تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، نظم معهد صناعة التشييد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أمس الأربعاء 2 جمادى الآخرة 1438ه، مؤتمره السنوي، الذي يستمر يومين، ويعقد تحت عنوان «نحو إنتاجية أفضل وجودة فاعلة»، وتشارك به مجموعة متميزة من القياديين في مجال صناعة التشييد على المستويين المحلي والعالمي. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف في كلمته في افتتاح المؤتمر أهمية صناعة التشييد في توفير فرص العمل لعدد كبير من التخصصات، ودورها المهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. وأضاف: إن تنظيم هذه المؤتمرات يؤكد أن جامعة الملك فهد تجاوزت دورها في توفير الخريجين المؤهلين في صناعة التشييد إلى إنتاج المعرفة وتجديدها وتطويرها في هذا القطاع الحيوي، وهذا ما بدا جليا في تنظيم هذا المؤتمر الذي يأتي مواكبة لتوجه المملكة نحو أهمية تعزيز مسيرة الاقتصاد من خلال رؤى بحثية متطورة تدرك أهمية هذه الصناعة. وقال: إن تنظيم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لهذا المؤتمر يؤكد امتلاكها رؤية بحثية متطورة تدرك أهمية صناعة التشييد في تعزيز مسيرة الاقتصاد الوطني، وذلك تماشيا مع حرص القيادة - رعاها الله - في تجاوز دور توفير الخريجين في المجال الصناعي إلى إنتاج المعرفة وتجديدها وتطويرها في كافة القطاعات. وأضاف: «تمكنت جامعتنا المتميزة ولله الحمد من التواصل مع المجتمع العلمي على مستوى العالم لتأصيل حركة بحثية نشطة تواجه التحديات التي يطرحها التقدم التقني المعاصر، وما إنشاء هذا المعهد الذي يعنى بصناعة التشييد إلا تأكيد على اهتمام الدولة بتحسين كفاءة الدورة الحيوية لمشاريع التشييد، ودعم هذه الصناعة الهامة والأساسية لعجلة التنمية». وأشار إلى أن المؤتمر يكتسب أهميته من توقيت انعقاده، فهو يعقد في وقت تزايدت فيه أهمية صناعة التشييد، التي أصبحت مؤشرا مهما على حركة الاقتصاد وتوجهاته، ومحددا أساسيا لقياس نمو أي مجتمع وتطوره، وبالتالي يصبح من المهم إلقاء الضوء على التحديات التي تواجهها هذه الصناعة من خلال قياس وضعها الراهن وتطوير رؤية علمية لاستشراف مستقبلها، والبحث مع جميع عناصرها لإيجاد حلول لتحسين مستواها، وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي. وقال: إن قطاع التشييد والبناء حقق طفرة نوعية كبيرة في ظل النهضة الحضارية الشاملة، التي تعيشها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - كما أدى تزايد مشاريع البنية التحتية التي يتم تنفيذها لتوسيع القاعدة الاقتصادية وتنويعها إلى تزايد الطلب على منتجات البناء والتشييد ومن ثم تزايدت أهمية هذا القطاع الحيوي. وهو ما يضع هذا المؤتمر أمام مسؤولية كبيرة في زيادة كفاءة أداء قطاع البناء والتشييد، وتوجيه جهود البحث العلمي لضمان السلامة الإنشائية، وحل المشكلات التي تعترض تطوير قطاع التشييد. وأضاف: «نعول كثيرا على هذا المؤتمر أن يخرج بتوصيات مفيدة تطور هذا القطاع الحيوي». وفي ختام حديثه وجه سموه الشكر إلى مدير الجامعة د. خالد بن صالح السلطان وأسرة الجامعة على جهودهم في الارتقاء بأداء الجامعة، وشكر اللجنة المنظمة للمؤتمر، وضيوفه من الباحثين والخبراء، وقال: «آمل أن يحقق هذا المؤتمر أهدافه المرجوة في تطوير صناعة التشييد، وتوفير حلول للمشكلات التي تواجهها هذه الصناعة، باعتبارها