أقام فنانو نادي الدرع بمحافظة الدوادمي مؤخرا معرضا جماعيا في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض وتواصلت اقامته ثلاثة ايام. الغرفة التجارية الصناعية التي رعت المعرض اشار رئيس مجلس ادارتها عبدالرحمن بن علي الجريسي الى ان الغرفة في خدمة المجتمع ويدخل في هذا الاطار خدمة الثقافة والعمل الانساني، وتمنى امين عام الغرفة حسين العذل ان يتمثل الفنانون التشكيليون في محافظات منطقة الرياض هذه التجربة الابداعية الناجحة لزملائهم في الدوادمي كي تنتقل الى كافة المحافظات، وان ينتشر الابداع والفكر المستنير في كل بقاع المملكة. تأسس مرسم نادي الدرع بالدوادمي عام 1402ه وتم دعمه ببعض الخامات من الرئاسة العامة لرعاية الشباب. وقال خالد الحميضي رئيس جماعة فناني الدوادمي ونائب رئيس مجلس إدارة النادي ان القفزات الفنية التي حققها فنانو الدوادمي بتواجدهم في المعارض المحلية، وتحقيق بعضهم جوائز او مراكز متقدمة السبب المباشر لتأسيس جماعة فناني الدوادمي عام 1414ه وانطلقت الجماعة بمعرضها الاول عام 1415ه في الرياض، وانتقلت عروض الجماعة فيما بعد الى ابهاوجدة بالاضافة الى الرياض التي عرضت فيها الجماعة عدة اعوام. تضمن المعرض اعمالا نحتية كانت الابرز واعمالا تصويرية، المنحوتات كانت لعلي الطخيس وعبدالعزيز الرويضان واحمد الدحيم وسعود الدريبي وفهد الدبيان، اما اعمال التصوير فقدمها محمد العبدالكريم وسعود العثمان وغازي الجعيد وابراهيم النغيثر وبالود البالود وفارس العتيبي. حقق فنانو الدوادمي لفتا في العروض المشتركة من خلال المنحوتات التي عرضها بعضهم في مناسبات دولية مثل علي الطخيس الذي شارك في بيناليات (الشارقة والقاهرة) ولبنان وغيرها، من هنا فالطخيس هو الاسم الابرز بين زملائه، كما ان حضوره كان مبكرا، في حين ان اثرا مما تركه هذا الفنان على بعض زملائه او على الاقل حرك في بعضهم التنافس الشريف الذي جعلنا في هذا المعرض امام موهبة واعدة تبشر بمستقبل طيب، هو الشاب فهد الدبيان الذي يتفق نحاتو الدوادمي على قدراته الفنية واسلوبه الذي يحقق معه بعض الاختلاف عن البقية. تنعكس على بعض اعمال الفنان علي الطخيس خبراته وهو ينشىء قطعته وفق تصورات مسبقة - غالبا - ومع انه يتعامل مع اكثر من نوعية من الرخام او الجرانيت الا ان اكثر ما يتمثل في منحوتته تلك البساطة وان سعى في بعض الاعمال الى تهشيرات معها تبرز اجزاء من القطعة في حالتها الطبيعية، بجانب معالجته الفنية لتنعيم اطراف اخرى، تتخذ بعض اعماله هيئات ابعد من ان تشكل ملمحا خاصا بيهئة آدمية او حيوانية لكنه ايضا وربما دون قصد يوحي باجزاء او مقاطع من كائنات وربما اوضاع انسانية خاصة الامومة التي نجدها عند اكثر من نحات، وربما في اكثر من عمل للفنان الواحد، اما سعود الدريبي الذي يقدم مجموعة من الاعمال المتنوعة والتي تعبر عن سعي ودأب الفنان في التعبير عن موضوع انساني فانه اكثر انفتاحا على ايضاح افكاره وبالتالي فان هذا التفتح يمنحه المزيد من حرية التعبير والتوظيف والانطلاق الى آفاق ارحب. قدم احمد الدحيم مشاركة تطرح سعيه للتعبير عن موضوع انساني، فالهيئة الآدمية مع تجردها الشديد تظهر من خلال علاقة ما بين كتلة مستطيلة واخرى دائرية او من خلال حواف تشير الى نزوع انساني واضح، هو ما نجده على نحو اوضح واكثر مباشرة