خلق الله تعالى الإنسان محبا للاختلاط والتآلف مع غيره من بني البشر، فلا يمكن أن يعيش الإنسان السوي وحده من دون رفقةٍ وأنيس، فالحياة الاجتماعية هي جانب من جوانِب حياة أي إنسان لا يمكن تجاهلها ولا تجاوزها، فالله تعالى عندما خلق الناس جعلهم متفاوِتين في قدِراتهم العقلية والبدنية مما يجعلهم في حاجةِ بعضهم البعض باستمرار، فالخباز يحتاج إلى الحداد، والحداد يحتاج إلى الطبيب والمهندس والمعلِم وغيرها من الأعمال. ويرتبط الإنسان بغيره من الناس بعلاقاتٍ يسودُها الحب والتعاوُن والتفاهُم سواء علاقاتٍ أسرية أو علاقاتِ عملٍ أو صداقةٍ أو أي نوعٍ من العلاقات الاجتماعية التي تفرِض على الشخص الاختلاط مع الآخرين، وتقديم الخدمات المختلفة لبعضهم البعض، ويجب على الأشخاص الاتصاف بمحاسِن الأخلاق والتعامُل بها فيما بينهم مثل الصِدق والأمانة والإخلاص وتقديم يد المساعدة والابتعاد عن الغيبة والنميمة وأذية الآخرين، فالحياة الاجتماعية السليمة يجب أن تسودها الأخلاق الفاضِلة، ومعرِفة كل شخصٍ حدوده، ومدى مساحة الحرية التي يتمتع بها، فكما هو معروف «تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين»، وهذا كله لتكون العلاقات الاجتماعية سليمة وخالية من المشاكِل.