رحبت الصين وبقية الدول الأعضاء في قمة العشرين بمشاركة المملكة في هذه القمة التي لها أثرها الفاعل والكبير في استعراض وحلحلة أزمات العالم السياسية والاقتصادية، وهو ترحيب يعود لما تمثله المملكة من ثقل سياسي واقتصادي كبير يخولها المشاركة في مباحثات القمة، ويؤثر فيها تأثيرا إيجابيا كما هو الحال في القمم السابقة، وكان لمرئيات المملكة وآرائها السديدة أثر حيوي في نجاح تلك القمم. هذا الترحيب الكبير الذي جاء بتمثيل المملكة في القمة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد، يعكس اهتمام الدول الأعضاء بما تقوم به المملكة من أدوار حيوية للتأثير في كافة الحلول الجذرية والمناسبة لأزمات العالم العالقة، والدول العربية والإسلامية وكثير من دول العالم تمور بأزمات سياسية واقتصادية طاحنة لا بد من إيجاد الحلول الجذرية لها. لقد كان لتلك القمم مفعولها الكبير في المشاركة الجذرية بوضع الحلول العقلانية لكثير من أزمات العالم، والدول العربية والاسلامية جزء لا يتجزأ من العالم وهي تمر بأزمات كبرى تتمثل في الحروب الدائرة في سوريا والعراق واليمن، وأزمات أخرى في العديد من الأقطار التي يهم العالم بأسره احتواؤها وإيجاد الحلول الجذرية لها، ولا شك أن القمة سوف تبحث في كثير من تفاصيلها وجزئياتها. من جانب آخر فان زيارة سمو ولي ولي العهد لعدد من الدول الآسيوية أثلجت صدور الطلبة المبتعثين للدراسة في تلك الدول ومنها اليابان، حيث وافق سموه أثناء زيارته لها على إلحاق الطلبة الدار سين في اليابان الى البعثة السعودية كما هو الحال في الصين ومن قبل في الولاياتالمتحدة، وهو أمر يدعو لاطمئنان أولئك الطلبة على مستقبلهم ويدل على اهتمام القيادة الرشيدة بهم وأهمية ما يتلقونه في تلك الدول من معارف وعلوم لخدمة بلادهم بعد التخرج. المحطات التي توقف عندها سمو ولي ولي العهد أثناء زياراته الناجحة لعدد من الدول الآسيوية كان لها مردودها الفاعل لتنمية العلاقات وترسيخها بين المملكة وتلك الدول في مختلف الجوانب الاقتصادية والثقافية وتوطين التقنية، وقد حرص سموه على استثمار الصناعة في تلك الدول لصالح رؤية المملكة 2030 والتي سوف تضعها باذن الله وفضله في مكانها المناسب والمرموق بين دول العالم المتقدمة. زيارات سموه وفقا لمذكرات التفاهم التي وقعت في المحطات التي توقف عندها سوف تعكس بأشكال إيجابية سلسلة من التعاونيات المثمرة بين المملكة وتلك الدول الصناعية المتقدمة، لا سيما الصينواليابان، حيث عكست تلك المذكرات أهمية دعم التعاون بين المملكة وكافة الدول المشمولة بالزيارة في شتى المجالات بما فيها المجالات الدفاعية والعسكرية وغيرها من قنوات التعاون المختلفة. ولا شك أن حضور المملكة في قمة العشرين له انعكاساته الطيبة على مجمل المسائل المطروحة على جدول الأعمال في هذه القمة الهامة التي يبحث المشاركون فيها السبل الكفيلة باحتواء الأزمات العالقة التي تواجه دولهم بروح من المسؤولية والتطلع الى صناعة الغد الأفضل والأمثل لأبناء شعوبهم، وهي قمة هامة تجيء في ظروف صعبة تواجهها عدة دول في غرب العالم وشرقه. وسوف تؤثر المملكة كما معهود عنها بشكل ايجابي وفاعل في هذه القمة .