قال الفنان علي الجشي إن الفن التشكيلي «في أوج ازدهاره» اليوم في القطيف، مشيداً بالفنانات، اللاتي أوضح أنهن يمثلن 75% من التشكيليين في المحافظة، مرجعاً السبب في تراجع نسبة الفنانين عن السابق إلى انشغالهم. جاء ذلك خلال لقاء فني بعنوان «الحركة التشكيلية لفناني وفنانات القطيف»، جمع مجموعة من الفنانين التشكيليين في المحافظة، في منتدى حوار الحضارات، مساء أمس الأول، قُدمت خلاله عدد من الأوراق، وأدارته فرح الفرج. وبدأ اللقاء بكلمة لرئيس لجنة التنمية الاجتماعية في القطيف، علوي الخباز، أوضح فيها أنه واكب الحركة الفنية والتشكيلية عبر مواقع إدارية متنوعة، مشيراً إلى أن القطيف كانت تعيش حراكاً ثقافياً متنوعاً منذ منتصف السبعينيات الهجرية. وقال إن أول معرض تشكيلي في القطيف، أقيم على صالة نادٍ رياضي، شارك فيه عبد الهادي قاسم، وابتسام الجراش، ثم توالت المعارض التشكيلية، مؤكداً أن لجنة التنمية الاجتماعية، في ذلك الوقت، كانت تنظم مسابقات تهتم بالثقافة والتشكيل، ما ساعد الفنانين على إقامة معارض شخصية، وكان أولهم حسين القطري، قبل 37 عاماً. وأوضح أنه منذ عام 1410 نشطت الحركة الفنية النسائية، عبر برامج قدمتها الفنانة سهير الجوهري. وأقيم أول معرض تشكيلي نسائي في المحافظة عام 1413 للفنانة حميدة السنان، وتوالت بعده المعارض بجهود فردية حتى عام 1417، إذ تم تأسيس أول جماعة فنية تحت مظلة لجنة التنمية، حتى بلغ عدد الفنانين اليوم أكثر من 300 فنان في الجماعة. وشاركت الفنانة حميدة السنان بورقة نوهت فيها بدور الأندية الرياضية، ورعاية الشباب، ومركز التنمية الاجتماعية، مؤكدة أن تجربة الفنان علي الصفار أثرت في الحركة التشكيلية في المحافظة. وقالت إن أسماء النصر وسهير الجوهري ومنيرة موصلي، ساهمن في إحياء التشكيل النسائي. وعرضت جماعة الفنون التشكيلية في القطيف فيلماً قصيراً بعنوان «عرض منجزات الفن التشكيلي بالقطيف»، يوثق لكل ما قامت به الجماعة منذ تأسيسها. وقدمت الإعلامية أمل نصرالله ورقة ذكرت فيها أن الفن انطلق في القطيف منذ ثلاثة عقود. وأكد الفنان عبد العظيم شلي، في ورقة له، أن الفن كان يمارس بشكل عفوي وطبيعي فيها، منذ القدم، موضحاً أن الفنان عبدالعلي السنان كان من أوائل فناني القطيف. وأشار إلى تأثير انتقال غالبية المواطنين إلى العمل في شركة «الزيت» (أرامكو السعودية)، الذي ساهم في تغير المفاهيم الفنية لديهم. وقدم الفنان عبدالرحمن السليمان ملاحظة، في مداخلته، وقال: «لاحظت أن التحدث هنا فقط عن فناني مركز التنمية، بينما هناك في الواقع أسماء أخرى أثرت في التجربة التشكيلية». ودعا السليمان الفنان علي الصفار أن يخرج من «صومعته»، وأن يظهر ويشارك في الساحة، كما دعا الفنانين إلى الاهتمام بما يستجد في الفن. وأكد الفنان عبدالكريم الجمعان أن الفن إذا لم يخدم قضية، أو موضوعاً، أو مشكلة ما، يبقى فناً ناقصاً، داعياً فناني المحافظة للاهتمام بالشأن المحلي. وتخلل اللقاء عرض أفلام عن لوحات لفنانين تشكيليين، وأخرى لأعمال الفنانات.