في تصعيد وتحد جديد من نظام إيران للولايات المتحدة والمجتمع الدولي، أعلن الحرس الثوري الإيراني، السبت، أن سفينة تابعة للبحرية الأمريكية اقتربت من زوارق تابعة له في الخليج وأطلقت أعيرة تحذيرية تجاهها، فيما قالت وزراة خارجية طهران إنها ستواصل برنامجها الباليستي المثير للجدل «بطاقته الكاملة». وأفاد الحرس الثوري في بيان بأنه «في الساعة الرابعة من بعد ظهر الجمعة، حلقت مروحيات انطلقت من حاملة الطائرات (نيميتز) والسفينة الحربية المرافقة لها في الوقت الذي كانت تحت رصد ومتابعة من قبل الفرقاطات الايرانية في منطقة رسالت النفطية الغازية، واقتربت من السفن الحربية للحرس الثوري». وأضاف البيان وفقا لفرانس برس «أن الأمريكيين قاموا بتحذير السفن الحربية الايرانية واطلقوا قنابل مضيئة». والحادثة هي الثانية من نوعها هذا الأسبوع بعدما أطلقت سفينة دورية تابعة للبحرية الامريكية الثلاثاء، أعيرة تحذيرية باتجاه زورق تابع للحرس الثوري الايراني بعدما اقترب منها لمسافة 137 مترا في مياه الخليج العربي، بحسب ما افاد مسؤول عسكري أمريكي. وزعمت قوات الحرس الثوري أنها لم تقترب من السفينة الأمريكية، فيما شهدت مياه الخليج سلسلة حوادث سابقة بين سفن امريكية وقوارب ايرانية كادت ان تؤدي الى مواجهات. وفي يناير، اطلقت المدمرة الامريكية «ماهان» طلقات تحذيرية في اتجاه اربعة زوارق تابعة للحرس الثوري الايراني بعدما اقتربت منها بسرعة كبيرة في مضيق هرمز. إيران تواصل في مقابل التصعيد الإيراني، أعلنت طهران السبت، أنها ستواصل برنامجها الباليستي المثير للجدل «بطاقته الكاملة» منددة بالعقوبات الجديدة التي أقرها الكونغرس الأمريكي ولا تزال بانتظار توقيع الرئيس دونالد ترامب لتتحول إلى قانون. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي لتلفزيون ايران الرسمي في تحد لواشنطن: «سنواصل برنامجنا الصاروخي الباليستي بطاقته الكاملة». وأضاف: «ندين فرض عقوبات جديدة على طهران من قبل الكونغرس الأمريكي، مدعيا أنه يهدف إلى «إضعاف الاتفاق النووي» الذي تم التوصل إليه 2015 بين إيران والدول الست الكبرى بينها الولاياتالمتحدة وأدى إلى رفع بعض العقوبات عنها. وتابع: «نحتفظ بحق الرد بالمثل وبشكل مناسب على التصرفات الأمريكية». وصادق مجلس الشيوخ الأمريكي، الخميس، على مشروع قانون العقوبات الذي يستهدف أيضا روسيا وكوريا الشمالية، بعدما أقره مجلس النواب، وفقا للناطقة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز، التي قالت الجمعة: إن ترامب سيوقع عليه ليصبح قانونا. وبشكل منفصل الجمعة، فرضت واشنطن عقوبات جديدة على برنامج ايران الصاروخي غداة قيام طهران بتجربة لاطلاق صاروخ يحمل اقمارا اصطناعية لوضعها في مدار الارض. واستهدفت العقوبات التي أعلنت عنها وزارة الخزانة الأمريكية منظمات وكيانات ايرانية مرتبطة بالبرنامج الباليستي لنظام إيران، وركزت الوزارة بصورة خاصة على ست شركات تملكها او تديرها مجموعة «شهيد همات اندستريال غروب»، وهي بحسب الوزارة «كيان اساسي في البرنامج الايراني للصواريخ الباليستية». وتشمل العقوبات تجميد اي اصول للشركات في الولاياتالمتحدة ومنع المواطنين الامريكيين من التعامل معها. أمن المنطقة وجاء في بيان نشرته وزارة الخارجية الألمانية أمس السبت في برلين: إن هذه التجربة تتعارض مع قرار الأممالمتحدة رقم 2231، الذي يطالب إيران بعدم إطلاق أي صواريخ باليستية من الممكن تزويدها برؤوس نووية. وأكد البيان الألماني أن البرنامج الإيراني لا يتفق فقط مع قرار مجلس الأمن، بل أيضا يزعزع أمن المنطقة. وفي الوقت الذي طالبت فيها الدول الأربع طهران بالتوقف عن إطلاق صواريخ أو عمليات مشابهة، قالت سفيرة واشنطن لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي: إن إدارة ترامب ستواصل الضغط على إيران إلى أن تمتثل امتثالا تاما لقرارات الأممالمتحدة. وأضافت هيلي في بيان: «القضية ترجع مع إيران دائما إلى عدم الثقة. الدعم الإيراني الواسع للإرهابيين يقول لنا إننا لا نستطيع أن نثق بهم. مخالفة إيران لالتزامها باختبار صاروخي يقول لنا إننا لا نستطيع أن نثق بهم. اختبار الأمس يثبت ذلك مجددا». وذكر التلفزيون الإيراني الخميس: إن إيران أجرت تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ يمكن استخدامه في إطلاق أقمار صناعية للفضاء، الأمر الذي قالت الولاياتالمتحدة ودول أخرى إنه ينتهك قرار مجلس الأمن بسبب إمكانية استخدامه في تطوير صواريخ باليستية. بيان مشترك وقال بيان مشترك للدول الأربع: إن إطلاق الصاروخ لا يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إيران إلى عدم إجراء مثل هذه التجارب الصاروخية. وحول العقوبات الأمريكية الجديدة من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، قال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في بيان: «هذه العقوبات تؤكد على قلق الولاياتالمتحدة العميق إزاء استمرار إيران في تطوير واختبار صواريخ باليستية وغيرها من السلوك الاستفزازي». وأضاف منوتشين: ستواصل الحكومة الأمريكية التصدي بقوة لنشاط إيران المرتبط بالصواريخ الباليستية سواء كان إطلاقا للفضاء، أو دعما محتملا للهجمات الصاروخية التي يشنها الحوثيون في اليمن على المملكة مثل الذي حدث الأسبوع الماضي. وتقوم مجموعة شهيد همت الصناعية التي تستهدفها العقوبات الأمريكية بتصنيع مكونات وهياكل ومحركات الصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود السائل ونظم التوجيه والتحكم، وتقوم أيضا بأعمال البحث والصيانة المرتبطة بالصواريخ.