أوضح المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله الربيعة، أن المملكة دأبت منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- على مشاركة العالم في إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، تماشيا مع الدين الإسلامي الذي لا يفرق بين أطياف وألوان وأديان وفئات المجتمع الدولي. جاء ذلك خلال ندوة «تطورات الوضع الراهن ومستقبل السلام في اليمن»، التي نظمها معهد العالم العربي بباريس أمس بمشاركة رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا الدكتور خالد العنقري، ووزير الإعلام اليمني معمر بن مطهر الأرياني، ومستشار وزير الدفاع، المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن اللواء أحمد عسيري، والأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات في مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبدالعزيز بن حمد العويشق، ومدير دائرة شمال إفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية جيروم بونافون، ومندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة السفير خالد اليماني، والسفير اليمني لدى فرنسا الدكتور رياض ياسين، والسفير اليمني لدى ألمانيا الدكتور يحيى محمد الشعيبي. المملكة تتقدم الداعمين أشار الدكتور الربيعة إلى أن المملكة كانت وما زالت في مقدمة الدول الداعمة للعمل الإنساني والتنموي في العالم، ويتسابق قادتها على تبني كل اللجان والحملات التي تسهم في رفع معاناة الإنسان أينما كان، كما يضرب الشعب السعودي مثلا يحتذى به في مبادراته ومشاركاته الإنسانية والإغاثية. وقال «نظرا لما يربط المملكة وجمهورية اليمن من علاقات الجوار واللغة والارتباط المجتمعي والتجاري وغيرها من الروابط الراسخة بين البلدين، فقد أثبتت المملكة على مر الزمن أنها في مقدمة الدول الداعمة لليمن، حكومة وشعبا، وعلى جميع المستويات، وها هي المملكة استنادا للروابط والتاريخ الحافل بحب ودعم اليمن، تشارك المجتمع العربي والدولي في إعادة الشرعية من خلال تطبيق قرارات الأممالمتحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومؤتمر الحوار الوطني». 124 برنامجا إغاثيا لليمن بين الربيعة أن إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية جاء تزامنا مع حملة إعادة الأمل في 13/ 5/ 2015، ليكون الذراع الإغاثية للمملكة، وهو ما استوجب أن يكون الاحتياج الإنساني للشعب اليمني في مقدمة أولويات المركز، بل استحوذ على ما يزيد على 65 % من أعمال المركز. وأفاد بأن المركز يعمل منذ إنشائه جنبا إلى جنب مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتخفيف معاناة الشعب اليمني في جميع مناطقه وفئاته، حيث نفذت المملكة من خلال المركز 124 برنامجا إغاثيا في مجالات الأمن الغذائي والإيواء والصحة والإصحاح البيئي والمياه وصحة الطفل والأم، والبرامج المجتمعية في جميع محافظات ومناطق اليمن شمالها وجنوبها. كما بادر المركز بدعم اللاجئين اليمنيين في المملكة والصومال وجيبوتي في مجالات الإيواء والصحة والرعاية. وذكر الربيعة أن المملكة استضافت 603 آلاف يمني جراء الأزمة في بلادهم، ويتمتعون بالرعاية الصحية، وفرص التعليم المجاني، ولم تهمل الاهتمام ببرامج التعليم، وإعادة تأهيل المرافق الصحية داخل اليمن. صعوبات وتحديات استعرض الدكتور الربيعة الصعوبات والتحديات التي تواجه المركز، ومنها تهديد حياة العاملين، أو تعرض القوافل الإغاثية للنهب والسلب من قبل الميليشيات الحوثية المسلحة، واستغلالها بعض الموانئ كالحديدة للكسب المادي من خلال فرض الرسوم على المساعدات الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية دون مراعاة أوضاع المواطن اليمني، الذي هو في أمس الحاجة لتلك المساعدات. وناشد المجتمع الدولي والإنساني حماية الجهد الإغاثي، وتسهيل وصول المساعدات لمحتاجيها، وتكثيف العمل والدعم من خلال برامج أكثر فاعلية، بعيدا عن أي دوافع أخرى. إيصال المساعدات أوضح الدكتور الربيعة أن المركز يؤكد للجميع حياديته وتطبيقه القانون الإنساني الدولي، ويثمن لشركائه في اليمن من منظمات الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية عملهم وإسهاماتهم وتبنيهم برامج المركز الريادية، وتقدير ما يواجهونه من عناء ومخاطر من قبل الميليشيات المسلحة، موضحا أن المركز لا يقف مكتوف الأيدي في مواجهة أعظم التحديات، حيث بادر بالتعاون مع قوات التحالف ووزارة الدفاع السعودية بكسر حصار مدينة تعز من خلال الإسقاط الجوي للغذاء والدواء، كما استخدم الدواب لإيصال أسطوانات الأوكسجين لمستشفيات تعز رغم كل الظروف والصعوبات حرصا على حياة وصحة الشعب اليمني الشقيق. لقاء مسؤولي المنظمات الفرنسية في شأن متصل، التقى الدكتور الربيعة في العاصمة الفرنسية باريس أول من أمس، المسؤولة عن منح الإدارة العليا في وكالة المعونة من أجل التعاون التقني والتنمية (ACTED) كامي شومان، ومدير البرامج في الوكالة أندريه كوماشيه، ومنسقة التمويل ومسؤولة الشراكات المؤسسية في منظمة أوكسفام ميكول بيكاسو، والمسؤول في منظمة كير الدولية فيليب ليفي كيو. وبحث الدكتور الربيعة معهم التنسيق المشترك لدعم الفئات الضعيفة والمتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية والاجتماعية في مختلف دول العالم، والعمل على تبادل الخبرات بين المركز وهذه المنظمات في مجال العمل الإنساني والإغاثي. وأطلعهم الربيعة على البرامج والأنشطة الإغاثية والإنسانية التي نفذها المركز في 37 دولة حول العالم، كما بحثوا عددا من الموضوعات التي تتعلق بالعمل الإغاثي والإنساني، وسبل التعاون المشترك لمساعدة الفئات الأكثر هشاشة، ومحاربة الفقر ودعم اللاجئين في الدول المنكوبة. صعوبات تواجه مركز الإغاثة - تهديد حياة العاملين - تعرض القوافل الإغاثية للنهب والسلب - فرض رسوم حوثية على المساعدات