(إلى الباحثين عن الجمال في الحجر الأصم، وفي التحفة الأثرية.. في النهر..في الوادي..وفي النبتة البرية..في الطير والوحش..وحتى في السحنة البشرية..إلى من يؤمن بقول أبي ماضي: «كن جميلا تر الوجود جميلا» أهدي هذه المذكرات السياحية). كانت تلك عبارات ود ومحبة خطتها أنامل مؤلف كتاب «من سحر المشرق وفن المغرب» الصادر عام 2013 للميلاد عن «المركز العربي الثقافي» ببيروت بالاشتراك مع «نادي الرياض الأدبي» لمؤلفه الشاعر والكاتب السعودي سعد بن عبدالله الغريبي.. على صفحة (الإهداء) التي تصدرت الكتاب، وكانت بمثابة افتتاح لعبور القراء منها إلى حيث مادة الكتاب التي يمكننا اعتبارها مما ينتمي إلى ما يعرف ب (أدب الرحلات) أو كما جاء تصنيفها على الغلاف الداخلي على أنها (مذكرات سياحية) كما وصفها وصنفها المؤلف نفسه. ويقدم لنا المؤلف نبذة مختصرة عن الكتاب ومحتواه - وهي في الأصل عبارة عن جزء مقتطف مما جاء في مقدمته رأى الناشر أهمية وضعها على غلافه الأخير لعلها ترشد القارئ لمضمونه بشكل موجز ومختصر- إذ يقول: (يضم هذا الكتاب ثلاثة فصول لثلاث رحلات قمت بها ما بين عامي ألفين وعشرة للميلاد وألفين واثني عشر. وهذه الرحلات مختلفة الاتجاهات، متنوعة الثقافات، متباعدة الوجهات. كانت الرحلة الأولى إلى هونغ كونغ ومكاو ثم بعض مدن جنوبي الصين، مع استراحة في ختام الرحلة في القرية السيرلانكية «نقمبو» المجاورة لمطار باندرانايكا. وكانت الرحلة الثانية إلى شبه القارة الهندية، بدءا من ولاية «كيرلا» في الجنوب الغربي للهند، ثم العاصمة الهندية نيودلهي في شمالها، وختام الرحلة كان في جمهورية النيبال. أما الرحلة الثالثة فكانت الى المملكة المغربية، وشملت الجولة مدينة «تيفلت» وملتقاها الشعري، ثم العاصمة الرباط، فمراكش وأغادير). انتهى كلامه. لقد اتسم أسلوب الكاتب من خلال مؤلفه هذا ببساطة العرض وسهولة الأسلوب وسلاسة اللغة وإيصال المعلومة للقراء بيسر، معتمدا على المباشرة في السرد وعفويته. ولا شك أن ذلك كله مما يناسب (أدب الرحلات) الذي يتطلب من كاتبه نقل ثقافات الشعوب المختلفة التي مر بها أثناء رحلاته وتنقلاته من مكان إلى آخر للقراء بأبسط الأساليب وأسهلها وأيسرها.