هناك أشخاص في حياتنا بذلوا الكثير من أجلنا وسهروا لراحتنا ولكننا ننشغل عنهم ولا نعرف قيمتهم إلا بعد أن نفتقدهم وخاصة الأب والأم والأجداد ومن هم في منزلتهم..أفنوا عمرهم وقوتهم في تحسين تربيتنا وتعليمنا والآن بعد مرور الزمن أصبحوا جالسين في بيوتهم غير قادرين على خدمة أنفسهم.. ضعفت قواتهم وأصبحوا بحاجة للرعاية والاهتمام.. والإنسان عند ما يتقدم في السن يحتاج لمعاملة خاصة إذ يغضب سريعا ويصبح في بعض الأحيان غير قادر على فهم مطالبه ويشعر بحساسية عند التعامل مع الآخرين وإنه ثقيل على من حوله ويصاب بالملل والوحدة والحزن، ولذلك فهو يحتاج إلى أشخاص يتعامل معهم بحب وحنان قادرين على فهم وتحمل تصرفاته وجعله يشعر بالراحة والآمان.. قال رسول الله صلى الله علية وسلم: (ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه). هناك أساليب كثيرة للتعامل مع كبار السن من خلال التواجد بقربهم للبحث عن كل ما يحبونه ويسعدهم فالبعض يحب مشاهدة مباريات كرة القدم أو القراءة أو الجلوس في الطبيعة أو ممارسة رياضة المشي أو تحضير بعض الوجبات المفضلة إليه، فحاول ان تشاركهم ذلك فهذا يجعلهم يشعرون بالسعادة كثيرا ويجب استشارتهم في بعض المواقف والأخذ بنصيحتهم وان كانت خاطئة لأن ذلك يجعلهم يشعرون بأن لهم دورا في حياتنا بالإضافة إلى أنهم يمتلكون نظرة جيدة للحكم على الأمور بحكمة ولديهم خبرة كبيرة في الحياة، فاستمع دائما إلى شكواهم والتخلص من الأمور المزعجة لديهم وارفع من روحهم المعنوية بسؤالهم عن ماضيهم وذكرياتهم والمواقف التي لم ينسوها ثم أنصت إليهم وعدم مقاطعتهم نهائيا ولعل من المهم تطييب نفوس المسنين وتقوية قلوبهم والعناية بنظافتهم إن لم يستطيعوا وتذكيرهم دائما بأوقات العبادات وقد يصاب كبير السن بالنسيان وتجده يتحدث عن موضوعات متكررة ولفترة طويلة ويقاطع الآخرين.. هذا أمر طبيعي لا تغضب منه ولا تعترض فهم يريدون الحديث والتعبير عما بداخلهم فقم بتنفيذ ما يطلبونه بقدر الإمكان. للدولة والمؤسسات المجتمعية دور كبير في تحسين حياة المسنين ودورهم في المجتمع من خلال التنسيق لنشاطات يشاركون بها سواء ترفيهية أو رياضية لكي يقضوا أوقات فراغهم دون ملل أو وحدة مما يحسن من حالتهم النفسية والصحية ودور الأسرة لتعليم الأولاد والأحفاد الصغار وتدريبهم على رعاية الوالدين ليصبحوا في المستقبل بارين بكبار السن ويظهرون الاحترام والتقدير لهم، فيبادر الأولاد بالسلام عليهم قبل غيرهم ويقبلون رؤوسهم وأيديهم لأنهم اعتادوا على هذه الأمور منذ الصغر، فضروري العناية بتربية النشء من مرحلة مبكرة على احترام كبار السن وتقديرهم وحسن معاملتهم قال الله سبحانه وتعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ). عزيزي... سوف تصبح واحدا منهم يوما ما فلا تبخل عليهم بكرمك وعطائك.