أكد عدد من المختصين في مجال البيئة والكائنات البحرية أن «أسماك المملكة خالية من التلوث أو أي آثار للتسمم». نافين ما تردد من شائعات تم تداولها عن وجود تسمم في الأسماك نتيجة نفوق الأسماك في منطقة سداب العمانية والجون الكويتية، مؤكدين ان الجهات المختصة لم ترصد أي حالة نفوق للأسماك في المياه الإقليمية للمملكة في الوقت الذي اتخذت فيه الجهات المسؤولة عن الثروة السمكية الاحترازات لعدم ظهور حالات نفوق للأسماك بشواطئ الشرقية. فحوص دورية وشدد مدير عام مركز أبحاث الثروة السمكية في المنطقة الشرقية في وزارة البيئة والمياه والزراعة م.نبيل فيتا على حرص الوزارة على المتابعة الدائمة للأحياء البحرية والأسماك تحديدا، ومراقبة مستوياتها وبيئاتها وصحتها، من خلال مراكز أبحاث الثروة السمكية المنتشرة على شواطئ الخليج العربي والبحر الأحمر، كما أنها حريصة على الإبلاغ والتحذير عند وجود ما يمكن أن يمس الصحة العامة. مشيرا الى أن الوزارة تجري فحوصا دورية على مدار العام؛ للتأكد من سلامة الأحياء البحرية والثروة السمكية خصوصا. المسافة الفاصلة واستبعد رئيس اللجنة البيئية بغرفة الشرقية طلال الرشيد تأثر المياه الإقليمية بالمملكة بحالات نفوق الأسماك في منطقة سداب العمانية والجون الكويتية، مؤكدا سلامة الثروة السمكية على الشواطئ السعودية في الخليج العربي، مشيرا الى ان المؤشرات المتوافرة لا توحي بحدوث نفوق للأسماك في شواطئ المملكة، لافتا الى أن التقارير المتداولة في الكويت تشير لوجود متسبب في القضاء على كميات كبيرة من الأسماك في الكويت، مقللا من مخاوف حدوث نفوق قبالة شواطئ الشرقية بقوله «إن درجات الحرارة ليست مرتفعة لتشهد حالات نفوق». وذكر ان المسافة الفاصلة بين المملكة وسلطنة عمان كبيرة، مما يحول دون ظهور مؤشرات لتأثر المياه الإقليمية بالمملكة، مبينا أن الجهات الرسمية في المملكة تتخذ إجراءات احترازية في الظروف الاستثنائية، الامر الذي يسهم في ابعاد الخطر عن الشواطئ السعودية. رقابة مكثفة على الاسواق للاطمئنان على سلامة الاسماك الظروف المناخية ورجح عضو جمعية صيادي الاسماك بالمنطقة الشرقية داوود آل سعيد تدخلا بشريا في حالات نفوق الاسماك في «سداب» العمانية و «الجون» الكويتية مؤخرا، مستبعدا في الوقت نفسه ان تكون الظروف المناخية وارتفاع «الحرارة» او انبعاثات الغاز من عمق البحر سببا في حدوث النفوق في البلدين، لافتا الى ان درجات الحرارة لا تزال منخفضة نسبيا، الامر الذي يقلل من احتمالية وجود علاقة بين العوامل الطبيعية مع حالات النفوق الجماعي للأسماك. وقلل آل سعيد من مخاوف حدوث حالات نفوق قبالة شواطئ المملكة، مؤكدا ان المؤشرات الحالية مطمئنة للغاية، اذ لم تسجل حالات نفوق على غرار ما سجلته الشواطئ الكويتية او العمانية، مضيفا إن التخلص من بعض المواد السامة او غيرها من العوامل الاخرى ساهم في القضاء على البيئة المثالية للأسماك في الكويتوعمان، الامر الذي تمثل في القضاء على كميات كبيرة من الاسماك، مشيرا الى ان مركز ابحاث الثروة السمكية اعطى الجميع اشارات ايجابية بعدم حدوث حالات نفوق جماعي بالمملكة. مشيرا الى انه حتى الوقت الحالي «لم تتضرر المنطقة