يستمتع أهالي الأحساء بمشاهدة لحظة شروق الشمس، حين تتسلل أشعتها الذهبية على قمة جبل الشعبة، لتنشر النور والضياء بأمر الله سبحانه، ليشكل هذا الحدث الرباني وجهة الزائرين بعد ساعات انتظار يقضونها في هذا الموقع السياحي الذي يتصدر المشهد هذه الأيام، في منظر ترسمه الطبيعة الخلابة التي تجمع بين الجبال والتلال الرملية المرتفعة. وبينما يستمتع الأطفال باللهو والرسم على الرمال الناعمة التي تجذبهم وسط أجواء عائلية بامتياز، اضافة إلى السلامة التي توفرها طبيعة المنتزه، يبحث آخرون خلف سور الجبل الشبكي، رزقهم من خلال بيع المياه المعدنية والمشروبات الساخنة والباردة، اضافة إلى بعض المأكولات الخفيفة، التي تجد إقبالا من قبل المتنزهين خصوصا الشباب، في حين تحرص العائلات على الحضور مبكرا بعد أداء صلاة الصبح مباشرة بهدف الاستمتاع بنسمات الهواء الباردة التي تتميز بها الواحة في ساعات الصباح الأولى ينتظرون وأطفالهم شروق الشمس، بعدها يتوجهون من حيث أتوا، كما يشكل الحضور الشبابي نسبة كبيرة من رواد الجبل يتناولون وجبة الإفطار قبل العودة صباحا لأحضان العائلة مجددا. واكد المتنزه أحمد الحار، أنه يحضر لجبل الشعبة برفقة العائلة يوميا، منذ ثاني أيام العيد وهو يستمتع بالأجواء العائلية الجميلة، لافتا الى أنه هو وأفراد العائلة يتأمل في جمال شروق الشمس خصوصا عندما تمتد خيوطها وتنشر بقدرة الله ضياءها على المعمورة، مشيرا إلى أن الهدوء الذي يخيم على المكان، وكذلك الأجواء الربيعية الباردة في ساعات الصباح الأولى عامل يجذب العوائل للحضور إلى هنا مبكرا، كما أجد وعائلتي راحة نفسية، وأن الهواء الطلق المتجدد يمنحني طاقة ولله الحمد رب العالمين على هذه النعمة الظاهرة. أما الشاب محمد المزيدي فإنه يرتاد الجبل برفقة زملائه، يقضون ساعات جميلة يتناولون إفطارهم الصباحي تحت سفح الجبل، مستمتعين بالأجواء التي يتميز بها الموقع، مبينا أن أيام نهاية الأسبوع يأتي برفقة العائلة التي تحرص على الحضور في مثل هذا الموسم من كل عام، ويشاركنا الحديث زميله خالد بدر الذي أكد أنه من عشاق الطبيعة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتنازل أو يفوت الفرصة للحضور ولقاء الأصدقاء في جو آمن مفعم بالحيوية، يستشعر عظمة الله سبحانه وتعالى الذي سخر الطبيعة للإنسان، يتعاظم ويتجلى هذا الشعور الإنساني حين شروق الشمس. ولفت الزائر محمد البراهيم، القادم من مدينة الهفوف إلى أن شروق الشمس وإطلالتها من خلف الجبل دافع قوي، يحثه بقوة نحو هذا الموقع الذي وصفه بالمتميز والهادئ، مشيدا بسلوك أقرانه الشباب والابتعاد عن كل ما يعكر صفو المتنزهين خصوصا العائلات التي تأتي هربا من الازعاج. ويختم الحديث معنا باسم الحطاب، الذي أشار إلى أن البيئة الطبيعية التي تجمع بين الجبال والكثبان الرملية وبين المنظر الأخاذ لحظة شروق الشمس، تدخل البهجة والسرور على المشاعر الإنسانية، إضافة إلى تواجد الناس والجلسات العائلية بمثابة اللقاء الاجتماعي الكبير، الذي أصبحنا هذه الأيام نفتقده من خلال علاقتنا الاجتماعية التي تأثرت بوسائل التواصل الحديثة، لكن جبل الشعبة والمنتزهات بشكل عام قد تعيد جزءا من هذه العلاقة الاجتماعية المفقودة، مضيفا إن هذا الموقع وبعض الأماكن الطبيعية الأخرى التي من بينها منتزه الأحساء الوطني بالعمران، من الأماكن التي تستحق الزيارة في الأوقات الصباحية قبل شروق الشمس، وهذه المواقع نموذج ومثال لاستراحة تتزّين بالطبيعة.