اتهم المتحدث الرسمي لخدمات المياه بالمنطقة الشرقية فهد العنزي، بعض المستثمرين بارتكاب مخالفات في كورنيش الخبر الجنوبي من خلال القيام بتصريف المياه المستخدمة في عدد من المنشآت وتوجيهها للبحر بشكل مباشر في بعض الأحيان دون نزحها عن طريق المتعهدين ومن ثم نقلها لمحطات المعالجة. وذكر العنزي، أن وجود ثلاث جزر إضافة الي منشآت استثمارية سياحية ومرفأ صيادين على الكورنيش الجنوبي، يقلل من فرصة وجود تيارات مائية متجددة، الأمر الذي يسهم في حدوث ركود يفضي إلى طحالب وروائح يستشعرها المتنزهون. وقال إن هيئة الري بمحافظة الأحساء ستقوم خلال الأشهر القادمة بنقل المياه المعالجة ثلاثيا من محطة المعالجة لمياه الصرف الصحي بالأحساء للاستفادة منها، وبذلك يتوقف تدفق المياه المعالجة للخليج العربي. وشدد العنزي على أن المياه التي يتم تصريفها في مياه الخليج، يجب أن تكون مياه معالجة ثلاثيا، مشيرا إلى أن تلك المياه يتم تعقيمها بالكلورين قبل ضخها في مياه البحر، لافتا إلى أن مديرية المياه تحرص على أخذ عينات من المياه المراد تصريفها للتأكد من تركيز الكلور فيها. وأكد حرص مديرية المياه على إجراء تحاليل فيزيائية وكيميائية وجرثومية على جميع المياه المراد ضخها في مياه البحر، لافتا إلى أن تلك الإجراءات تهدف للتأكد من كون تلك المياه ضمن الحدود المسموح بها عالميا، وحسب مواصفات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. مياه الكورنيش أصبحت مستنقعًا بسبب التلوث وكان عدد من متنزهي الكورنيش الجنوبي لمدينة الخبر قد اشتكى من الروائح «الكريهة» الناتجة عن تصريف مياه الصرف الصحي بالكورنيش، التي تؤدي لحرمان مرتاديه من ممارسة الرياضة والتنزه، مطالبين باتخاذ إجراءات وحلول سريعة للمشكلة التي تنذر بكارثة بيئية. وأشار المواطن موسى الدوسري، إلى أن الروائح الناتجة عن مياه الصرف الصحي تهدد بكارثة بيئية، مشيرا الى تحول الماء في بعض أجزاء من الشاطئ إلى اللون الأخضر، لافتا الى اختلاط روائح الصرف الصحي بمياه البحر، موضحا ان تلك الروائح حرمت مرتادي الكورنيش ممارسة الرياضة والتنزه أو الجلوس فيه من الأساس بعد أن أصبحت مصدر ازعاج كبير للمتنزهين، وطالب باتخاذ اجراءات وحلول سريعة للمشكلة. وقال المواطن سعد الحميدي، إن انبعاث الروائح الكريهة يسبب ازعاجا للسكان، خاصة أن «الإسكان» يقع مقابل محطة المعالجة بشكل مباشر، إضافة لقرب موقع التصريف أيضا من عدة مطاعم يقصدها الزوار، وقال إنه من مرتادي الكورنيش بشكل دائم بحكم قرب سكنه منه، لكن الرائحة دفعته وعائلته لعدم ارتياد تلك المنطقة والبحث عن مواقع أخرى للتنزه في منطقة أخرى من الكورنيش بعيدة عن تلك الروائح، التي تسببت في عزوف الناس عن ارتياده، بعد أن أصبح مصدرا للروائح الكريهة والمنفرة التي يخشون منها على صحتهم. وعبر المواطن إبراهيم الهاجري أحد رواد المطاعم عن استيائه من الروائح، التي تزكم الأنوف بحسب قوله، مطالبا مديرية المياه بالشرقية بتحويل مصب الصرف الحالي إلى موقع آخر بعيدا عن المكان الحالي، لإنهاء معاناة مرتادي الكورنيش جراء الروائح المنبعثة من مصب الصرف الصحي. وقال المواطن مهند الغامدي، إن تلك الروائح الكريهة نزعت من منطقة الكورنيش الميزة التي أنشئ من أجلها، معبرا عن دهشته مما يحدث حاليا بسبب تصريف مياه الصرف الصحي في البحر وتحويله إلى ما يشبه «مستنقع» تتكاثر فيه الحشرات، واضاف إن بعض زوار الكورنيش يستمتعون بالجلوس غير مدركين أن ذلك قد يعرضهم لاحقا لخطر الإصابة بالأمراض؛ نتيجة استنشاق هواء مختلط بالروائح الكريهة.