بدأ المواطن عبدالله العديني هواية جمع التراث منذ 40 عاماً، وذلك من خلال مرافقته لشقيقه الذي كان يعمل مديراً لمكتب التراث في مدينة الطائف، وكان هدفه هو المحافظة على تراث المملكة من خلال جمع المقتنيات الأثرية، ومع مرور السنوات استطاع العديني ان يؤسس متحفاً ويرخصه من هيئة الآثار والسياحة، حيث جمع فيه أكثر من 20 ألف قطعة. ويقول العديني: هوايتي الأولى كانت اقتناء الأسلحة القديمة والأشكال والمخطوطات والوثائق والانتيكات، بعدها زاد اهتمامي فتوسعت في اقتناء السجاد وبعض الأشياء الأخرى، وأول قطعة اقتنيتها كانت عبارة عن راديو صغير قديم يعمل بواسطة التسخين باللمبات بعدها دخلت في مجال أدوات السينما والافلام القديمة، وتعتبر الأحساء من أغنى مناطق المملكة تراثاً ومتاحف واهتماماً باقتناء التراث. العديني يعرض أحد الصكوك الأثرية القديمة ويزور المتحف طلاب المدارس واعضاء الجمعيات بالاضافة الى بعض المقيمين من الجاليات المختلفة، ودائماً ما أطلب من الطلاب والشباب الاهتمام بحراسة تراث وطنهم، ومنطقته حتى تتم عملية تواصل الأجيال عبر هذا التراث وأغلب الشباب عند ما يسافر للخارج في اجازات يهتمون بزيارة المولات والمطاعم أكثر من اهتمامهم بزيارة المتاحف ومواقع التراث في الدول التي يزورونها، وأحرص على أن يزور أولادي وبناتي المتاحف وأماكن التراث في أي بلد نزورها. وهناك ظاهرة لافتة وهي أن متاحفنا ثابتة وغير مواكبة للتطور فيما المتاحف في الدول الأخرى تضيف في كل يوم أشياء جديدة، وبخصوص متحفي احاول من خلاله الحفاظ على ثروات وطننا الغالي لتحكي عن تطور تراثنا المحلي، وهذا لا يمنع ان أقتني بعض التراث من دول أخرى حيث يساعد ذلك على قياس مدى أقدمية تراثنا مقارنة بالأمم الأخرى. مقتنيات متنوعة بالمتحف وللأسف بعض الهواة في جمع التراث يتحيزون لمنطقتهم ولا يتوسعون لمناطق أخرى وهذه ظاهرة سلبية تقود لمحدودية المعرفة وبعضهم لا يجمع التراث الا من منطقة معينة، وقطع التراث على مستوى المملكة تتمثل أغلبها في أدوات زراعية، وكل منطقة لها تراثها الخاص ولها عاداتها، وافضل بمتحفي ان أنوع قطع التراث من الأحساء والقطيف وحتى من الكويت وبعض الناس يقتنون قطعا قديمة وقيمة لكن يقومون برميها دون دراية بقيمتها لكن التراث لا يموت وحاليا بعض الحرفيين والحرفيات يستخدمون المواد الحديثة في صناعة اشكال قديمة تراثية. وأتمنى تكوين جمعية للتراث الوطني للحفاظ على هويتنا وزيادة تبادل الخبرات حيث ان المجال مليء بالقطع المقلدة او مغلوطة التاريخ ولا يوجد معلومات كافية في الكثير من الاحيان حول القطع التراثية وحال تأسيس الجمعية سيكون هناك تبادل للأفكار والخبرات والمعلومات.