الخوف من الآخر ينتج إما عن عدم الثقة في النفس أو من قلة الإمكانات والقدرات أو لعدم الثقة في الآخر وذلك للخوف من أطماعه أو غدره وخداعه. هذا الخوف دعا كثيرا من الدول الصغيرة والكبيرة إلى السعي إلى أن تكون قوة عسكرية ضاربة، من عشرات السنين ودول كثيرة تسعى إلى أن تكون قوة عسكرية، لهذا تسعى الدول الكبرى إلى امتلاك السلاح النووي لأنه يؤدي إلى إرهاب الآخر، فيمنعه من الاعتداء والهجوم، وكما يقال (الاستعداد للحرب يمنع الحرب). وقد استعملت كلمة إرهاب لأن هذا المصطلح في السنوات الأخيرة هو أشهر كلمة لو بحثت عنها في محركات البحث لوجدت تعاريف كثيرة ومقالات وكتبا حول هذا الموضوع. ونحن في المملكة العربية السعودية بتوفيق الله تمكنا بتكاتف الجميع من التصدي لهذا الأمر بكل جسارة وقوة. إلا أن الإرهاب ليس مقصورا على التطرف الديني أو العسكري فقط، ولكن له نماذج كثيرة منها على سبيل المثال: الأعمال التي من طبيعتها أن تثير لدى شخص ما الإحساس بالخوف من خطر ما بأي صورة، أو الاستعمال العمدي والمنظم لوسائل من طبيعتها إثارة الرعب بقصد تحقيق أهداف معينة. لذلك يمكن تعريف الارهاب على أنه أي عمل سواء كان فرديا أم جماعيا منظما كان أو غير منظم يهدف إلى ترويع فرد أو جماعة أو دولة بغية تحقيق أهداف ذاتية مخالفة للشريعة والقانون والأعراف والتقاليد المجتمعية. ولعل من أبشع أنواع الإرهاب في الوقت الحالي هو الإرهاب الإعلامي. وقد تمثل هذا النوع في عدد محدود من القنوات الفضائية الدولية، هذا النوع من الإرهاب كبل كل القوى البشرية وأطلق العنان للخوف من الآخر عن طريق نشر الرعب داخله وداخل بيته أو دولته. فهذه القوى الناعمة دخلت البيوت والعقول وسيطرت على توجيه أفكارها لدرجة أن تجعله يخاف متى ما أرادت وتشعره بالطمأنينة متى ما أرادت، حتى وإن كان يرى عدوه داخل بيته ويراه قادما عليه وبيده سلاح وينوي قتله، هذه القوى الناعمة سيطرت في السنين الأخيرة لدرجة مرعبة، فاسترهبوا الناس وأذلوهم بقوانين الخوف، فمن أحبوه جعلوه يعيش في رغد من العيش حتى وإن كان لا يملك شيئا، وإن كرهوك عشت في قلق دائم. لذلك فهذا الأمر هو فن وصناعة وقوة كبيرة وإرهاب دائم، ولعل القيادة في قطر منذ توليها شعرت بعدم الثقة في النفس والآخر، هذا الشعور انتابهم لأنهم غدروا وخانوا أقرب الناس لهم ولان قطر كدولة صغيرة مساحة وسكانا، ولكي تطرد الخوف كان لزاما عليها أن ترهب الآخر توهما منها أنها بذلك تكون في مأمن من ذلك الخوف أو الوساوس. هذا التوجس وتلك الريبة دفعتهم إلى سلوك أو ابتداع نوع من الإرهاب المعاصر وهو الإرهاب الاعلامي. لذلك أنشأت قناة الجزيرة وقيضت لها ميزانية مفتوحة، فقطر عدد سكانها قليل قد لا يتعدى ال300 الف، وفي ظل ذلك لا تستطيع أن تبني جيشا قويا يحمي الخوف الذي بداخلها، على الرغم من دخلها الكبير لذلك اتبعت طريقتين: الأولى أن تدفع للمواطن وتجعله يبدو كأنه يعيش في رغد من العيش وعزلتهم بطبقة من الاوزون الهش والمخروق، الأمر الذي عزز عندهم الشعور بدور المؤامرة وهاجس السيادة المسلوبة، فلو دفعوا لكل مواطن مليون ريال فلن يكلفهم في السنة سوى 300 ألف مليون. الأمر الآخر سخروا ميزانيتهم (ميزانية الدفاع والداخلية) لقناة الجزيرة، فهي تعتبر لهم الجيش والأمن الداخلي وكل شيء. الجزيرة خلقت إرهاب الإعلام الشوارعي المبتذل وتتبع سقطات الآخر والبحث في الأماكن العفنة والدخول في كل الأزقة، هذا الفكر لن توقفه بالمطالبة بإغلاق تلك القناة. فهي محترفة في قلب الحقائق وتعاطف الغوغائيين، فبعد هذا الطلب قد تكسب، فهي استقطبت كل خائن وكل إعلامي ساقط يهوى النبش في القبور وتتبع سقطات الآخر فتجد كل المعارضين والبائعين لأوطانهم وشعوبهم ينتمون لتلك النائحة. لذلك المطالبة بإغلاق هذه القناة غير مجد، المجدي هو ضربها في قوتها ومقاسمتها في لقمتها، وتفريغها من المرتزقة الذين بداخلها، كلنا نعلم أن المرتزق لا دولة ولا وطن ولا أهل له، وطنه الدولار والدرهم، فرق تسد، إنما أن تقف من خلال إعلام محترم وتجابه تلك النائحة فلن تستطيع. هم من جعلوا المرتزقة لديهم يظهرون وهم يلبسون الحلل والبدل (ثري سوتس) والياقات الحمراء ويسب ويشتم والمستمعون يطربون لكل ذلك، هذا هو إرهاب الشوارع الإعلامي. لذلك من يريد أن يهزم الجزيرة ويقلقها، فعليه اللعب بنفس الطريقة والأسلوب. إنما أن تقف على الشط الاخر وتغني لها عبرت الشط على مودك، فذلك لن يجدي.