الكلمة الموجزة التي وجهها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس مجلس الدفاع المدني - يحفظه الله - أثناء ترؤسه أعمال الجلسة التاسعة لمجلس الدفاع المدني، حيث أكد سموه فيها على سريان نعم الأمن والاستقرار والرخاء بالمملكة، وهو تأكيد يمثل أهم الأهداف الكبرى التي ترسخها القيادة الرشيدة في الوطن. هذا التأكيد يعكس ما تعيشه المملكة اليوم من تقدم مشهود ومتسارع في شتى ميادين ومجالات التقدم، فالأمن هو السبب الرئيس والمحوري الذي تقام على أسسه صروح التقدم والنهضة والتنمية في أي مجتمع بشري، وهذا ما يحدث على أرض الواقع في بلاد حباها الله بقيادة رشيدة، مازالت تضرب بيد من حديد على كل عابث ومارق وارهابي من أجل أمن الوطن وحريته وسلامة أراضيه والحفاظ على وحدته الوطنية. ولا يمكن لأي مجتمع بشري أن يشرع في البناء والنهضة والتنمية على أرض تغلي كالمرجل بالحروب والفتن والأزمات والاضطرابات، والشاهد يرى بأعين الناس المجردة، فالمجتمعات المضطربة وقفت فيها عجلة التنمية وتدهورت أوضاعها، وأدى ذلك الى فقرها ودمارها والعبث باستقلالها، أما المجتمعات المحافظة على أمنها فانها تسير بخطى واثبة وواثقة نحو البناء والرخاء والنماء فتحقق لها الكثير من غاياتها وأهدافها. من جانب آخر فان التنمية الاقتصادية تشهد بالمملكة نموا متسارعا منذ التفكير الصائب والسديد بتطبيق رؤية المملكة الطموح 2030 وهي رؤية تبلورت أبعادها من خلال الرغبة في توطين الصناعة بالمملكة وتنويع مصادر دخلها، وهذه الرغبة تترجم في الوقت الحاضر بصورة جلية، وقد ثمنت سائر دول العالم الخطوات الكبرى التي اتخذتها المملكة نحو تحقيق أهدافها المرجوة نحو بناء اقتصادها الجديد والمأمول. ومن أجل تحقيق تلك الخطوات الواثقة نحو بناء الاقتصاد الجديد، جاءت تلك الزيارات الميمونة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله - مؤخرا لعدد من دول «الآسيان» حيث وقع مع زعماء تلك الدول سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التعاون في سبيل توطين الصناعة بالمملكة، تحقيقا لتلك الشراكات التي تمخضت عن تلك الاتفاقيات والمذكرات. وفي الوقت ذاته فان الهدف المرسوم لتحقيق الاقتصاد الجديد اتضح بجلاء من خلال الزيارة التي قام بها سمو ولي ولي العهد مؤخرا للولايات المتحدة، فتلك الزيارة رسخت تطلعات المملكة نحو بناء اقتصادها الطموح من خلال جملة من الاتفاقيات ومذكرات التعاون التي أبرمها سموه مع كبار المستثمرين في الولاياتالمتحدة، وسبق لسموه أن وقع سلسلة من الاتفاقيات المماثلة في زيارته السابقة للولايات المتحدة.