في وقت تواصل الميليشيات الانقلابية حصارها محافظة تعز اليمنية، قال المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله الربيعة، إن المركز استعان بطائرات التحالف لإسقاط إمدادات الغذاء والأدوية في المحافظة، كما تتم الاستعانة في بعض الأحيان بالدواب لنقل المساعدات في المناطق التي يصعب الوصول إليها. أكد المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله الربيعة، أن المركز استعان بطائرات التحالف لإسقاط إمدادات الغذاء والأدوية في محافظة تعز المحاصرة، لإبقاء المستشفيات الأربعة الرئيسية تعمل، وأنه في بعض الأحيان تم استخدام الدواب لنقل المساعدات، ومن بينها أسطوانات الأوكسجين، وذلك في المناطق المحاصرة التي يصعب الوصول إليها. وقال الدكتور الربيعة في المؤتمر الصحفي الذي عقده أول من أمس، في مقر البعثة الدائمة للمملكة لدى الاتحاد الأوربي بجنيف، إن المملكة توزع معونات في مختلف أنحاء اليمن، بما في ذلك المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون. وأجاب الدكتور الربيعة عن أسئلة الصحفيين مؤكدا أن المملكة تستضيف ما مجموعه 895.175 من اللاجئين الذين يعاملون كزائرين، منهم 603.833 ألف يمني و291.342 ألف سوري يمثلون ما نسبته 4.5% من عدد سكان المملكة، مؤكدا أن هناك صعوبة في إيصال المساعدات الإنسانية عبر ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه الميليشيات المسلحة الحوثية وتمنع وتستولي على المساعدات الإنسانية وتفرض الرسوم المالية بغية الكسب المادي لأهداف عسكرية. 124 مشروعا متنوعا تحدث الدكتور الربيعة عن جهود المركز الكبيرة لمساعدة الشعب اليمني بفئاته وأطيافه ومناطقه كافة، بما في ذلك المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، مبينا أن عدد المشروعات في اليمن بلغ 124 مشروعا في مجالات عدة شملت مساعدات إغاثية وإنسانية وإيوائية وبرامج الإصحاح البيئي ودعم برامج الزراعة والمياه بطرق احترافية، ووصل المركز لجميع أرجاء اليمن عبر 81 شريكا أمميا ومحليا، وتم التركيز على مشاريع الطفل والمرأة ودعم اللاجئين اليمنيين في جيبوتي والصومال. توفير البدائل كانت الحكومة اليمنية قد طالبت عبر وزير خارجيتها عبدالملك المخلافي، الأممالمتحدة بتغيير مسار ترحيل الإغاثة إلى محافظة تعز جنوب غرب البلاد، عبر المناطق الآمنة وفي مقدمتها ميناء عدن، لضمان استمرار وصول تلك المساعدات إلى المستحقين دون تأخير أو عراقيل. وأشارت إلى أنها وفرت بدائل وممرات آمنة بحرا وبرا لإيصال الإمدادات الإغاثية وتحديدا تلك المخصصة لمحافظة تعز القريبة منها، لافتة إلى أن هذه الممرات تتضمن منفذ عدن الذي يضم أربعة أرصفة قادرة على استقبال شحنات وسفن ضخمة، وهذه الأرصفة هي: رصيف ميناء المعلا التجاري، ورصيف ميناء الحاويات التابع للمنطقة الحرة، ورصيف الزيت في منطقة البريقة ورصيف التواهي السياحي. وحسب الحكومة فإن هذه الأرصفة الأربعة في منفذ عدن ترتبط بشبكة طرقات برية تصل إلى معظم المحافظات، وأقربها لحج وأبين وتعز والضالع والبيضاء وصولا إلى صنعاء. كما تضمنت البدائل التي أشارت إليها الحكومة كلا من ميناء المكلا في حضرموت، وميناء ميناء المخا في غرب تعز على البحر الأحمر، والميناء الجاف في مأرب، لافتة إلى أن هذه البدائل تمثل حلولا عملية للمنظمات الإغاثية لضمان وصول الإغاثة إلى كافة مناطق اليمن ومنع سطوة الميليشيات عليها أو مصادرتها. إشراف المجتمع الدولي كشف الناشط السياسي، بليغ المخلافي، في تصريح إلى «الوطن» أن الميليشيات تصادر أغلب المساعدات التي تصل إلى المحافظات والمناطق التي ما تزال تحت سيطرتها، وتقوم ببيعها والاستفادة من قيمتها في شراء الذمم والولاءات وتحشيد المناصرين لها، فيما تترك الناس يتضورون جوعا، مؤكدا أن محافظة الحديدة أبرز المحافظات المتضررة من المجاعة ونقص الأمن الغذائي الحاد، ومينائها يدر على الميليشيات الانقلابية أكثر من 200 مليار ريال شهريا. وطالب المجتمع الدولي بسرعة فرض خطة إغاثية وإجبار الميليشيات على التوقيع عليها والالتزام بها، على أن تعتمد الخطة في توزيع وإيصال المساعدات إلى مستحقيها، عبر طواقم دولية تحمل حصانة التنقل بين المحافظات والمناطق المتضررة. دعوة للانتفاضة دعا الكاتب والباحث السياسي الكويتي، محمد السبتي، أهالي المناطق غير المحررة إلى الاحتشاد والانتفاضة في وجه فساد الميليشيات الانقلابية، والدفاع عن حقهم في المساعدات الإنسانية والإغاثية، ومنع مصادرتها وبيعها، منوها إلى ضرورة مقاومتهم لصلف الميليشيات بشتى الوسائل المتاحة، سواء كانت إعلامية أو سياسية أو مقاومة على الميدان، ومؤكدا أن الميليشيات لا يمكن أن تتوقف عن هذا العبث حال استمر الأهالي في صمتهم.