تسبب تصريف تدفقات مياه الصرف الصحي في مدينة الخبر إلى البحر في الاضرار بكورنيش المحافظة من الناحية الجنوبية من حيث الروائح الكريهة المنبعثة من محطة المعالجة القريبة من الكورنيش وكذلك من تدفقات تصريف " المجاري " بعد معالجتها إلى البحر. وعلى الرغم من أن إدارة المياه بالمنطقة الشرقية قد أكدت أن عملية المعالجة تتم وفقا للمواصفات الفنية إلا أن خبير صحي حذر من تصريف "المجاري" المعالجة إلى البحر خوفا من تراكم الملوثات مع مرور الزمن مفضلا استخدام المياه المعالجة في ري المسطحات الخضراء، كما أكدت أمانة المنطقة الشرقية انها خاطبت إدارة المياه بهذا الخصوص ووعدت بمعالجة المشكلة. مواطنون: تشكيل مستنقعات سامة.. والروائح مزعجة واشتكى عدد من المتنزهين والمرتادين لكورنيش الخبر والمقيمين في اسكان المدينة والذي يضم 219 عمارة، كما يصل عدد الشقق السكنية به إلى 4106 شقة قريبا من محطة المعالجة للصرف الصحي والتي تقع في الجهة الجنوبية من محافظة الخبر وعلى الطريق الغربي المؤدي إلى شاطئ العزيزية من الروائح المنبعثة من المحطة، كما لوحظ بأن روائح الصرف الصحي تختلط بمياه البحر. مستنقعات سامة ذكر ذلك المتنزه "أسامة العمر" الذي يحب أن يرتاد إحدى البحيرات القريبة من محطة الصرف الصحي والممتدة على طريق الكورنيش الجنوبي للصيد لوفرة الاسماك في هذه المنطقة، إلا أن الروائح المنبعثة من المحطة تشكل ازعاجا كبيرا للسياح، خاصة بعد أن أصبح ينتج عن تلك المعالجة تسريب لمياه الصرف الصحي مما تسبب في تشكيل مستنقعات كبيرة بالقرب من المحطة والبحر.. في حين أشار إلى أن وجود محطة للصرف الصحي قريبة من مناطق سكانية ومن منطقة الكورنيش أدى إلى اعاقة للحركة المرورية خاصة من قبل شاحنات الصرف الصحي. نقل المحطة الصفيان: الأمانة خاطبت مصلحة المياه.. ووعدت بوضع الحلول وأوضحت ابتسام العلي - بأنها تسكن في إحدى شقق الاسكان المجاورة لمحطة الصرف الصحي، وتقوم بممارسة المشي في المساحات الخضراء القريبة من منطقة الإسكان إلا أن انبعاث روائح كريهة يسبب انزعاجا كبيرا للسكان، خاصة بأن الاسكان يقابل محطة المعالجة بشكل مباشر، موضحة بأن الروائح المنبعثة تزيد في فترة الصيف والحرارة الشديدة مما يعيق من الاستمتاع بالأجواء الخارجية كما أن تلك الروائح تسببت في تشكيل مستنقعات زادت من تكاثر الحشرات وخاصة البعوض، مطالبة باتخاذ اجراء نقل محطة المعالجة للصرف الصحي بعيدا عن منطقة السكان. روائح في البحر أما هيام المجد والتي تخرج مع عائلتها إلى الكورنيش فترى بأن الكورنيش القريب من محطة المعالجة للصرف الصحي وضعه في غاية السوء، فكثيرا ما تتسلل روائح المجاري من البحر إليهم مما يدفعهم إلى تغير المكان إلى مكان آخر في جهة بعيدة عن هذه المنطقة، مؤكدة بأن هناك اختلاطا لمياه الصرف الصحي بالبحر، وأصبحت تنتشر في المكان بشكل مؤذ جدا. حلول مؤجلة اشار محمد الصفيان - المتحدث الرسمي باسم امانة الدمام - بأنه فيما يتعلق بالروائح المنبعثة من أحواض التنقية التابعة للمياه والصرف الصحي بالكورنيش وتصريفها على البحر مباشرة، بأن الأمانة خاطبت مصلحة المياه والصرف الصحي والتي وعدت بدورها بوضع الحلول والتي كان من ضمنها المعالجة الثلاثية قبل التصريف على البحر، وكذلك مشروع تحويل الصرف بعد معالجته إلى هيئة الري والصرف بالأحساء ومشروعهم تحت التنفيذ حاليا. صعوبة النقل الدوسري: المعالجة لمياه الصرف تتم حسب المواصفات الفنية المطلوبة وأوضح عبدالله الدوسري - المتحدث الرسمي باسم المديرية العامة للمياه بالمنطقة الشرقية - بأنه لا يمكن نقل محطة المعالجة الرئيسية بما فيها من مكوّنات إلى موقع آخر حيث انها تستقبل جميع تدفقات محافظة الخبر، علماً بأن عملية المعالجة لمياه الصرف الصحي تتم حسب المواصفات الفنية المطلوبة وهناك مرشحات كربونية بمبنى التجفيف الميكانيكي ومدخل مبنى المحطة للحدّ من أي روائح قد تصدر منها. أما بالنسبة لانتظار صهاريج مياه الصرف الصحي فذلك نتيجة وصولهم في زمن واحد بسبب الاوقات المحددة للشاحنات حسب تعليمات المرور، علماً بأنه قد تم إنشاء مصب وايتات ميكانيكي جديد والذي سوف يساهم في تقليل ساعات الانتظار بعد استلامه وتشغيله. أضرار مستقبلية وأشار الدكتور حسين محمد البشري – المختص بصحة البيئة ومدير ادارة حماية البيئة في الهيئة الملكية بالجبيل سابقا – بأن الانظمة واللوائح لا تسمح بإعادة مياه الصرف الصحي والصناعي بعد معالجته إلى البحر وإنما نستخدمها في الري وانشاء المسطحات الخضراء، مشيرا إلى أن مياه الصرف الصحي بعد المعالجة الثلاثية قد لا يكون لها آثار تنتج عنها أضرار على البحار، إلا أنه يفضل برغم ذلك عدم اعادتها إلى البحار لأن أي ملوثات مهما صغر حجمها فانها حينما تتراكم تصبح مضرة. وأوضح – البشري – بأن وجود محطات الصرف الصحي قريبة من الاحياء السكينة قد لا ينتج عنه ضرر كبير باستثناء وجود الروائح المزعجة، فمن المهم أن يوجد هناك حل لإبعاد محطات الصرف الصحي عن الاحياء السكينة ولكن إذا لم يوجد أي خيار آخر واستطاع المسؤولون وضع احتياطات ضبط شديدة على مثل هذه المحطات من ناحية الروائح والتسرب الذي من الممكن أن يحصل أثناء التجريب فإنه قد لا يكون هناك ضرر كبير. متنزهون يمارسون المشي وسط روائح سياح يجلسون في الكورنيش المتضرر محمد الصفيان د. حسين محمد البشري عبدالله الدوسري