من أهم الصناعات التي نعول عليها كثيرا». من جانبه، أعرب مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. خالد بن صالح السلطان عن اعتزازه - وكافة منسوبي الجامعة - بهذه الرعاية الكريمة. وقال في كلمته: إن المؤتمر يحظى برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وتشارك به مجموعة متميزة من القياديين في مجال صناعة التشييد على المستويين المحلي والعالمي، يجتمعون، تحت سقف واحد، لمناقشة أفضل السبل والممارسات العملية المتبعة والفاعلة في زيادة الإنتاجية وضبط الجودة في المشاريع الهندسية، ويهدف إلى تعزيز دور البحث والتطوير في أداء عناصر صناعة التشييد، باعتبارها صناعة وطنية لها دورها الكبير في خدمة الاقتصاد السعودي. وأكد أن الجامعة اختارت أن تكون شريكا فاعلا في كل القضايا التي تعزز مسيرة العمل التنموي، كما رأت أن دورها الناجح على صعيد التعليم ورفد قطاعات المجتمع بمتخصصين في صناعة التشييد. وشدد على أهمية صناعة التشييد باعتبارها من أهم الصناعات في المملكة، وما يتبع ذلك من ضرورة تحسين صناعة التشييد وتنظيم عملية إجراء البحوث فيها. وأشار إلى أن هذا المؤتمر يعقد استجابة لاحتياجات حقيقية، أهمها ما يشهده قطاع التشييد من توسع متزايد يستلزم إدارة مشاريع التشييد واستثماراته بطرق علمية حديثة. بدوره أكد المهندس أمين بن حسن الناصر رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين أن صناعة التشييد موضوع مهم لأنه يتعلق بصناعة كبيرة تؤثر على أعمالنا في جميع القطاعات، وتشكل البيئة التي نعيش فيها، ولها تأثير على الوطن والعالم. وأشاد باختيار الجامعة «الإنتاجية وإدارة الجودة» عنوانا للمؤتمر لافتا إلى أن الفترة الأخيرة ومع هطول الأمطار في المملكة دارت الكثير من الأحاديث حول معايير الجودة في صناعة البناء. وأوضح أن صناعة التشييد تتضمن عناصرُها الثلاثة وهي التصاميم الهندسية، وتوريد المواد والمعدات، والأعمال الإنشائية مشيرا إلى أن صناعة التشييد لعبت دورا حيويا على النطاق العالمي في التنمية الاقتصادية. وقال: إن برامج التنمية الوطنية في المملكة خلال الأربعين سنة الأخيرة لم تكن ستتحقق لولا الدور الذي لعبته صناعة التشييد بكافة أطرافها وعناصرها. وإذا نظرنا للمستقبل من خلال رؤية المملكة 2030، بأبعادها الطموحة، واستثماراتها الهائلة، فلا بد لصناعة التشييد الوطنية في المملكة أن تسارع الخطى لتحقيق الآمال المعقودة عليها. وتابع: «مع تزايد النمو السكاني على مستوى العالم، وزيادة نسبة انتقال السكان من القرى إلى المدن فإن أهمية هذه الصناعة في تزايد مستمر». وبين أنه بالنظر إلى حجم الاستثمارات المتوقع في قطاع واحد وهو قطاع الزيت والغاز العالمي، فإن حجم الاستثمار سيتجاوز 30 تريليون دولار بحلول العام 2050. وهذه التوجهات تخلق بطبيعة الحال فرص نمو إيجابية ومتصاعدة لصناعة التشييد. وقال: إن من أهم التحديات التي تواجه صناعة التشييد هو التحدي المرتبط بتوطين هذه الصناعة وزيادة محتواها المحلي ليس فقط في السعودة بل أيضا في تصنيع المواد. فنسبة العاملين السعوديين في تلك الصناعة منخفضة جدا، كما أن نسبة المؤسسات الوطنية القادرة على تطوير مشاريع عملاقة ومعقدة لا تزال أقل بكثير من المستوى المأمول. ويتضمن برنامج المؤتمر عرضا عن معهد صناعة التشييد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، يقدمه الدكتور علي شاش