في سقطة جديدة لنظام الدوحة، ومحاولته شق الصف العربي والخروج على قرارات القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض، أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للرئيس الإيراني حسن روحاني، في اتصال هاتفي، على مواصلة التعاون بين دول الجوار في منطقة الخليج، وقال أمير قطر: إن «المفاوضات هي الطريق الوحيد لحل المشكلات في المنطقة». وقدم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التهاني بمناسبة فوز روحاني بولاية رئاسية ثانية في إيران وحلول شهر رمضان المبارك، مؤكدا أن الدوحةوطهران تجمعهما علاقات وثيقة وتاريخية عريقة. فيما دعا إلى مزيد من تعزيز العلاقات بين البلدين أكثر مما مضى، كما أكد الشيخ تميم أن بلاده لا ترى أي مانع في مسار تعزيز العلاقات الثنائية، مضيفا أن الحوار والمفاوضات تشكل قطعا السبيل الوحيد لحل المشاكل. وكانت وكالة الأنباء القطرية، نقلت قبل يومين، عن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر قوله: إن ترامب يواجه مشاكل قانونية في بلاده، كاشفاً عن توتر في العلاقة مع إدارة ترامب. وقال أمير قطر: إن ما تتعرض له قطر من حملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار معروفة الأسباب والدوافع، وأضاف: «سنلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات، حماية للدور الرائد لقطر إقليمياً ودولياً، وبما يحفظ كرامتها وكرامة شعبها». وقال الشيخ تميم: «إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب رغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا في التحالف الدولي ضد داعش»، مضيفاً: «إن الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل». أمير قطر السابق الشيخ حمد آل ثاني وعلاقات وثيقة مع طهران (اليوم) وشدد الشيخ تميم على أن قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أميركا وإيران في وقت واحد، نظراً لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة. يذكر أن قطر شقت الصف العربي بالإجماع في تأكيد علاقتها بنظام الملالي في إيران وغض الطرف على ما يقوم به. ويقول محللون: «قد يستغرب البعض من تصريحات أمير قطر تميم آل ثاني وسقوطه المدوي في حضن الملالي، ولكنّ الراسخين في شوؤن ودهاليز وأروقة قطر السياسية، وترتيباتها السرية من تحت الطاولة مع المنظمات الإرهابية ومجموعات الضغط الإسرائيلية، ونظام قم الطائفي وميليشيات حزب الله، والانقلابيين في اليمن، يعلمون جيدا الأدوار القطرية المشبوهة في المحيط العربي والإسلامي، التي توّجها تميم بمزاعم ومغالطات صدمت الجميع وقرعت جرس الإنذار في المحيط العربي والإسلامي». وأضافوا: «ليس هناك شك أن التصريحات القطرية كشفت المستور وعرّت الموقف القطري، إذ بدت البغضاء من أفواههم، خصوصا عندما اعتبر أمير قطر أن «إيران قوة كبرى تضمن استقرار المنطقة، وتمثل ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها». هذا التصريح عكس ارتباط قطر الإستراتيجي بالنظام الإيراني الإرهابي القمعي، وتحالف الدوحةوطهران السري الذي ظهر للعلن، لضرب التضامن العربي والوحدة الإسلامية الذي تجلى بامتياز في «قمم العزم يجمعنا» في عاصمة الحزم الرياض الأسبوع الحالي، التي عزلت إيران ليس فقط إسلاميا بل عالميا، خصوصا أن قطر شاركت في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، واعتمدت إعلان الرياض الذي ندد بدور إيران الإرهابي وتدخلاتها في المنطقة. ويرى مراقبون أن نجاح قمم «العزم يجمعنا» لم يرق للقطريين، وأثار حقد الدوحة التي تبحث دائما عن دور أكبر مهما كان الثمن، حتى وإن ضربت بعرض الحائط التضامن الخليجي والعربي والإسلامي، وليس أدل على هذا من كونها دعمت «حماس»، والالتفاف على السلطة الفلسطينية الشرعية، وأعلنت عمالتها لإسرائيل علنا، ولم تستطع أن تتحمل النجاح الذي حققته قمم «العزم يجمعنا»، فجاء الطعن في الظهر.