تزخر الساحة التشكيلية السعودية بفنون الرسم والتشكيل والزخرفة وفنون الخط العربي والنحت، وربما اشتهرت محافظة الدوادمي بفنون النحت أكثر من غيرها من مدن ومناطق ومحافظات المملكة لعدة اعتبارات، من أهمها نشأة ذلك الفن في المحافظة منذ أكثر من 35 عاما تمرس فيه العديد من النحاتين إلى أن كونوا منهجا نحتيا يتبعه العديد من النحاتين الشباب وحولوا الصخور إلى تحف فنية. «عكاظ» سلطت الضوء في تقريرها حول فنون النحت بين جيلين في محافظة الدوادمي. وأكد النحات علي الطخيس (من الرعيل الأول في المحافظة) أن فن النحت في الدوادمي يعد متميزا، حيث بدأ منذ فترة زمنية بعيدة، وأن الدوادمي مدينة صغيرة لكنها تميزت بالحراك الفني التشكيلي، كون التشكيليين بجهود شخصية استطاعوا أن يقدموا نماذج فنية ارتقت بكافة الفنون في المدينة، وقال: «منذ تخرجي من معهد التربية وأنا مشارك في الحركة الفنية (النحت)، وشاركت في معارض رعاية الشباب في الداخل والخارج والأسابيع الثقافية التي أقامتها المملكة في بعض العواصم العربية والأوروبية، إلى جانب اللقاءات الدولية المتعلقة بالمجسمات الميدانية، ولدي مجسمات في ثماني مدن عربية، منها: راشان في لبنان، والسويداء في سوريا، عمان الأردن، دبيالإمارات، ومسقط،. وفي المملكة توجد لي أربع أو خمس قطع في: جدة، والظهران، والدوادمي»، كاشفا عن أن أبرز أعماله النحتيه هي «أعمال الكريستال اليماني الشفاف الأزرق، الذي نهج فيه إلى أعمال البازلت والجرانيت والرخام». وعن مساهمة الطخيس في التشكيل السعودي، قال: «بعد خبرة امتدت قرابة 30 عاما حاولت أن أساهم في ترسيخ قاعدة فن النحت في المملكة، إلا أنني عشت السنوات الأولى من التجربة، حيث لا يوجد ما يساعد على تطوير هذا الفن، فكل ما أنجزناه كان خاضعا (للتجربة والخطأ).. ولهذا قمت بالتعاون مع رعاية الشباب بتنظيم أربع دورات في فن النحت بالرياض، وأقمت دورتين في فرع جمعية الفنون بالقصيم، ودورة في فرع الجمعية بنجران.. وبدعوة الجمعية الفنية أقمت دورة في قطر للنحت على الأحجار. فالحمد لله، لدي دعوات عديدة للإشراف على دورات في فن النحت لمساعدة الأجيال الراغبة في الدخول واستمرار هذا الفن وتوسيع قاعدته في المملكة». جيل الشباب فيما كشف النحات الشاب طلال طخيس الذي يمثل جيل النحت الجديد في الدوادمي عن طرائق جديدة لفنون النحت نهجها النحاتون الشباب في المدينة، متأثرين بما يشهده العالم من تطور، وقال: «أنا نحات من الجيل الجديد، بدأت عام 2009م بعد أن تدربت على يد الفنان الكبير علي الطخيس، فقد تتلمذت على يديه لسنوات طويلة حوالي 15 سنة وأنا متابع له بشكل مستمر..». وأضاف «شاركت في 45 معرضا على مستوى المملكة والوطن العربي، انتميت إلى بيت التشكيليين في الدوادمي فزادت مشاركاتي، شاركت في المغرب، ومصر... وقد فزت بالجائزة الثانية لفن النحت على مستوى المملكة التي تنظمها وزارة الثقافة». وعن أبرز أعماله التي يعتز بها طلال، قال: «أبرز أعمالي من الرخام الأسود اسمه (مكة)، فقد لفت أنظار كبار المثقفين في المملكة وتنافسوا للحصول عليه.. وأخيرا انتهى به الأمر إلى الأمير بدر بن عبدالمحسن». طلال طخيس فاز