تحت مسمى «معرض الفن التشكيلي السعودي»، استضافت بلدية الجبيل أعمال 80 فنانة وفنانًا من مختلف أنحاء المملكة، عرضوا حوالي 120 عملًا فنيًا. وكان قد كُلف بتنظيم المعرض الفنان الرائد سعد العبيد، والذي استطاع رغم قصر المدة التي لم تزد على أسبوعين أن يحشد هذا العدد من الفنانين والأعمال الفنية. ولا شك أن فرصة عرض معرض لفنانين من كل أنحاء المملكة يؤدي خدمة مهمة لفناني وفنانات الجبيل، وهي فرصة الاحتكاك بالفنانين القادمين من مناطق المملكة، وكذلك النقاد ومحبو الفن التشكيلي. وقد تنوعت أعمال المعرض وتفاوت مستواها من أعمال لفنانين معروفين في الساحة التشكيلية السعودية، ومشاركين يعرضون ربما للمرة الأولى. وتفاوتت الأعمال المعروضة من أعمال محترفين كأعمال النحاتين علي الطخيس ومحمد الثقفي، ومصورين كبدرية الناصر ومحمد الشهري ومفرح العسيري وابراهيم النغيثر وبالود البالود وسلمى الشيخ وأيمن الحافظ وأحمد البار ومنى النزهة وغيرهم. ومن فناني الجبيل برزت أعمال لفنانات مثل وفاء السليم وابتسام الشهري وأمل المطيري وغيرهن، وأظهرت الأعمال المعروضة الموهبة الأكيدة والمهارة بتنفيذ اللوحة رغم أن بعضها منسوخ عن صور فوتوجرافية، إلا أن بعضها كان غنيا بالخيال كعمل ابتسام الشهري، وبعضها الآخر وقع بمجموعة ألوان محدودة كما في عمل أمل المطيري. وتميزت أعمال النحاتين المشاركين ومنهم علي الطخيس الغني عن التعريف، والذي يشتغل على الحجر مباشرة ليبدع أعمالا لها الطابع التجريدي، وكذلك يفعل محمد الثقفي الذي طعم أعماله بمواد أخرى كالزجاج وغيره. ومن المصورين التشكيليين برزت أعمال مفرح العسيري وبالود البالود ومحمد الشهري، وهم ملونون جريئون يستخدمون الألوان الرئيسية ويعالجونها بتوزيعها المرهف بين الحار والبارد معتمدين المدرسة التجريدية. وقدم حسن مداوي عملا واقعيا منفذا بمونوكرومي اللون الأزرق فقط، يصور فيه قريته بمقدرة واقعية كبيرة. وقدمت منى النزهة لوحتين تصور بإحداهما حصانا بألوان تقترب بتقنيتها من الألوان المائية، وفي الأخرى تصور امرأة يسقط الضوء على وجهها وتنجح الفنانة بإبداع لوحة جيدة. وقدم الفنان أحمد الفيفي لوحتين الأولى صور فيها محلا أمامه دراجة، وفي الثانية صور أسماكا، حيث نجحت لوحته «أسماك» من حيث توزيع اللون والإيقاع بين مختلف العناصر. وعرضت الفنانة المخضرمة بدرية الناصر لوحة عن ثلاث نساء يحتسين القهوة ضمن أسلوبها الذي ينحو إلى تبسيط الأشكال الواقعية. ويبقى المعرض خطوة هامة مفيدة لفناني وفنانات الجبيل، حيث إنه أتاح لهم الاحتكاك والتفاعل مع فنانين ونقاد وأعمال فنية من مختلف مناطق المملكة. الواقعية في لوحة الفنان حسن مداوي