عبر أعوام طويلة تعدت العقود الثلاثة تخللتها مشاركات وكتابات واصدارات ومحاضرات وتكريم، لم أتخيل وأنا في طريقي لمركز الخدمة الاجتماعية لمشاهدة المعرض الجماعي لفنانات وفناني القطيف ولأشارك في احتفالية لفنانة ومعلمة كان لها الدور الكبير في تبني وتعليم جيل كامل من الفنانات. لم أتخيل أنني سأشهد هذا الوفاء المدهش وأسمع كل هذه الكلمات الثرية التي أدهشتني وأبكتني في آن. حشد من الفنانين والمثقفين والقائمين على المركز وتلميذات المحتفى بها، الكل عمل جاهدا على ان يعبرعن شكره وعرفانه للجهد والعمل الدؤوب والمشاركة الفاعلة لمعلمة وفنانة جاءت من مصر نهاية السبعينيات متعاقدة مع رئاسة تعليم البنات ولكنها لم تكن ككل من تعاقدت معهن الرئاسة، اذ حملت على عاتقها اضافة الى عملها ان تخرج جيلا من الفنانات وأن تمدهن بخبرتها الفنية التي حصدتها عبر دراستها في كلية الفنون الجميلة بمصر ومشاركتها في المعارض، وحتى بعد ان تقاعدت من التعليم استمرت في أداء رسالتها لنرى ونسمع عن أسماء كثيرة لفنانات هن خريجات دوراتها، أسماء شهيرة تحتل الآن مساحة من الساحة الفنية في المملكة. لم تكن الفنانة سهير الجوهري مجرد متعاقدة تعمل في دائرة ضيقة وينتهي دورها بنهاية دوامها أو عقدها، بل عملت وجاهدت بصدق وأمانة واحترافية في أن تقدم للساحة وللوطن الذي أحبته ثمرة خبرتها وتنشر ثقافة راقية كانت المنطقة في حاجة اليها ذلك الوقت. إن كل من عاش الاحتفالية التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات تخللها فيلم طويل عن حياة ودور الفنانة القديرة والأم التي تعاملت بحنو وفعالية مع طالباتها، وشاهد هذا الكم من الوفاء الذي تمثل في الكلمات وتقبيل الرأس واليد والهدايا والفيلم الذي قام على اخراجه وتصويره في مصر والمملكة فنانون من القطيف لا بد ان ينحني تقديرًا لهذا التكريم المدهش غير المسبوق ولهذه الفنانة التي استحقت ذلك.