بجهد واضح من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، يزور المملكة الرئيس الأمريكي في أول زيارة رسمية يقوم بها بعد دخوله البيت الأبيض، ولا شك أن هذه الزيارة تعتبر خطوة تاريخية حاسمة، تجذر وتعمق قنوات التعاون المتميزة بين المملكة والولاياتالمتحدة وهي قنوات آخذة في النمو والاتساع. والعلاقات بين البلدين الصديقين متجذرة منذ اللقاء التاريخي الشهير الذي جمع مؤسس الكيان السعودي الشامخ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- مع الرئيس الأمريكي وقتذاك روزفلت، لتبدأ منذ ذلك التاريخ أوجه العلاقات بين البلدين في عدة مجالات وميادين مختلفة، لعل أهمها المجالان الاقتصادي والتجاري، وقد شهدت تلك العلاقات خلال السنوات الفائتة تطورا ملحوظا ونموا متزايدا. وزيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة سوف تؤدي إلى تعزيز الشراكات التي تحققت خلال زيارة سمو ولي ولي العهد للولايات المتحدة، حيث أبرم سموه سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي من شأنها توطين الصناعة بالمملكة، وقيام صناعات ثقيلة بالاتفاق مع كبريات الشركات الأمريكية، وتلك الاتفاقيات والمذكرات تأتي متزامنة مع ما رسمته المملكة في رؤيتها الطموح 2030 حيث تسعى لصناعة اقتصاد جديد يقوم على توطين الصناعة وتنويع مصادر الدخل. ولا شك أن قرار الرئيس الأمريكي بأن تكون أول زيارة خارجية رسمية له للمملكة يؤكد أن الرياض وواشنطن تسعيان بمثابرة وجدية لتحقيق الأهداف المرجوة بالمنطقة، وعلى رأسها تحقيق السلام الدائم والعادل عبر حلحلة أزمة المنطقة الشائكة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فالمملكة والولاياتالمتحدة متفقتان على أن الحل السلمي للأزمة العالقة يكمن في حل الدولتين المستقلتين. وأهمية الزيارة من جانب آخر تكمن في أن الرئيس الأمريكي سيشارك أثناءها في قمتين هامتين الأولى: مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، والثانية: مع زعماء دول عربية وإسلامية، والقمتان لهما أهمية خاصة في بحث كافة الأمور المتعلقة بقضايا المنطقة وكيفية الوصول إلى تسويتها بطرق شاملة ونهائية وعادلة، ويهم الولاياتالمتحدة أن تبقى منطقة الشرق الأوسط خالية من الحروب والنزاعات، ويهمها استتاب الأمن في ربوعها. والزيارة الأمريكية للمملكة تعكس أهمية ثقل الرياض السياسي ودورالمملكة الايجابي في حلحلة العديد من الأزمات الإقليمية والدولية، وأهمية هذا الدور في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، كما أن المملكة تمثل الشريك الأول للولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب والتطرف، فالزيارة سوف تؤدي لتعزيز الشراكات بين البلدين الصديقين وبحث كافة المسائل المتعلقة بأزمات المنطقة والعمل على ايجاد الإستراتيجية المناسبة لمكافحة ظاهرة الإرهاب واجتثاثها من جذورها.