اعتبر عدد من أعضاء مجلس الشورى وأساتذة الجامعات في تصريحات ل«اليوم»، ان استضافة الرياض لثلاث قمم المزمع عقدها يومي السبت والأحد 20-21 مايو، بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تشكل نقلة نوعية تجسد المكانة المرموقة التي بلغتها المملكة، في ظل السياسة الحكيمة، التي تنتهجها حكومة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد «حفظهم الله». القمم المرتقبة ستتناول مستقبل التعاون الأمريكي مع دول العالم الإسلامي من عدة زوايا؛ أهمها مكافحة الإرهاب، والحرب في اليمن، والوضع المتأزم في سوريا، ومواجهة المد الإيراني وحرب الوكالة التي تخوضها ميليشياتها في العراق واليمن وسوريا. دور حيوي للمملكة أشاد رئيس البرلمان العربي، عضو مجلس الشورى د. مشعل بن فهم السلمي، بالدور الحيوي والمهم، الذي تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز في جمع كلمة العرب والمسلمين، وتوحيد صفهم، ورؤيتهم تجاه القضايا الاستراتيجية، التي تمس أمن وسلامة واستقرار العالمين العربي والإسلامي، وأشار إلى «أن عقد القمتين الخليجية الأمريكية؛ والعربية الاسلامية الأمريكية؛ في هذا التوقيت يُعطي رسالة واضحة للعالم بأن الدول العربية والإسلامية وأمريكا يعتدون بعلاقاتهم المتميزة، وهو ما يمكنهم من تشكيل شراكة قوية تُسهم في معالجة كل التحديات، التي يشهدها العالمان العربي والإسلامي وتؤثر على مصالح واشنطن في المنطقة». وذكر السلمي «أن القمة ستؤسس لمرحلة جديدة من الارتقاء بعلاقات التشاور والتنسيق والتعاون إلى أعلى المستويات؛ خاصة في القضايا الاستراتيجية الكبرى والمصيرية، خاصة القضية الفلسطينية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والحروب والنزاعات داخل الدول العربية والإسلامية، التي تدعمها وتغذيها دول وأطراف أجنبية، والحد من تدخلات نظام إيران التي تغذي الإرهاب والتعصب الطائفي وتكوين الميليشيات المسلحة في المنطقة، وعدم احترامها لسيادة واستقلال الدول، وعدم التعامل معها انطلاقا من مبدأ حسن الجوار»، وأضاف «هذه القضايا تهم الولاياتالمتحدة كونها قضايا يجب معالجتها؛ درءا لانتشار الفوضى واستيلاد نزاعات وحروب ستهدد الأمن والسلم العالميين». وشدد رئيس البرلمان العربي على «دور المملكة المهم والمحوري في محاربة الإرهاب والتطرف ونشر الطائفية، بجانب محاربتها للظواهر السالبة، التي تمس أمن واستقرار دول الخليج العربي، والأمن القومي العربي والإسلامي»، لافتا الى أن «جميع ما سبق جعل السعودية تبادر بإنشاء التحالف الاسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي انضمت له حتى الآن 41 دولة عربية وإسلامية، كما قامت بقيادة التحالف العربي لاسترداد الشرعية في اليمن بعد أن قامت ميليشيات الحوثي بالانقلاب على السلطة الشرعية في اليمن بدعم من إيران». وختم السلمي بقوله «المملكة قلب العالمين العربي والإسلامي ولديها علاقات تاريخية واستراتيجية مع الولاياتالمتحدة، الأمر الذي سيُسهم في نجاح القمتين والخروج بالنتائج المأمولة منهما». إستراتيجية مقبلة اعتبر عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د. ناصر القحطاني ، أن استضافة الرياض لهذه القمم الثلاث، تجسد المكانة المرموقة التي تحظى بها الرياض على المستويين الدولي والعالمي، وهو الامر الذي جعلها مؤهلة لذلك. وقال د. القحطاني «من المنتظر ان تناقش القمم الثلاث؛ ملفات مهمة سيكون لها اثر واضح فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا واليمن، ومكافحة تنظيم داعش الارهابي، وكبح