تشهد مساجد سوريا خلال شهر رمضان الكريم نشاطًا ملحوظًا، فتعقد دروس التفسير والفقه والحديث، بعد صلاة الظهر والعصر، إلى جانب المحاضرات والندوات الدينية. ويقبل الناس على صلاة التراويح، اما المائدة الرمضانية في سوريا فإن أغلب الناس في بلاد الشام يفطرون على التمر والماء وبعض أنواع العصير، ثم يتناولون طعام الإفطار مباشرة وقبل أداء صلاة المغرب. ويولون عناية خاصة بالمشروبات والمرطبات فتضم مائدتهم شراب «العرقسوس» وهو من الأشربة المفضلة للصائمين عند أهل الشام، وخاصة أيام الصيف؛ وأيضًا شراب «قمر الدين» ويصنع من المشمش المجفف حيث يُغلى وينقع بالماء الساخن ثم يضاف إليه السكر؛ وأيضًا هناك شراب «التمر هندي» وهو شراب مرغوب ومطلوب في هذا الشهر الكريم، ولا تخلو المائدة الرمضانية عند أهل الشام من طعام الحساء «الشوربة» والمخللات المتنوعة. ومن الأطعمة التي تصنع خصيصًا في شهر رمضان طعام يسمى «المعروك» وهو نوع من أنواع المعجنات، يتناوله الناس مع طعام السحور، وهو عبارة عن عجين من القمح، مضاف إليه قليل من السكر والخميرة، ثم يخبز ويوضع عليه قليل من السمسم، وهناك طعام آخر لا يُصنع إلا في شهر رمضان يسمى «ناعم» وهو أيضًا من طائفة المعجنات يباع قبل الإفطار، وهو عبارة عن عجين الطحين بعد أن يرقق عجينه ويقلى بالزيت ثم يوضع عليه مربى الدبس وغيرها كثير من الأكلات الجميلة عندهم. وتبدأ الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان عند أهل الشام مع بداية دخول شهر شعبان، إذ يأخذ الناس بالتزود بالمواد الاستهلاكية وما يحتاجون إليه في هذا الشهر الكريم. ويتزاور الناس قبل أيام قليلة من دخول شهر رمضان، أو في أيامه الأولى ليبارك بعضهم لبعض حلول الشهر الكريم. والعادة عند أهل تلك البلاد في ثبوت هلال رمضان وشوال، أنه قبل يوم أو يومين من دخول رمضان تطلب الجهات الرسمية ممن تثبت لديه رؤية الهلال أن يخبر الجهات المختصة بهذا الشأن. وواقع الحال فإن الذين يخرجون ويلتمسون رؤية الهلال قليل من الناس، وأغلبهم يعتمدون في ثبوت الرؤية على وسائل الإعلام المسموعة والمرئية. وحلويات بلاد الشام ذات عراقة وأصالة، ومن أنواع الحلوى التي تلقى مزيدًا من الإقبال في هذا الشهر الفضيل نوع يسمى «القطايف» وإلى جانب هذا النوع من الحلوى يوجد نوع يسمى «الكنافة» .