أكد المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، د. عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أن المملكة العربية السعودية أولت اهتماما كبيرا لدعم الوضع الإنساني في اليمن من خلال المركز، مشيرا إلى أن برامج المركز تصل إلى جميع محافظات اليمن، بغض النظر عمن يسيطر عليها. وأوضح الربيعة أن المركز موجود في الشمال بقدر وجوده في الجنوب، وبرامجه وأنشطته أيضا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون مثل صعدة وحجة وعمران وصنعاء. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمقر البعثة الدائمة للمملكة لدى الاتحاد الأوروبي بجنيف، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المقر الأوروبي مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخرى د. عبدالعزيز بن محمد الواصل، واستعرض خلاله رؤية المركز ورسالته والتزامه بالقانون الدولي الإنساني والحيادية التامة التي يعمل بها وكذلك آليات العمل مع منظمات الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخرى. واهتمت المملكة، بالإضافة لليمن، بالوضع الإنساني في سوريا والعراق والصومال والدول المنكوبة كافة، فمن خلاله قدمت المساعدات إلى 37 دولة بمبالغ تجاوزت 719 مليون دولار أمريكي. د. الربيعة تحدث عن جهود مركز الملك سلمان الكبيرة لمساعدة الشعب اليمني بفئاته وأطيافه ومناطقه كافة، بما في ذلك المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، مبينا أن عدد المشروعات في اليمن بلغ 124 مشروعا متنوعا في مجالات عدة شملت مساعدات إغاثية وإنسانية وإيوائية وبرامج الإصحاح البيئي ودعم برامج الزراعة والمياه بطرق احترافية، ووصل المركز لجميع أرجاء اليمن عبر 81 شريكا أمميا ومحليا، وتم التركيز على مشاريع الطفل والمرأة ودعم اللاجئين اليمنيين في جيبوتي والصومال. وأجاب الربيعة على أسئلة الصحفيين، مؤكدا أن المملكة تستضيف ما مجموعه 895.175 من اللاجئين الذين يعاملون كزائرين منهم 603.833 ألف يمني و291.342 ألف سوري يمثلون ما نسبته 4.5 بالمئة من عدد سكان المملكة، مؤكدا أن هناك صعوبة في إيصال المساعدات الإنسانية عبر ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه الميليشيات وتمنع وتستولي على المساعدات الإنسانية وتفرض الرسوم المالية بغية الكسب المادي لأهداف عسكرية. وشدد أن على المنظمات الإنسانية الاستفادة من المعابر الأخرى الأكثر أمنا لضمان وصول المساعدات مثل ميناء عدن والمكلا والمخا أو التنسيق مع المملكة من خلال المركز للاستفادة من المعابر البرية. وفيما يتعلق بالمساعدات الطبية وتأخيرها، أكد الربيعة أن قوات التحالف والحكومة الشرعية اليمنية تقوم بدور كبير في تسهيل وصول تلك المساعدات لمستحقيها بأسرع وقت وتأمين الطرق وحماية العاملين من المنظمات الإنسانية، ولكن في المقابل تستهدف الميليشيات المسلحة تلك المساعدات وتنهبها مثل ما حصل منذ أيام قليلة من الاستيلاء على مستلزمات الغسيل الكلوي المتوجهة لمستشفيات تعز، وعلى الفور بادر المركز بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بتعويض المستلزمات التي نهبت؛ حرصا على حياة المواطن اليمني. وعن الصعوبات التي واجهت المركز في تقديم المساعدات في اليمن، بين د. الربيعة أن المركز بادر بالتعاون مع قوات التحالف ووزارة الدفاع السعودية بكسر حصار مدينة تعز من خلال الإسقاط الجوي للغذاء والدواء، كما استخدم الدواب عبر الطرق الوعرة لإيصال أسطوانات الأوكسجين للمناطق المحاصرة التي يصعب الوصول إليها. وأكد الربيعة أن التدهور الإنساني الأكثر هو في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون جراء تعنتهم بحجز المساعدات وحرمان الشعب اليمني من أبسط حقوقه لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الأطفال والأمهات. وبين أن المركز يقوم بتنفيذ برامج عديدة بالحديدة من خلال منظمات الأممالمتحدة ومؤسسات المجتمع المدني.