منذ سنوات انتشر فن الشيلات بشكل كبير وأصبحت له جماهيرية كبيرة وظهر عدد كبير من مؤدي هذا الفن، كما أقيمت له مسابقات لاكتشاف المواهب. ومع بروز هذا الفن بدأ الطلب يتراجع على فن المحاورة وشعرائها حتى أضحت الشيلات بديلا له في مختلف الاحتفالات التي تقام. حيث اصبح يستعان بمشاهير الشيلات المشاركة عوضا عن شعراء المحاورة خصوصا مع رحيل بعض عمالقة المحاورة رحمهم الله. وجهنا سؤالا لبعض الشعراء عن هذه الظاهرة لأخذ آرائهم وكان السؤال: هل تعتقد ان فن الشيلات استطاع ان يطغى على المحاورة ولماذا؟ الشاعر والإعلامي مساعد بن جبران قال: انا لا أرى في الموضوع غرابة لأن ما يقال عنه فن الشيلات وهو فن الانشاد سابقا، ولو كان الكثير منهم لا يريد قول فن الإنشاد لأنه يعلم ان فن الانشاد في التاريخ العربي مقتصر على الجواري، أما الفنون المرتبطة بالبادية فهي الحدا والعرضة والسامري والقلطة والفريسني وغيرها من الفنون، هذا المعروف في التراث ولكن جاء من جاء بتسمية فن الشيلات وقال انها من التراث وهذا خطأ وافتراء على التراث، فهي ألحان وأغان وموسيقى وعشوائية والكل يأخذ لحنا على كيفه فلا يوجد حقوق ادبية للحفظ، فهناك ألحان مشهورة لخلف بن هذال وحجاب بن نحيت وبدر الغريب وعيسى الاحسائي وغيرهم من الفنانين الشعبيين، وبعض الفنانين الحاليين تم السطو على ألحانهم من قبل اهل الشيلات، اما ان هناك بعض اصحاب الحفلات او المناسبات تقوم بطلب الشيلات فهي شيلة للمعرس مدح ويعم في الحفل العشوائية والرقص وهذا لا يليق بالرجال فكيف نقول من التراث، اما المحاورة فهي فن قائم وفن ذو شموخ وتقاليد سامية وله محبوه ولا اعتقد ان الشيلات أثرت عليه. من جانبه قال الشاعر عبدالرحمن ابا الجيش: ما تسمعه وتتكلم عنه ليس بشيلات لأن الشيلات هي الإنشاد والانشاد لا تصاحبه اي مؤثرات صوتية، اما هؤلاء الذين يتطفلون على الحفلات فهم مطربون يستخدمون جميع الآلات الموسيقية والمؤثرات الصوتية التي تجعل اصواتهم مقبولة وبدونها اصواتهم نشاز لا تصلح للغناء ابدا، وكما نعرف كلهم صغار بالسن ومراهقون وجمهورهم كما ذكرت من سنهم ونعرف جميعا انهم لا يغنون (مباشر) في اي حفل كل شخص يحضر معه سيدي من استديو جاهز ويتم تشغيله وصغار السن يتراقصون، والمحاورة ما زالت في أوجها ولم يؤثروا عليها بتاتا ولكن بعض اصحاب الحفلات يأتي بالمطربين واذا حضر شعراء المحاورة فجمهورها غفير دائما، ولن تفقد المحاورة جماهيرها برحيل شاعر، صحيح رحل شعراء عمالقة ويوجد شعراء عمالقة وسوف يظهر بالمستقبل شعراء عمالقة ايضا، اي فن في هذه الدنيا مثل القطار لا يتوقف عند احد وليس له محطة. اما الشاعر محمد بن فرزان فقال: صحيح ذلك أنه بدا يطغى على فن المحاورة ولكن ليس لتميزه عن فن المحاورة بل كان متعلقا بعدة اسباب منها رحيل البعض من جيل العمالقة كما ذكرت رحمهم الله، وكذلك ابتعاد البعض الآخر عن ساحات المحاورة وكلٍ له اسبابه بالابتعاد والتي لا نعلمها وهذا مؤسف حقا، أن يندثر هذا الفن، وان كان سؤالك يأخذني لمنحى آخر بما يتعلق بفن الشيلات والذي لا ننكر أن هناك بعض التميز لدى بعض المنشدين سواء بالصوت أو الاداء أو اختيار النص وفي المقابل هناك كم كبير وهائل من الجانب الرديء والذي اساء لبعض النصوص الشهيرة ويلاحظ الكثير حاليا دخول الآلات الموسيقية على الشيلات وبذلك لم تصبح شيلة بل اصبحت اغنية وفي المقابل تجد البعض لا يستمع للشيلات ويرفض الاستماع للأغاني وكلامها في خط متوازٍ وأنا هنا لا أحرم ولا أحلل بقدر ما هو ابراز وجهة نظر خاصة. واخيرا قال الشاعر فهيد البقعاوي: فن الشيلات فن جميل يعشقه الكثير واصبح الآن وبشكل ملاحظ من الجميع مسيطرا على الساحة وعلى اغلب الاحتفالات والمهرجانات في هذه السنوات الاخيرة وهذا واقع نلمسه في ساحتنا والدليل ان الطلبات تتزايد على المنشدين في الاحتفالات وبكثرة بعكس طلبهم لفن المحاورة او حتى الامسيات الشعرية ومع هذا وذاك فيبقى لفن المحاورة جمهوره الوافي والذين يعشقونه ويتابعون مستجداته رغم اكتساح الشيلات للساحة ولكن من وجهة نظري لكل فن رواده ومحبوه مهما طال الزمن ويبقى بالاصل (السوق عرض وطلب) وهذا سر اكتساح الشيلات للاحتفالات!