الموقف السعودي تجاه الشعب القطري حتى وإن اختلفت المملكة مع حكومة قطر ومواقفها التي كانت سبباً في اضطرار المملكة والدول الشقيقة الثلاث أولاً ثم الدول العربية والإسلامية الأخرى التي دعمت وأيدت موقف المملكة.. مع كل ذلك فإن المملكة تأبى إلا أن تثبت في جميع الأحوال أنها الشقيقة الكبرى الحريصة على مصالح شعوب المنطقة كافة مهما تباينت المواقف الرسمية ومهما تعرضت من أذى ومواقف تهدد مصالح الأمة ومنطقة الخليج بشكل خاص. فقد أكدت هيئة الطيران المدني بالمملكة أن المنع من المرور بأجواء المملكة والهبوط في مطاراتها يقتصر على الخطوط الجوية القطرية والشركات الأخرى المسجلة في دولة قطر وعدا ذلك من شركات الطيران تستمر رحلاتها كما هي فيما عدا الرحلات العارضة أو الطيران الخاص فهو يحتاج إلى موافقة يتم طلبها قبل (24) ساعة من الوقت المحدد للعبور، ومن جهة أخرى فقد دحض وزير الخارجية الجبير مزاعم حصار قطر؛ فليس هناك حصار لأن الموانئ والمطارات القطرية تعمل بشكل عادي فيما عدا القيود التي أشرنا إليها. وفي تصريح آخر تتجلى فيه المواقف الإنسانية والأخوية للمملكة أكد الجبير استعداد المملكة لتزويد قطر بالمواد الغذائية والأدوية التي تحتاج إليها إذا وجد نقص لا يغطي حاجة الشعب القطري الشقيق وهو موقف إنساني آخر يجيء بعد قرار مجلس الوزراء السعودي باتخاذ الإجراءات التي من شأنها مراعاة الحالات الإنسانية للأسر السعودية القطرية المشتركة. كل هذه المواقف تؤكد أن المملكة إنما اضطرت لاتخاذ هذا الموقف الحازم تجاه حكومة قطر وليس ضد الشعب القطري الشقيق بعد أن استنفدت كافة السبل والمحاولات لإثناء قطر عن الخروج عن الإجماع الخليجي في مواقف عدة خاصةً تجاه الأحزاب والمنظمات وبعض الدول الإقليمية التي تهدد أمن المنطقة، حيث إن الموقف نفسه تكرر قبل سنتين تقريبًا حيث تم الاتفاق على أن تعود قطر إلى الصف الخليجي ووقع أميرها في الرياض ميثاقًا شهده رؤساء دول الخليج، وصبرت المملكة وشقيقاتها طول هذه المدة في انتظار وفاء قطر بتعهداتها دون جدوى، بل وتأكد ليس استمرار القيادة القطرية في مواقفها السابقة، بل إنها تمادت في مواقف جديدة تؤثر على دول المنطقة وتهدد مصالحها.. وهو أمر لا يتماشى ودور المملكة ومسؤولياتها تجاه أمنها وأمن دول الخليج وقيادتها للتحالف العربي والإسلامي الذي يقتضي اتخاذ الموقف الحازم. وما زالت الفرصة سانحة أمام قطر للعودة إلى الحضن الخليجي والعربي والإسلامي ولا يطلب منها إلا الابتعاد عن الإرهاب ومؤيديه ومنظماته، وعدم إعطاء الفرصة لبعض الأطراف الإقليمية التي تهدد أمن قطر وليس أمن الدول العربية الأخرى فقط كما يتوهم البعض.. فهل تقف القيادة القطرية وقفة صادقة مع النفس وتعود إلى الصف الخليجي الذي نحرص جميعًا أن يبقى موحداً.