أستاذ هندسة وإدارة التشييد مدير معهد صناعة التشييد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، فيما يقدم مدير معهد صناعة التشييد والبناء بجامعة تكساس بالولاياتالمتحدةالأمريكية، المتحدث الرئيس الدكتور ستيفن مولفا محاضرة حول نظام التشغيل بمعهد صناعة التشييد والبناء، مخطط رأس المال لصناعة المشروعات. ويقدم السيد أحمد البلوي المدير العام بمكتب إدارة المشاريع الوطنية، وزارة التخطيط، عرضا عن المكتب ويقدم د. بامبانغ تريغينارسيا الأستاذ المشارك بقسم هندسة التشييد والبناء بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، محاضرة عن مجموعة أبحاث معهد صناعة التشييد والبناء: تطوير نظام إدارة الجودة لشركات التشييد والبناء في المملكة. ويقدم السيد سايموس توماس مدير الصحة والسلامة والبيئة وضمان الجودة ومراقبة الجودة، محاضرة عن مراقبة الجودة، ويقدم السيد يحيى أبو شال مدير إدارة التفتيش، أرامكو السعودية، محاضرة عن جودة التشييد والبناء. كما يتضمن البرنامج جلسة نقاش: البحث والتطوير في صناعة التشييد والبناء، يرأسها الدكتور ستيفن مولفا مدير معهد صناعة التشييد والبناء، جامعة تكساس، الولاياتالمتحدةالأمريكية ويشارك بها الدكتور علي شاش، أستاذ هندسة وإدارة التشييد بالجامعة، مدير معهد صناعة التشييد، السيد جورجس شاهين، مدير المشاريع، قسم هندسة المشاريع، وأسامة العفالق، المدير التنفيذي ورئيس الهيئة السعودية للمقاولين، الدكتور عودة الجيوسي، رئيس إدارة التكنولوجيا والابتكار، جامعة الخليج، مملكة البحرين. كما يقدم الدكتور إحسان بو حليقة المستشار الرئيسي، محاضرة عن تأثير برنامج التحول الوطني ورؤية 2030 على قطاع التشييد والبناء السعودي. ويتضمن برنامج اليوم الثاني محاضرات عن الابتكار في المباني الخضراء: نحو بناء أخضر مزدهر يقدمها الدكتور عودة الجيوسي رئيس إدارة التكنولوجيا والابتكار، جامعة الخليج، مملكة البحرين، وكيف يمكننا بناء وتشييد مستقبلنا بثقة؟ يقدمها المهندس ثابت آل سويد، أمين عام هيئة المقاولين السعوديين،، إصلاح وترميم البناء في المملكة يقدمها المهندس جورجس شاهين مدير المشاريع، قسم هندسة المشاريع، مجالس التدريب القطاعية يقدمها الدكتور مازن الروقي مستشار وزير العمل والتنمية الاجتماعية، والمشرف العام على رصد العمالة الوطنية، وقياس الإنتاجية وعمل التقديرات والتحليل في موقع المشروع يقدمها المتحدث الرئيس الدكتور أسامة مصيلحي أستاذ قسم البناء والتشييد المدني والهندسة البيئية، جامعة كونكورديا، مونتريال، كندا، تسهيل النجاح من خلال التعاون يقدمها المتحدث الرئيس السيد فهد الهلال نائب الرئيس للمشاريع، شركة أرامكو السعودية، تعزيز جودة مكاتب التصميم وفقا للمجلس السعودي بشأن استراتيجية تحول المهندسين يقدمها الدكتور مهدي آل سليمان عضو مجلس الإدارة، الهيئة السعودية للمهندسين، ومجموعة أبحاث معهد صناعة التشييد والبناء: معايير الإنتاجية في صناعة البناء في المملكة، يقدمها الدكتور صالح دفوعة أستاذ الهندسة الصناعية وهندسة الأنظمة، قسم الهندسة الصناعية، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وإنتاجية البناء والتشييد يقدمها عبدالرحمن عبدي مشرف وحدة ممارسات القيمة، قسم مكتب إدارة المشاريع، أرامكو السعودية، وإدارة المشاريع الانسيابية يقدمها السيد سيرج مارشليان نائب الرئيس، قسم مراقبة الجدولة والتكاليف، كما