احتل تطوير منظومة الحج والعمرة أولوية استراتيجية لدى حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- امتدادا للدور التاريخي للقيادة السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، لذلك جاءت رؤية المملكة 2030 لتقدم استراتيجية متكاملة لتطوير منظومة الحج والعمرة، وإتاحة الفرصة لعدد أكبر من المسلمين لتأدية مناسك الحج والعمرة، في وقت يتعاظم لدى المسلمين، أهمية الحفاظ على هويتهم الإسلامية واستكمال متطلبات شعائرهم الدينية، وهذا ما تجسد من خلال استقبال المملكة ونجاحها في إدارة أكبر موسم للعمرة، حيث أدى نحو 6.5 ملايين معتمر مناسكهم بكل يسر وسهولة، كما يتجسد كذلك في حركة الحج المتعاظمة، من مختلف دول العالم الإسلامي، والجاليات والأقليات الإسلامية في دول العالم لتأدية فريضة الحج، لذلك أنجزت حكومة المملكة العربية السعودية أكبر توسعة للحرمين الشريفين في التاريخ الإسلامي، كما جاء تطوير المشاعر المقدسة خطوة مهمة لاستيعاب هذه الأعداد المتزايدة سنويا، وضمن خطة لاستيعاب 30 مليون حاج ومعتمر في السنوات المقبلة وفق رؤية المملكة 2030، لذلك سخرت حكومة المملكة جهودها في عملية تطوير واستراتيجية شاملة للمشاعر المقدسة برعاية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد؛ حيث شملت الاستمرار في توسعة الحرمين الشريفين، وإنجاز شبكة قطار المشاعر المقدسة، ومشاريع إسكان وخيم الحجيج، والانتهاء من توسعة وإنشاء مطارات ضخمة لاستقبال ضيوف الرحمن، وتوفير إدارة أمنية فاعلة ومنجزة للحفاظ على أمن الحجاج واستقرارهم، إضافة إلى ذلك عززت وزارة الحج والعمرة لجان المراقبة والمتابعة الميدانية لحماية حقوق الحاج في كافة تنقلاته. الاستمرار في التوسعة وإنجاز شبكة قطار المشاعر وإسكان الحجيج تعزيز أسطول نقل الحجاج تبدو عملية النقل المنظمة للحجاج، واحدة من المهام الرئيسة، لحج ناجح كل عام، حيث تؤثر انسيابية عمليات النقل إيجابا على تمكين الحجاج من تأدية واجباتهم بيسر وسهولة، وقد جهزت وزارة الحج والعمرة عبر 18 شركة نقل سعودية 18 ألف حافلة مكتملة التجهيزات لنقل أكثر من مليون و400 ألف حاج من خارج المملكة خلال موسم حج عام 1437 منها 1696 حافلة جديدة تم توفيرها العام الماضي، حيث يتم سنويا استبعاد عدد من الحافلات الملغاة نظاما من الأسطول بسبب انتهاء عمرها الافتراضي حفاظا على سلامة الحجاج خلال تنقلهم بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة أثناء أداء المناسك واستبدالها بحافلات جديدة. المسار الإلكتروني استحدثت وزارة الحج والعمرة خدمة المسار الإلكتروني للحجاج، لتسريع آلية الحصول على التأشيرات إلكترونيا، واختصار زمن الإجراءات من بوابة الوزارة على شبكة الإنترنت، لأتمتة عمليا الحصول على تأشيرات الحج والعمرة لطالبيها، وما تشملها من الخدمات المرافقة لها، حيث تم البدء عمليا في تطبيق هذه الآلية، وذلك لتسهيل حصول الحجاج على تأشيرة الحج إلكترونيا، وتقليل مدة دخول الحاج، إذ يتيح نظام المسار الإلكتروني للحج وللعمرة إنهاء إجراءات طلب تأشيرة الحج والعمرة وحزمة الخدمات في وقت قياسي لا يتجاوز بضع دقائق ويأتي ذلك في إطار خطة طموحة لمضاعفة أعداد الحجاج والمعتمرين خلال الخمس سنوات القادمة. تطبيق الإسوارة الإلكترونية طبقت وزارة الحج والعمرة لأول مرة في موسم حج هذا العام 1437الإسوارة الإلكترونية على الحجاج بهدف سرعة التعرف على الحجاج، وقراءة بياناتهم إلكترونيا خاصة الذين لا يتحدثون العربية، أو مجهولي الهوية، وتمكين وزارة الحج والعمرة من التعرف على بيانات الحاج ومقر سكنه وكافة المعلومات اللازمة، التي تمكن من مساعدة الحجاج على ضوء بياناتهم في الإسوارة الإلكترونية، مثل خدمة إرشاد التائهين الأمر الذي سيسهم في رفع كفاءة الإداء في قطاع الحج والعمرة، واختصار زمن الإجراءات، وتطبيق الشفافية المعلوماتية.