المد والتوسع الايراني وتدخله في شؤون دول الجوار»، مشيرا الى «ان ما سيسفر عن هذه القمم سيشكل سياسة استراتيجية للمرحلة المقبلة في الشرق الاوسط». بدوره، شدد عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية د. حسين آل درع ، على «ان المنطقة مقبلة على تحالفات مثمرة»، وأشار إلى «أن الشراكة الاستراتيجية التي ستجمع بين الولاياتالمتحدة والدول العربية والاسلامية ستؤدي لتحقيق توازن القوى، ومناهضة الارهاب والتطرف والغلو»، مؤكدا «أن الملف السوري سيكون حاضرا بقوة؛ بوضع حد لتجاوزات بشار الأسد وانتهاكه حق الشعب السوري بقتل وتصفية وحرق جميع مناهضيه». وأكد آل درع «ان قيادة خادم الحرمين، وسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد للمملكة وفق سياستهم الراشدة والحكيمة داخليا وخارجيا، اكسبت السعودية زخما عالميا جعلها في مقدمة الدول المساهمة في مناصرة النظم الشرعية للدول العربية؛ ومثال اليمن، بجانب مساندتها للشعوب المضطهدة كحالة سوريا». قيادة رشيدة أوضح عضو مجلس الشورى د. عبدالرحمن هيجان، «أن هذه القمم ليست جديدة على المملكة»، مشيرا إلى «حرص قياداتها الرشيدة في جميع الحقب على أن تؤدي المملكة دورها في خدمة القضايا العربية والاسلامية والدولية»، مضيفا «في عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- رأينا نشاطا متواصلا لدبلوماسيتنا على كل الأصعدة؛ ومع جميع الدول، حتى اصبحت العاصمة الرياض قبلة لكل ملوك ورؤساء وقادة دول العالم». وقال د. هيجان «تجسد هذه القمم دور المملكة الريادي في خدمة العالم الاسلامي، التي يكفيها وجود الأماكن المقدسة، وهو الدور الذي ادركته قياداتها؛ بتفانيهم في خدمة بلاد الحرمين ضيوف الرحمن»، مضيفا «كل قمة لها محاورها، وستضم القمة السعودية الامريكية عددا من القضايا السياسية، والاقتصادية والأمنية، بجانب قضايا أخرى لا تقل أهمية عما سبق»، مشيرا إلى «ان اقتصاد أي دولة في العالم لم يعد بمعزل عن الدول الاخرى، فالجميع بحاجة الى بعضه البعض، والولاياتالمتحدة تدرك ذلك». وأوضح عضو مجلس الشورى «ان أبرز القضايا التي ستناقش خلال القمم الثلاث سوريا، واليمن والعراق وليبيا، حيث تسعى المملكة لايجاد الحلول والاطروحات المناسبة، التي تنهي معاناة الشعوب الشقيقة». من جانبه، شدد عضو مجلس الشورى د. محمد آل ناجي، على «أن عقد القمة في الرياض يعزز دور المملكة في قيادة العالم الاسلامي وفي محاربة الإرهاب والقضاء عليه»، لافتا إلى «أن هذه القمة تأتي تتويجا للقاءات واتصالات خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبمؤازرة سمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد مع قادة العالم وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب». وأكد د. آل ناجي «ان هناك العديد من الملفات التي يتوقع ان تناقش في هذه القمة المهمة والنادرة؛ وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومكافحة الارهاب، وذلك وفقا للريادة العالمية للمملكة في التصدي للإرهاب فكريا وأمنيا، وما سجلته من نجاحات ظاهرة في مكافحته، اضافة الى قيادتها للتحالف الاسلامي لمحاربة الارهاب»، واضاف «من الملفات المهمة الأخرى التي يتوقع ان تناقش؛ ملف القرارات الأممية الخاصة بدعم الشرعية في اليمن، وكما هو معروف فالمملكة تقود التحالف العربي الإسلامي لتطبيق القرار 2216 لاستعادة شرعية اليمن، اضافة الى الملف السوري من خلال وضع حد للنزاع في سوريا، ودعمها للشعب السوري بما يكفل حقه في قيام حكومة تحقق مطالبه وتحفظ كرامته».