الشرقية من نفوق الأسماك في ساحل جون الكويت». وذكر ان المسافة الفاصلة بين المملكة والكويت وكذلك مع عمان تجعل من الصعوبة وصول المياه الملوثة، الامر الذي يحمي الثروة السمكية من التأثر بتداعيات الاسباب المؤدية لحالات النفوق في تلك الدول الخليجية، مضيفا إن صيادي الاسماك الذين يمارسون الصيد سواء داخل المياه الاقليمية او البعيدة عنها لم يتحدثوا عن حدوث حالات نفوق جماعي، الامر الذي يؤكد سلامة الموقف في شواطئ المملكة. بدوره ارجع الباحث الاستشاري في علم الميكروبات الإكلينيكية بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام د.محمد المحروس نفوق الأسماك للشواطئ الضحلة لعدة عوامل مثل تعرضها لاضطراب مرضي إما بسبب إحدى الفصائل الميكروبية «بكتيرية، فيروسية، فطرية، أو طفيلية، أو غيرها من فصائل»، أو بسبب تغير فسيولوجي أدى لتشكل حالتها المرضية، مبينا ان الملوثات البيئية «غازية أو صلبة»، الملقاة من المجاري أو المصانع في بقعة جغرافية تسهم في حدوث النفوق الجماعي للأسماك. وقال إن انعدام الأوكسجين المفاجئ في الجغرافيا البحرية الموجودة في المنطقة الرئيسية للاسماك يضطرها للصعود للطبقات العليا «تاركة موطنها الأم»، أو يدفعها للاقتراب من المياه الضحلة حتى لا تختنق، مبينا ان مادة البولينا وبقية سموم فضلات الانسان، تتفاعل عند ارتفاع درجة الحرارة، مما يُؤثر على تركيز الأوكسجين في المستويات تحت السطحية من المياه البحرية، مما يدفع بالأسماك للصعود للمستويات فوق السطحية تارة ومنغمسة في الماء تارة أخرى حتى تتمكن من التنفس، أو للذهاب للمياه الضحلة حتى لا تختنق، فتظهر على أنها تنتحر. مياه المملكة آمنة تماما وخالية من الملوثات(اليوم) لجنة متخصصة فيما أكد مدير صحة البيئة ببلدية القطيف د.كرار الفرج ان «البلديات مسؤولة عن نظافة الشواطئ في حالة وجود اسماك نافقة»، مؤكدا ان هناك لجنة متخصصة في نفوق الأسماك مكونة من عدة جهات حكومية لتحديد مشكلة واسباب نفوق الأسماك. مشيرا الى ان هناك تنسيقا بين البلديات والثروة السمكية للوقوف على أي نفوق للأسماك يحصل في المنطقة ومدى تأثيره والحد من أضراره على الصحة والبيئة. وأكد د.الفرج «سلامة الأسماك للاستهلاك الآدمي بشكل كامل وتحديدا الأسماك التي تباع في مراكز البيع المرخصة مثل سوق السمك». لافتا الى ان مراقبي البلدية يفحصون بشكل دوري وروتيني جميع عينات المواد الغذائية ومنها الأسماك، ناصحا المواطنين بشراء السمك من السوق المركزي وليس من الباعة الجائلين. وأكد محمد المحيشي «بائع اسماك» ان النوعيات النافقة في منطقة سداب العمانية والجون الكويتية تعتبر من الاصناف غير المرغوبة لدى المستهلك المحلي، مؤكدا ان المملكة لا تستقبل اسماكا من الكويت على الاطلاق، لافتا الى ان جميع الاسماك التي يستقبلها السوق المركزي بمدينة الدمام ومحافظة القطيف تخضع لمراقبة صارمة من الجهات المختصة. وأشار الى ان المؤشرات الحالية توحي بعدم تأثر شواطئ المملكة بتلك الحالات الاستثنائية، مؤكدا في الوقت نفسه، ان الجهات المختصة تراقب الاوضاع بدقة للتدخل السريع في حال حدوث تغييرات في البيئة البحرية؛ من اجل تلافي تعرض الكائنات البحرية للنفوق.