التاريخ يشهد، وضيوف الرحمن يشهدون بما قدمته المملكة وتقدمه على مدار تاريخها الزاهر من إنجازات غير مسبوقة لخدمة ضيوف الرحمن، خدمة نابعة من العقيدة والإيمان بتقديم أفضل وأهم الخدمات لضيوف الرحمن، وسبل تيسير أداء حجهم، وقطار التاريخ الذي سجل ويسجل ولا ولن يستطيع كائن من كان إيقافه، سيظل يكتب بحول الله وقوته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. هذا الشرف الكبير الذي نحظى به حكومة وشعبا من فضل ربي علينا، حيث منحنا شرف خدمة الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، وحجاج بيت الله الحرام. فمنذ أن تأسست دولتنا -رعاها الله- وهي تبذل جهودا جبارة في خدمة الحجاج، بإقامة المشاريع العملاقة التي تكلف المليارات، هدفها راحة الحجيج من مختلف جنسياتهم، وانتماءاتهم المذهبية، وليؤدوا مناسكهم بسهولة واطمئنان. بالطبع حج هذا العام سيكون -بتوفيق الله- امتدادا للدور التاريخي للقيادة السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، وهو ما تجسد من خلال استقبال المملكة لملايين الحجاج والمعتمرين ونجاحها في إدارة أكبر موسم للعمرة، كما تجسد كذلك في حركة الحجيج المتعاظم من مختلف دول العالم الإسلامي. وكان لتطوير المشاعر المقدسة المستمر والتوسعات الكبرى دور كبير ومشهود لاستيعاب هذه الأعداد المتزايدة، وتنفيذ خطة المملكة لاستيعاب 30 مليون حاج ومعتمر في السنوات القادمة وفق رؤية المملكة 2030. وكذلك زيادة توسيع الحرمين الشريفين، وإنجاز شبكة قطار المشاعر المقدسة، ومشاريع إسكان وخيم الحجاج، وتوسعة وإنشاء مطارات ضخمة لاستقبال الحجاج سيحقق بإذن الله بلا شك رؤية 2030. زد على ذلك المنظومة الكبرى في الخدمات الصحية، من تجهيز مستشفيات، ومراكز صحية، ومعلوماتية وتوعوية، وتموينية. وهناك إنجاز عظيم يتحدث عن نفسه «الإدارة الأمنية الكبرى» للمحافظة على أمن الحجاج وسلامتهم في ظل تحديات الإرهاب، والتشويش الإعلامي للأجهزة الطائفية التي تحاول تسييس الفريضة بشعارات تحريضية، ومظاهرات التي لا علاقة لها بشعائر الحج لن تجد بغيتها وستندحر. فمن وفقه الله لخدمة ملايين الحجاج، وشرفه بقيادة هذه الأرض الطاهرة، واختصه بخدمة بيته العتيق، ومسجد رسوله الكريم، عليه أفضل الصلاة والسلام قادر على تكميم الأفواه المريضة، وتقليم الأظافر القذرة.