يتضمن البرنامج جلسة نقاش: تحسين الإنتاجية يرأسها الدكتور أسامة مصيلحي أستاذ دكتوراه في هندسة المشروعات وأستاذ قسم البناء والتشييد المدني والهندسة البيئية، جامعة كونكورديا، مونتريال، كندا ويحاضر بها عبدالرحمن عبدي، مشرف وحدة ممارسات القيمة، قسم مكتب إدارة المشاريع، أرامكو السعودية، المملكة العربية السعودية، معالي الدكتور خالد بوبشيت، عضو هيئة تدريس سابقا، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، المملكة العربية السعودية، السيد سيرج مارشليان، نائب الرئيس، قسم مراقبة الجدولة والتكاليف. الجدير بالذكر أن معهد صناعة التشييد يهدف إلى تحسين صناعة التشييد بالمملكة، وإعداد الدراسات والأبحاث وتقديمها للأطراف المعنية في حقل التشييد للاستفادة منها. سمو الأمير سعود بن نايف خلال إلقائه كلمته سموه يتسلم درعًا تذكارية من جامعة الملك فهد للبترول تكريم أرامكو السعودية تكريم غرفة الشرقية تكريم معهد صناعة التشييد تكريم هيئة المهندسين العبد الكريم وم. الناصر والعطيشان نسبة السعودة في صناعة التشييد قليلة وسنحرص على زيادتها كشف رئيس أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر ل«اليوم»، أن نسبة السعودة في صناعة التشييد قليلة جدًا وسنحرص على زيادتها بالإضافة إلى تكوين صناعات في المملكة. وقال الناصر إن صناعة التشييد في الوقت الحالي لا ترتقي إلى ما نطمح إليه الآن وسوف تتطور خلال السنوات القادمة من خلال التصنيع المحلي وكذلك من خلال سعودة الوظائف واحداث وظائف نوعية للشباب السعودي، ونسبة السعودة في صناعة التشييد قليلة جدًا وسنحرص على زيادتها بالإضافة إلى تكوين صناعات في المملكة. وذكر الناصر أن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية للمؤتمر نفتخر بها ونعتز، ومشاركة أرامكو من خلال دعمها لمعهد التشييد شيء مهم واساسي ولا يوجد شك في أنه مهم لأرامكو توطين الصناعة عن طريق تصنيع المواد داخل المملكة وعن طريق توطين الوظائف. م. الناصر ود. السلطان خلال حديثهما ل (اليوم) تطلعات للخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ ودعم قطاع التشييد كشف مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد السلطان ل«اليوم»، أن صناعة التشييد لم تعط حقها في البحث والتطوير والدراسات، لأن هناك مشاكل في الجودة والفعالية، وكذلك الكفاءة، ونأمل من خلال مؤتمر صناعة التشييد، تحت عنوان «نحو إنتاجية أفضل وجودة فاعلة»، ومن خلال المتحدثين المحليين والعالميين الذين لهم باع طويل في هذا الأمر، أن نناقش هذه القضايا كلها ونخرج بتوصيات تنفذ، لأن المشاركين في هذا المؤتمر العديد من الأكاديميين والممارسين والمقاولين وملاك ومطورين وجميعهم بإذن الله سيستفيدون مما يطرح، كما ان صناعة التشييد في المملكة صناعة مهمة، ورافدة للاقتصاد الوطني، وبنفس الوقت صناعة مهمة في التوطين وفي المحتوى المحلي من الناحية المحلية. وأضاف السلطان إننا نخرّج منذ فترة مهندسين مدنيين ومعماريين، وكذلك ماجستير في إدارة وهندسة التشييد، وكثير من الداعمين لهم، لكن معهد صناعة التشييد المعول فيه ليس تخريج طلاب بقدر ما هو للدراسات والبحوث في صناعة التشييد. وأشار السلطان الى أن معهد التشييد قائم بناء على الشراكات، فمجموعة من الملاك والمقاولين سيكونون اعضاء دائمين في المعهد، بحيث يدعمون وبنفس الوقت يستفيدون من دراساتهم ونتائجهم.