أعلنت الهيئة العليا للتفاوض رفضها لعمليات ترحيل يعتزم النظام وميليشياته المدعومة من نظام إيران، تنفيذها لتهجير أهالي بلدتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق. يأتي هذا مقابل إخلاء سكان مدينتي كفريا والفوعة وترحيلهم إلى ريف دمشق ليحلوا محل أهل البلدتين المحاصرتين من قبل قوات الأسد وميليشيات حزب الله اللبنانية. ودعت الهيئة المجتمع الدولي إلى وقف هذه الجريمة، معتبرة الأمر قراراً باطلاً يهدف لمزيد من التغيير الايدلوجي والديمجرافي؛ ويجب إلغاؤه. كما صنفت العملية في إطار خطة تصب في مصلحة إيران وميليشيا حزب الله للتغيير السكاني في سوريا، ومناقضة لقرارات الشرعية الدولية، من شأنها أن تؤدي إلى إثارة الفتن ومشاريع الحروب المفتوحة في المنطقة. ودعا بيان الهيئة العليا أيضا المجتمع الدولي لإدانة المشروع، الذي تقوده إيران بحق الشعب السوري، وخلص البيان إلى التشديد على أن سوريا لجميع السوريين من مختلف المكونات الدينية والطائفية والعرقية. تهديد إيران من جهته، أكد غاري كورين سفير الاحتلال الإسرائيلي لدى روسيا استعداد تل ابيب للإقدام على عملية عسكرية في سوريا ضد ميليشيا حزب الله اللبناني والقوى الأجنبية الموالية للاسد إذا شعرت بخطر حقيقي يتهددها من هناك. وفي حديث للصحفيين الروس، قال كورين: «النظام الإيراني كان مهتما على الدوام بدعم الأسد وميليشيات حزب الله واستغلالهما أداتين لتهديد المنطقة». وأضاف: «إذا شرعت إيران أو حزب الله وأي ميليشيا أخرى في تهديد أمننا، فإننا لن نقبل بهذا الأمر حينها وسوف نرد في أسرع وقت ممكن». وعلى صعيد الأنباء الصحفية، التي تحدثت عن نية النظام إتاحة أحد مرافئ سوريا أمام نظام إيران، اعتبر سفير سلطات الاحتلال «أن حصول طهران على مرفأ في سوريا، وتشييد قاعدة عسكرية بحرية لها هناك، لن يصب في صالح روسيا وبلاده على حد سواء». الموقف الأمريكي نقلت مصادر دبلوماسية عن المبعوث الأمميلسوريا ستيفان دي ميستورا أنه طلب من المعارضة السورية ضرورة قراءة الموقف الأمريكي، الذي ينص على أن الأولوية في سوريا هزيمة داعش وليس مصير الأسد. وبحسب مصادر دبلوماسية؛ ارسل المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا رسالة لأطراف المعارضة السورية، قال فيها «لا تطلبوا البحث في مصير الأسد». المبعوث الاممي ذكّر المعارضة بضرورة قراءة الموقف الأمريكي جيدا. وكان وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، قد صرح بأن مصير الأسد سيحدده الشعب السوري، وقد سبقه تصريح آخر للسفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة نيكي هيلي، التي كشفت أن أولوية بلادها لم تعد تركز على إسقاط نظام الأسد، رغم أنه يشكل عائقاً للحل. وهذا ما تبنّاه البيت الأبيض أيضاً، فيما ردت المعارضة السورية على موقف واشنطن بتجديد التأكيد عدم قبولها بأي دور مستقبلي للأسد. قافلة المهجرين إلى ذلك، وصلت أمس، قافلة المهجَّرين من مقاتلي وقاطني حي الوعر المحاصر بمدينة حمص، إلى محافظة إدلب، حيث أكدت مصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وصول عشرات الحافلات التي تحمل نحو 1900 من مقاتلي فصائل المعارضة وعوائلهم، إلى منطقة قرب بلدة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي، بعد أن كانت قد خرجت بعد ظهر السبت، من حي الوعر المحاصر من قبل قوات الأسد والميليشيات الإيرانية واللبنانية والعراقية الموالية له، حيث من المقرر أن يجري إيواؤهم في مخيم مخصص لهم قرب معرة مصرين، وتعد هذه أول دفعة تصل من حي الوعر إلى إدلب، فيما تعد ثالث دفعة يتم تهجيرها من الحي منذ بدء تطبيق الاتفاق. تواصل القصف اكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طيران النظام الحربي قصف فجر الأحد، مناطق في مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، ما أدى لاستشهاد مواطن وسقوط جرحى، أعقبه قصف من قبل النظام على المناطق ذاتها، فيما استشهدت مواطنة في قصف على منطقة الغسانية بريف جسر الشغور، كذلك قصفت طائرات حربية مناطق في سرمدا بريف إدلب الشمالي، ومناطق أخرى قرب بابسقا القريبة من الشريط الحدودي، فيما قتل عنصر من الميليشيات الموالية للنظام، جراء إصابته برصاص قناصة في بلدة الفوعة بريف إدلب الشمالي الشرقي، بينما ارتفع عدد الضربات التي نفذتها طائرات الأسد إلى 10 على الأقل، قبيل منتصف ليلة أمس الأول، على قريتي الكفير وبابسقا الواقعتين بريف إدلب الشمالي على الحدود مع لواء اسكندرون، التي استهدفت خلالها مقرات ومستودعات ومخازن أسلحة وذخيرة لفصائل المعارضة، إضافة لقصف طال مناطق في أطراف منطقة مخيم اليرموك جنوبدمشق، ترافق مع اشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام وميليشياته على محاور في أطراف المخيم.