لدى عبدالعزيز الرويضان الذي تستطيل وتتسامى قطعه لتمثيل هيئة آدمية، تذكر بعض هذه الاعمال باستطالات محمود مختار او حتى الكويتي عيسى صقر المتأثر اصلا بمختار لكننا مع الرويضان نجد حرية اكثر في احدى القطع المعروضة والتي قد تعبر عن صيغة جديدة في تجربته المتلاحقة. يستعير فهد الدبيان كائنات ليقيم عليها عمله ومع تصوره المسبق لقطعته الا ان هذا الفنان الشاب يبذل - كما يبدو - جهدا مضاعفا مع عملية التشذيب والازالة التي يخضع لها قطعة الرخام او الجرانيت، ومع الصعوبة والخطورة التي يعرض معها القطعة لكسر او خلافه الا ان عمله يبدي دقة ومهارة، وحسا مختلفا وإن نشأ وسط مجموعة نحاتين يسعى كل منهم ليكون له اسلوبه الخاص. اعمال التصوير: لم ترق اعمال التصوير الى اعمال النحت، وعندما نضع امامنا المحاولات المغايرة لما عرفناه عن مجموعة المصورين فاننا نستثني غازي الجعيد الذي وظف هذه المرة مصورة لبعض اعماله الزيتية لرسمها باقلام سوداء وتصويرها- تكرارها- وتقطيعها ليتكرر المشهد امامنا ويكون مقاطع صغيرة، ربما جاءت بايحاء بعض اعماله التي اقامها على مربعات القماش التي رصها للرسم فوقها، ومبينا حوافها فتبدو كمربعات لونها بمجموعة او درجات مختلفة، واقام عنصره الرئيسي او فكرته لتصبح اشبه بالخلفية والجعيد يبدو لي كمن يبحث، ولم يزل يمسك ببعض التميزات التي يكتشفها سواء بالصدفة او ما تحققه آراء الآخرين او وجهة نظره الخاصة، خاصة ما يتعلق باعمال الرسم التي جاءت مغايرة في هذا العرض. يواصل سعود العثمان ولعبه بالموضوع الشعبي والمماثلة، لوحته اما ان تكون صورة او تصورا يسعى مع ذلك لتحقيق اقصى درجات المشابهة، هو ما يثير المشاهد البسيط لكننا مع تلويناته نلمس حسه وامكاناته في التأكيد على الجوانب الفنية من اضاءات وظلال وابعاد. ابراهيم النغيثر بدا ركنه مزدحما بالاعمال التي احتلت مكانا بارزا، كان بالامكان التقليل من الاعمال او توزيعها وفق طريقة اخرى تدعم العرض وتضفي عليه قبولا فنيا اكثر وهو اشكال نجده في العديد من المعارض التي قد يتأثر منظموها برأي شخصي. تنطق اعمال النغيثر لتعبر - في بعضها عن تأمل او شرود انساني وتتميز لوحة هذا الفنان بحرارة التعبير وجرأته في توظيف ألوانه الحارة، وهو - ربما - ما يقرب بعض الفنانين اليه، لكنه يصل مع مجموعته في هذا المعرض للتأكيد على صيغه السابقة ومعها تتوارى الاشكال - في مجموعة اعمال اخرى ضمها المعرض- ليطغى تلوين داكن ودرجات تميل للإظلام من ألوانه المعروفة. تتبسط مجموعة الفنان محمد العبدالكريم وتقدم تلخيصا لتوظيفاته السابقة عندما استخدم خامات مختلفة يسعى من خلالها للتعبير عن محاولات تجريبية تتميز بين مجموعة فناني الدوادمي. تلتقي تبسيطات بالود البالود والعبدالكريم وان اختلف الاثنان في الخامة، تأخذ لوحة بالود عناصرها من عدة مصادر الموتيفات والاشكال المعمارية، والزهور والوحدات الهندسية لكننا مع فارس العتيبي نجد اهتماما بالحرف العربي في تشكيلات مختلفة ساعيا في لوحته الى ايضاح الكتابة وامكانية قراءاتها. هذا المعرض مع التباين الواضح في مستوى المشاركين فيه الا انه فرصة لمزيد الاحتكاك وتعريف الوسط التشكيلي في العاصمة (الرياض) على جديد هؤلاء الفنانين وكذا الاسماء الجديدة التي تقدمها الجماعة. من اعمال فهد الدبيان من اعمال سعود الدريبي