أي وسيلة أو أداة إعلامية هي مثل السكين؛ إما أن تطعمك وإما أن تقطعك.. أنت من يحدد «الإطعام» أو «القطع» منها.. أنت المسؤول عن نفعها أو ضررها! «الواتساب».. أداة قربت المسافات، ولملمت المتفرقين، وجمعت المتباعدين.. ورغم وجود فوائد للواتساب إلا أنها وسيلة تعاني سلبيات بعض الواتسابيين.. فغالبا ما يتداول في الواتساب، أخبار قديمة، أو أحاديث موضوعة، أو حكم مغلوطة، ومعلومات ناقصة وشائعات! في هذا العالم ستجد أن «الواتسبيين» أنواع.. منهم «الفاضي».. الذي يرسل كل ما هب ودب.. رسائل الليل يعيدها في النهار.. لا فرق عنده بين صحيح وخاطئ، حقيقة وشائعة وهؤلاء هم أكثر من يرفع درجات كراهية الواتساب ومجموعاته.. تجد أن مهمتهم الإزعاج!! وهناك «الواعظ الواتسابي».. تشعر أن هذا النوع يرى بقية الأعضاء حديثي عهد بالإسلام.. يستحلفك بالله أن لا يتوقف هذا المقطع عندك.. أدعية مكررة، وفتاوى لا تصح نسبتها للعلماء.. يظن هذا النوع أن إرسال شيء ما في مجالات أخرى ذنب يستلزم التوبة!! وهناك «الأصم».. مضاف في القروبات؛ لكن لا أحد يشعر بوجوده.. لا أدري لماذا حمّل الواتساب، ولماذا اشترك بالنت أصلاً! أضف أيضاً للأنواع السابقة «هواة النسخ».. ما أكثر هذا النوع.. رسائلك التي أرسلتها يعيد إرسالها لك من جديد.. هذه النوعية ترسل كل شيء عن أي شيء.. تنشر الشائعات والأخبار المغلوطة.. وجثة قتيل في أقصى الأرض، ومقطع احتراق كنبة، وسقوط شجرة في شارع لا أحد يعرفه! هناك نوع «شايف نفسه».. هذا النوع يرسل لك يومياته.. أكله وشربه وسفرياته، وعلى أي شيء أفطر.. والعشاء الذي ينوي ابتلاعه! وتتعدد الأنواع.. ويبقى النوع الإيجابي هو الأفضل.. ينشر الفائدة، ويبث الابتسامة، ويفيد الآخرين بالمفيد، دونما إزعاج ولا إكثار. بعضهم يغرق في إدمان التقنية إلى شحمة أذنيه، وهذا الإدمان على حساب وقته، وأهله، وعمله، وهواياته المفيدة.. قرأت قبل فترة خبراً طريفا أظنه في «اليمن» يقول: امرأة تقاضي زوجها على أن يعدل بينها وبين الواتساب! الخبر طريف لكنه يكشف حالات الإدمان التي قد يصل إليها بعضنا. من سلبيات الواتساب أنك فجأة تجد نفسك في «قروب».. وفي الأخير يعتذر صاحبك أنه قصد رسالة جماعية.. «وزحلطن»!! وهناك من يضيف شخصاً إلى قروب أنت «مسوي» له حظر نظراً «لغثاثته»!! أب دخل على ابنه فوجده نائماً على الكتب من تعب الدراسة والمذاكرة.. فتلمس الأب بفراسته خد الولد «وصكه» بكف!! وقال له: آخر ظهور لك على الواتساب قبل دقيقة.. تضحك على «مين»! التقنية إن لم تجد استخدامها تكشفك أحياناً! عزيزي «الواتسابي».. شارك بالمفيد فقط.. واترك عنك «فوضى» الواتساب العارمة، واعلم أن «الاختيارات» تدل على عقلية أصحابها.. وأن الاستفادة من التقنية واختيار فوائدها، وترك سلبياتها مهارة تحتاج التعود عليها، وتعليمها لمن نمون عليهم! ■ وأخيراً.. إن لم ترغب في الإزعاج، وإن أحببت الابتعاد عن سلبيات «الواتسبيين» فلا تتآكل هماً.. تخلّص من الإزعاج بالحذف، ويُحمد لمخترع الواتساب أن جعل «الحظر» سلاحاً فتاكاً يخمد الإزعاج، وينهي المزعجين!