تصاعدت حدة الغضب الأردني، الشعبي والرسمي، حيال إيران، فيما جاءت «مطالبة برلمانية» بطرد سفير طهران في العاصمة عمان مجتبى فردوسي بور كحلقة في سلسلة من الخطوات الرافضة لنهجها العدائي والعدواني في المنطقة. وهاجم البرلماني الأردني العريق النائب صالح العرموطي، في كلمة ألقاها بمجلس النواب، السياسات الإيرانية والتصريحات المسيئة للأردن، معتبرا أنها «تمس بالوطن والقيادة الأردنية». وقال النائب العرموطي، وهو نقيب المحامين الأردنيين السابق: إن «من واجب الحكومة طرد السفير الايراني من الأردن»، وذلك ردا على تطاول ايراني أعقب نشر مقابلة للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية. في المقابلة الصحفية، قال الملك الأردني: إن وجود الحرس الثوري على بعد 70 كم عن الحدود الأردنية «غير جيد بالنسبة لنا»، مؤكدا أن بلاده «لن تتهاون مع مجيء لاعبين آخرين، من تنظيمات وغيرهم، إلى الحدود الأردنية». واستعرض عبدالله الثاني، في المقابلة ذاتها، مسعى طهران إلى خلق «مجال استراتيجي» و«تواصل جغرافي»، يبدأ من إيران مرورا بالعراق وسوريا ووصولا إلى حزب الله في لبنان، لتكريس نفوذها في المنطقة، معتبرا أن «المنطقة تعيش مشكلات إستراتيجية، ولإيران علاقة بها». وكان وزير الإعلام الأردني د. محمد المومني قد رد على التصريحات الإيرانية بالقول إن «إيران ستكون أكثر قبولا، وأكثر ترحابا، إذا ما تعلم المسؤولون الإيرانيون ضبط ألسنتهم، وإغلاق أفواههم، وعدم التعدي». وزاد المومني «نحن دولة نتعامل بإيجابية مع مختلف دول العالم، لكن أن يتم الحديث بهذه الطريقة، وبهذا التطاول المعيب، فلا نقبله على الإطلاق، وسنتصرف ونرد على هذا الكلام بما يستحق». تصريحات وزير الإعلام الأردني اعقبت استدعاء وزارة الخارجية الأردنية سفير إيران في عمان، وإبلاغه «احتجاجاً شديد اللهجة»، وفق وصف بيان رسمي للوزارة تسلمت «اليوم» نسخة منه. بيان الخارجية الأردنية اعتبر «التصريحات الإيرانية، الصادرة عن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرفوضة ومدانة». وفي وقت لاحق، خرج العشرات من الأردنيين في تظاهرة احتجاجية، بمحافظة المفرق (شرق الأردن)، نددوا خلالها باستعداء إيران لبلادهم، متهمين ساسة طهران برعاية وقيادة الإرهاب في المنطقة والعالم. وأحرق المتظاهرون العلم الإيراني، وصورا لمرشد إيران علي خامنئي وعددا من القيادات السياسية والعسكرية الإيرانية، وقائد الحرس الثوري الإيراني، وداسوها بأقدامهم. في تعقيبه على تطور العلاقة الأردنية - الإيرانية، يقول السفير الأردني السابق في إيران د. بسام العموش إن «المشهد يحتمل تبعات متعددة، فالفعل يتبعه ردة فعل». لا يستبعد السفير العموش، في حديث ل «اليوم»، أن يعود الايرانيون إلى «ممارساتهم التاريخية» في «الاعتداء على البعثات الدبلوماسية»، كرد على المشهد الأردني الغاضب، مبينا أن هذا يعني «مزيدا من التدهور في العلاقات الأردنية - الإيرانية إلى مستويات أدنى مما هي عليه اليوم». الكلمات الدبلوماسية للعموش، اوضحها بطريقة مختلفة الخبير في الشؤون الإيرانية د. نبيل العتوم، مبينا -ل «اليوم»- أن «الايرانيين اعتادوا عدم احترام الأعراف الدبلوماسية». وقال العتوم إن «إيران دولة هوجاء، تدير العلاقات مع الدول بفقه العوام وأدواتهم، وهذا ظاهر في تاريخها الحديث»، معتبرا أن «طبيعة العلاقات الإيرانية مع الجوار العربي هي نتاج نهج وسياسات السلطات الإيرانية، التي أحالت بلادها إلى عدو في الذهنية الشعبية للمنطقة، كما هو الحال أيضا بالنسبة للذهنية الرسمية».