مؤخرا بمسابقة الفنون لدول مجلس التعاون، وشارك في «سيمبوزيم» النحت الأول بالمملكة، ولديه أعمال ميدانية (1.8م) تشكيليات من الدوادمي هديل عبدالله الحسيني: تقول عن الفن التشكيلي في الدوادمي «الفن التشكيلي في المحافظة متميز لوجود جماعة فناني الدوادمي وما يقدمونه من أعمال في مدينة صغيرة.. بدأت الحركة برسم أعمال الديكور في العروض المسرحية لنادي الدرع، ومن هناك انطلقت الحركة الفنية.. ومن روادها خالد الحميضي رئيس النشاط الثقافي، إبراهيم النغيثر، سعود العثمان، محمد العبدالكريم، وبالود البالود، وتطور الوضع ليخرجوا من دائرة الرسم التشكيلي المدرسي إلى عالم أوسع وأرحب.. دخل فنانو الدوادمي السباق في المحافل المحلية والدولية.. الفن التشكيلي في المحافظة يحتاج إلى الدعم المادي حتى يمكن لأهله أن يعرضوا إنتاجهم». وعن تجربتها، تقول: «بدأت اكتشاف حبي للريشة في وقت مبكر؛ ولهذا أكملت دراستي الجامعية في قسم التربية الفنية. مررت بمراحل حيث رسمت لوحات بألوان الزيت والأكريلك حتى وصلت إلى أعمال الفسيفساء، فقررت الاستمرار فيه».. وترى أن الفنانات يواجهن بعض التحديات ترتبط بوعي المجتمع وتقديره لقيم الفنان، وهذا يحول دون تفرغ الفنان لفنه، وبالتالي يظل الفن (هواية).. وتتمنى أن يوجد بالمحافظة جهة مسؤولة عن الفن التشكيلي بإدارة نسائية حتى يمكن للفنانات التواصل معها. سارة مقبل العتيبي: خريجة فنون من جامعة الملك سعود، تعمل مدرسة للتربية الفنية في المرحلة الثانوية، شاركت في العديد من المعارض، وتقول عن تجربتها «كانت بدايتي الفعلية تحت مظلة رعاية الشباب عام 1414، بعدها توالت المشاركات من خلال نادي الهلال ومجموعة فنانات الرياض. وعن الحركة الفنية التشكيلية تقول: «الحركة التشكيلية بشكل عام تحتاج إلى دعم الإعلام ورجال الأعمال ومحبي الفن، وخصوصا الأسماء النسائية التي يحمل بعضها الكثير من الإبداع. وأقرب مثال فنانو الدوادمي، حيث يحملون الكثير من التجارب والإبداع الذي قل نظيره، ليس تحيزا، بل حقيقة يشهد بها محبو الفن، وهم معروفون على مستوى الشرق الأوسط، خصوصا في مجال النحت الذي أصبح سمة مميزة للمنطقة. أتمنى أن أشاهد معاهد متخصصة في الفنون بكل مجالاته في أغلب مناطقنا ومحافظاتنا لإعطاء فرصة لمحبي الفن وعشاقه، كذلك أتمنى أن أرى هنا في محافظة الدوادمي، وبحكم سمعتها الفنية، وبحكم تواجد أكثر من نحات بها معاهد خاصة للنحت لكلا الجنسين، أمنية أتمنى أن تتحقق.. كلمة أخيرة، وبحكم عملي مدرسة تربية فنية، أتمنى أن أرى في مدارسنا أماكن مخصصة وورش عمل وتوفير الخامات والعدد اللازمة لممارسة الفن، خصوصا في ظل تغير المناهج الجديدة». نور عبدالله العندس : من مواليد 1406، متخرجة من قسم التاريخ كلية التربية للبنات بالدوادمي، عضوة الجمعية السعودية للفنون وعضوة بيت فناني الدوادمي، شاركت في العديد من المعارض (خريجة الدوادمي المعلمين والمعلمات). تهتم بالرسم الزيتي والرصاص، وقدر برزت في رسم (البورتريهات)، ولها تجارب مع الرسم الرقمي، وتقول «تميزت ريشتي بالواقعية، وهي أحب المدارس إلي بعد المدرسة التجريدية.. وقد استفدت من المعارض وملاحظات بعض الفنانين».