في الوقت الذي وجد فيه شباب المنطقة الشرقية السعوديون فرصة تتيح لهم تأمين مصدر دخل آمن عبر بيع الأغذية والمشروبات في عربات متنقلة والمعروفة باسم «فود تراك» في مختلف المناطق إلا أن بعض أصحاب العربات تسبب في إرباك الحركة المرورية ومضايقة سكان الحي وزوار الأماكن العامة من المواطنين والمقيمين عبر الوقوف الخاطئ والتجمعات حول العربة في أماكن غير مخصصة أو مهيأة لتواجدهم في غياب تام من تنظيم الجهات المعنية. تخصيص أماكن مناسبة للسيارات مطلب للمواطنين «اليوم» بدورها قامت بجولة ميدانية لمواقف السيارات العامة في كورنيش الخبر، راصدة بذلك تجاوزات أصحاب تلك العربات والتي كان أبرزها الوقوف بطريقة غير نظامية ما تسبب في زحام خانق في المنطقة وبدون الحصول على إذن مسبق من الجهات المعنية والمسؤولة عن تنظيم تواجدهم، كما التقت مع عدد من الموطنين والعاملين الذين كان لديهم تباين في الآراء، فالمارة وزوار المكان أبدوا استياءهم من هذا التواجد غير المنظم، فيما برر أصحاب العربات تواجدهم بناءً على حيوية المنطقة وكثرة المارة والمتواجدين ما يعني سوقا جيدة لهم وارتفاع الدخل وضمان بيع أكبر كمية من الغذاء والمشروبات، ويرد المواطن غسان الأحمدي على هذا التبرير ليقول ان تبريرهم لا يعطيهم الحق في إيذاء القاصدين للكورنيش وخلق فوضى مرورية تمتد لساعات تواجدهم وأن هذا الأمر ممكن أن يحل بتدخل الأمانة كجهة مسؤولة وتهيئة أماكن مخصصة لهم بعيداً عن المناطق التي تشهد حركة وكثافة كبيرة كالكورنيش مثلاً. إحدى العربات المتنقلة في كورنيش الخبر وأوضح خليل العنزي، مالك إحدى عربات الطعام، أنه استلم ترخيص العربة من أمانة المنطقة الشرقية، مشيراً إلى أنهم لم يشترطوا عليه الوقوف بأي مكان محدد، وأن اختيار أماكن عربات الطعام أمر عائد لمالك العربة، وطالب العنزي الأمانة بتحديد مواقف خاصة لعربات الأطعمة المتنقلة لصعوبة نقلها يومياً من موقع لآخر ولكي يكون موقعاً ثابتاً لأصحاب العربات المتنقلة. وأضاف: الزبائن يتضايقون كثيراً من صوت مولدات الكهرباء التابعة للعربة متمنياً من الأمانة تحديد مواقف خاصة لأصحاب العربات يتوافر بها تمديد للكهرباء للحد من صوت المولدات المزعجة للزبائن وللعاملين بالعربات. من جهته قال الشاب حسن طحلاوي، أحد زبائن العربات المتنقلة، ان إقبال الشباب على مشاريع عربات الأطعمة مبادرة جيدة وحافز للشباب على العمل للحد من البطالة ومصدر الدخل الروتيني وزيادة الدخل وباب من أبواب التجارة، ولفت الشاب الطحلاوي إلى أنه لو وجد مكان أكبر ومخصص لأصحاب العربات وقليل من التنظيم من الجهات المختصة لكي يضم أكبر قدر ممكن من عربات الأطعمة المتنقلة سيكون افضل لتلافي الازدحام المروري لعدم إرباك الطريق العام. تنظيم مواقع سيارات الأطعمة سيحقق فوائد عديدة الجدير بالذكر أن أمانة المنطقة الشرقية ممثلة بالإدارة العامة لصحة البيئة بوكالة الخدمات قامت مؤخراً بتحديث لائحة الوحدات الغذائية وتغيير مسماها وإزالة بعض البنود، وتغيير أخرى دعماً للسياحة في المنطقة الشرقية، وتقديم خدمات أفضل للمستفيدين وزائري المنطقة وذلك تماشياً مع أهمية التقييم والتقويم لمبادرات الأمانة ومنها لائحة العربات المتنقلة بعد مرور عامين لها وبعد قيام الادارة بإلقاء عدة محاضرات وندوات وورش عمل واجتماعات خلال هذه الفترة لعرضها على المستفيدين والجهات الحكومية وما تلقته الادارة عبر وسائل الاعلام من مقترحات وملاحظات، وما تشهده الإدارة العامة لصحة البيئة في الآونة الأخيرة لرغبة الكثير من المستفيدين في افتتاح عربات غذائية بغرض مزاولة النشاط بشكل نظامي ورغبتهم في الحصول على ترخيص وتسهيلا على المستفيدين لإيجاد فرض استثمارية لتساهم في تنمية هذا القطاع. وجاءت جهود فريق العمل لتحديث اللائحة نتيجة كثرة المتقدمين ورغبتهم في العمل في هذا النشاط وقد تركزت الجهود على اتاحة أكبر فرص ممكنة للشباب للاستثمار في هذا القطاع مع الحفاظ على صحة المستهلك وتقديم خدمة اضافية للسياحة في المنطقة الشرقية. وأبرز ما شهدته اللائحة من تغييرات تتمثل في امكانية الاكتفاء بعقد مع منشأة ثابتة مرخصة من قبل البلدية بدلاً من امتلاك المنشأة الثابتة، اضافة الى امكانية استعمال المقطورة أو السيارة المجهزة وهذا ما يساعد في تقليل رأس مال المشروع وبالتالي يساعد في تقليل نسبة الخطورة وارتفاع الارباح يجعله فرصة استثمارية للشباب السعودي مع الحفاظ على تحقيق الاشتراطات الصحية وسلامة المادة الغذائية في مستوى آمن. يشار الى أن إدارة صحة البيئة وخلال مسيرة تحديث اللائحة استمعت وشاركت عددا من الراغبين بمزاولة النشاط لعدد المقترحات والملاحظات والتي أخذت بعين الاعتبار.