استدعى الأردن أمس سفيره في ايران، وطالبها باحترام سيادة الدول، والاستجابة للمسعى العربي بإقامة علاقات متوازنة ومتينة ترتكز الى مبادئ العلاقات الدولية والقانون الدولي. وقال وزير الاعلام الأردني د. محمد المومني، في بيان صحافي تسلمت «اليوم» نسخة منه: إن وزير الخارجية استدعى السفير الاردني لدى طهران للتشاور، على خلفية الاعتداءات الايرانية على السفارة السعودية في طهران، وفي أعقاب تنامي التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأشار الى أن «تصرفات الحكومة الإيرانية، ومواصلتها التدخل في شؤون الدول العربية، شكلت دافعاً قوياً لخطوة استدعاء السفير»، حيث خلصت الحكومة الأردنية، التي عقدت اجتماعاً أمس الاثنين بدار رئاسة الوزراء إلى «ضرورة اجراء وقفة تقييمية للعلاقات الاردنية – الايرانية، في ظل مختلف المعطيات والتطورات، استهلتها باستدعاء السفير الاردني لغايات التشاور»، الذي لم يوضح ما اذا كانت عمّان ستلجأ الى خطوات تصعيدية اخرى أم لا. ودعا الاردن، على لسان وزير الاعلام، السلطات الايرانية الى «احترام سيادة الدول، والاستجابة للمسعى العربي بإقامة علاقات متوازنة ومتينة ترتكز الى مبادئ العلاقات الدولية والقانون الدولي». ولفت وزيرالاعلام الأردني الى موقف الأردن من الاتفاق النووي الايراني، ومساندته للاتفاق على اعتبار أن يكون «مقدمة لتطوير وتعزيز العلاقات العربية - الإيرانية على اساس حسن الجوار ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والعمل المشترك لتعزيز الامن الإقليمي وتحقيق الاستقرار في منطقتنا، إلا أننا لم نلمس تحركاً ايجابياً، هذا رغم مطالبات مجلس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي». واستعرض وزيرالاعلام الأردني سلسلة المواقف التي اتخذتها بلاده في الرد على التجاوزات الإيرانية، مبينا أنها ادانت الاعتداء الايراني على السفارة السعودية في بيروت، واستدعت عشيتها سفير ايران في الاردن، وأبلغته احتجاج الاردن وادانته الشديدة لتلك الاعتداءات، وطالبته بتوقف بلاده الكامل عن التدخل في الشؤون العربية. وسبق للأردن تسجيل رفضه الدائم محاولات طهران فرض نفوذها في المنطقة، وحذر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني مرارا من خطورة هلال شيعي تسعى ايران الى تطويق المشرق العربي به، يمتد من طهران الى بيروت مرورا ببغداد ودمشق. وفي السياق، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأردني د. حازم قشوع، في تصريح للصحيفة، حول خطوة استدعاء السفير وتأثيرها على النظام العربي: إنها «خطوة في الاتجاه الصحيح، وتساهم في دعم الجهد السعودي الساعي الى اعادة الاعتبار للنظام العربي في المنطقة بعد الانهيارات التي اصابته». وآمل أن «يسهم الاجراء الاردني في ردع طهران، واعادتها الى رشدها، بعيدا عن محاولات الاستقواء على المنطقة التي كانت وما زالت عربية». وينظر الاردن بعين الريبة تجاه توسع نفوذ الميليشيات الايرانية في سورية والعراق، حيث تعتبره الدوائر الامنية الأردنية خطراً يوازي خطر التنظيمات الارهابية، فيما تقود المملكة العربية السعودية حربا ضروسا ضد التمدد الايراني في المنطقة، وتجاوزات طهران في العديد من الدول العربية. وبدوره، رحب الخبير في الشؤون الإيرانية د. نبيل العتوم بخطوة استدعاء السفيرالأردني من طهران، وقال: إنها «احتجاج أردني على السلوك الإيراني – الفارسي – الطائفي في المنطقة». واشار العتوم الى ان الاردن «تجنب قطع شعرة معاوية، وذلك للابقاء على القناة الاردنية في ايصال الرسائل السعودية والخليجية والعربية التي ترفض السلوك العدواني الإيراني، إلا أن طهران واظبت على ممارسة عدوانيتها»، لافتا النظر الى أن «السلوك المذهبي والطائفي - الفارسي الإيراني غير المسبوق في العراقوسوريا ولبنان واليمن، دفع الدول العربية الى اتخاذ خطوات ضرورية لردع المخاطر التي تهدد بها طهران المصالح العربية»، واستعرض «محاولات ايران المتواصلة مد نفوذها الى الداخل الأردني، وتحريك الخلايا النائمة، واستغلال منطقة جنوبسوريا للإخلال بأمن المملكة»، مشيرا الى «الهرطقات الايرانية» حول «مقاتلة الشيعة للسفياني، في توظيف مقيت للمذهب في الشأن السياسي». وتجنبت ايران، رغم توقيعها العديد من الاتفاقيات التعاونية مع الاردن، تنفيذ اي منها في الفترة الماضية، ساعية الى توظيفها في ممارسة الضغط السياسي على الاردن، وهو ما تنبهت له دوائر القرار الاردني مبكرا.