهذا التوفيق الكبير، ومزيدا من جهود الخير التي تيسر سبل الطاعة وتخففها على الناس، راجيا من الله أن يكتب لولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين إلى أصغر مسئول في أعمال الحج، بما في ذلك جميع أجهزة الأمن على اختلاف قطاعاتهم وتنوع مسؤولياتهم، الأجر عن كل حاج وحاجة كانوا هم السبب في حصول الراحة والطمأنينة لهم، ولعل هذا العام في نظري أفضل عام تيسرت فيه أمور الحج.