في ثلاث ليال كل أسبوع تقريبًا، تقرأ الأديبة والتشكيلية إيليان أبو حاطوم، وبمرافقة موسيقية، قصصًا قصيرة خلال فقرة إذاعية تبث في فلسطينالمحتلة. تنتقي أبو حاطوم النصوص لقراءتها مساءً، وصباحًا أحيانًا، من قصص أعضاء «ملتقى القصة القصيرة»، الذين تتوزع انتماءاتهم الوطنية على رقعة العالم العربي. وتنتمي أبوحاطوم نفسها إلى الملتقى ذاته، الذي لا وجود له في الواقع الجغرافي والفيزيولوجي. وليس له مقر ولا مبنى يحتل مساحة صغيرة أو كبيرة في أي من الأقطار العربية، ولكن له معنى، وله وجود مُدرك ومحسوس. أسسه القاص هاني الحجي في العام 2015 ويساعده في الإشراف عليه القاصة والروائية مريم الحسن، وهو «قروب» على ال(واتس اب) يجمع نخبة من كُتّاب وعشاق القصة العرب. إنه ملتقى بمقاس الكف، بحجم جهاز الهاتف المحمول، ولكنه ينافس ويضاهي بنشاطه ناديًا أدبيًا أو ملتقى من الملتقيات الثقافية، وهو من أنشط «القروبات» إن لم يكن الأنشط. وهو الملتقى الوحيد الذي يعمل بدون توقف، ففي أي لحظة من الليل والنهار يتواجد فيه من يناقشون نصًا سرديًا قصيرًا،أو نصوصًا، أو يتحدثون عن سيرة كاتب أو كاتبة قصة. لا شىء غير القصة. لكن الحوار المتواصل حول القصة وشجونها ليس هو النشاط الوحيد للملتقى أو ما يميزه. فما يؤسس تفرده هو اتساع مساحة نشاطه وصعوده التدريجي إلى مستوى نشاط نادٍ أدبي. ليس في الأمر ذرة من مبالغة، فقائمة أنشطته وما أنجزه شاهدان على ذلك: ترشيح بعض أعضائه للمشاركة في ملتقيات عربية للقصة، تنظيم أماس قصصية بالشراكة مع الجامعات ومع اتحادات أدباء -جامعة الملك سعود وأسرة الأدباء والكُتاب في البحرين مثالًا، تكريم الأعضاء المتميزين بالشراكة مع بعض الملتقيات، اصدار مجلة تعنى بالسرد في السعودية، نشر النصوص الجديدة والمتميزة لأعضائه في المجلات الثقافية، نشر نصوص في كتاب مصحوبة بقراءة نقدية. العمل حاليًا على نشر «أنثولوجيا» من قصص مترجمة إلى الإنجليزية. لقد واصلت وسائط التواصل الاجتماعي سحب البساط الإعلامي من تحت أقدام الصحافة الورقية، ويبدو من نشاط «ملتقى القصة القصيرة الإلكتروني» أنها تسحب أيضا بعض البساط الثقافي من تحت أقدام الأندية الأدبية والثقافية.