تفاعل المحللون السياسيون مع قرار المملكة والإمارات والبحرين سحب سفرائهم من قطر، على خلفية عدم الالتزام القطري باتفاق الرياض، الذي يدعو إلى عدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار الخليج. واعتبر الباحث والمحلل الاستراتيجي علي التواتي، قرار سحب المملكة والبحرين وكذلك الإمارات سفرائها من قطر، يأتي في إطار الاحتجاج على تدخل قطر ضد مصالح كثير من الدول العربية، ومحاولة هيمنتها على الدول التي تعرضت للثورات. وقال: إن المطلوب الآن من قطر، هو إعادة النظر في موقفها تجاه الإخوان المسلمين التي استرخصت الدماء للحصول على السلطة. مضيفا: إن المرحلة الحالية غير قابلة للمساومات، فهناك ما هو أهم تجاه الوضع السوري ولبنان، وتهدئة الأمور في اليمن ومحاولة بناء الاقتصاد المصري. وحول انعكاسات سحب السفراء من قطر على مبدأ التعاون الخليجي، أوضح التواتي، أن التعاون في سنواته الأخيرة يتراوح في مكانه، إلا أن هناك قضايا محورية يجب وضعها على الطاولة ونقاشها بكل وضوح، منها استضافة قطر للمفاوضات السرية بين الإيرانيين والأمريكيين حول الاتفاق النووي، والوقوف الإعلامي إلى جانب الإخوان في مصر. واستبعد التواتي التصعيد الخليجي تجاه قطر، أما سحب السفراء، فهو خطاب شديد اللهجة لتعيد قطر حساباتها في مساعدة الإخوان المسلمين وبقية الملفات الأخرى، لافتا إلى أن قطر ستعيد النظر في أمورها، كما أن الخلافات الحاصلة ستتلاشى. أما عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الكاتب الدكتور زهير الحارثي، فقال: هذه الخطوة المفاجئة تبين أنها جاءت في سياق منطقي وعقلاني لتوضيح التحديات التي تواجهها دول مجلس التعاون. وأضاف: لا أعتقد سحب الوزراء من قطر ردة فعل، وإنما رسالة سياسية لتوضيح التحديات التي تمر المنطقة بها، إذ تعاني دول الخليج من تهديدات وتدخلات، وهناك منظمات وأفراد يشكلون خطرا على المنطقة يتخذون قطر لتنفيذ مخططاتهم. وذكر، أن من حق دول الخليج إعلان موقفها، وهي ليست ضد قطر أو شعبها، وإنما هذه الخطوة لإعلان الموقف وكشف الخطورة. وعن انعكاسات هذه الخطوة على مبدأ التعاون الخليجي، قال: من خلال متابعتي للواقع الخليجي، تبين أنهم يرجعون إلى الصواب حال تبينه، والسياسيون في هذه الدول ينعمون بالنضج، وقد مرت الخليج بقضايا عديدة تمكنت بحنكة سياسيها من الخروج بأمان. وأكرر، أن في هذه الخطوة إشعارا بالخطورة التي تقع على المنطقة، كما أتوقع أن القيادة القطرية ستعود للاتفاق الذي اتفقت عليه مع دول مجلس التعاون. وعن تصعيد الموقف جراء سحب سفراء بعض دول الخليج من قطر، أوضح الحارثي، أن كل الخيارات مفتوحة لكن دول الخليج تتميز بسياستها الشفافة، وأقول: إن استمرت قطر على أسلوبها، فربما يتم اتخاذ قرارات أكبر، ولكن ما زال الأمل بأن تعود الإدارة القطرية لاتخاذ قرار يسهم بالنفع على المنطقة. من جهته، قال المحلل السياسي إبراهيم ناظر، إن قرار سحب السفراء ليس غاية بحد ذاته، وإنما إشارة لقطر من أجل إعادة تقييم سياستها حيال القضايا المختلفة. واعتبر أن أمن الخليج واستقراره يتطلب الموقف الموحد والحازم، حيال كل من تسول له نفسه التدخل في الشؤون الداخلية.