يحصل في بعض المجالس سماع الغيبة والنميمة من أفواه بعض الأشخاص الذين هم يلوكون بألسنتهم أقوال الغيبة والنميمة حيال بعض الناس الغافلين وذلك بالقدح بهم والاساءة إليهم والنيل من أعراضهم والقول فيهم من الاقوال المؤذية لهم والمكروهة التي لا يجوز أن يفعلها الإنسان المسلم ضد اخوانه المسلمين والتي لا يمكن أن تصدر تلك الأقوال السيئة من الإنسان المثالي الذي يحترم نفسه ويحترم الآخرين والذي يترفع عما يؤذيهم وذلك من تتبع لعوراتهم ومعايبهم، والله تبارك وتعالى قد قال عن الغيبة في الآية 12 من سورة الحجرات (ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم) وعن النميمة جاء في الآية 11 من سورة القلم قول الله عز وجل (هماز مشاء بنميم) كذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الغيبة وأنه قال: اتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم ، قال: "ذكرك أخاك بما يكره". قيل يا رسول الله إن كان في أخي ما أقول، قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته". وعن النميمة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بقبرين فقال إن صاحبيهما يعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر لا يستتر من بوله. هذا ومما قيل بمن يتتبع عورات الناس ويذكر معايبهم، قال الإمام الشافعي رحمه الله: لسانك لا تذكر به عورة امريء فكلك عورات وللناس ألسن وقال أبو العلاء المعري: من جالس المغتاب فهو مغتاب لست على كل جنى بعتاب وقال شاعر: يا من يعيب وعيبه متشعب كم فيك من عيب وانت تعيب وقال آخر: لا تلتمس من مساوئ الناس ما سترو فيكشف الله ستر ما فيكا واذكر محاسن ما فيهم اذا ذكروا ولا تعب احدا منهم بما فيكا هذا وعلى كل حال فإن الغيبة والنميمة هما من الأعمال السيئة الممقوتة والتي يحسن بالمسلم ان يتجنبها لكي لا يقع بالإثم ..والله الموفق.