يستشف من الحوار الذي أجرته «اليوم»، مع أحد الباحثين الأكاديميين بجامعة «كولورادو ميسا»، والمتخصص في العلاقات الدولية والسياسة المقارنة والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، أن العلاقات السعودية - الأمريكية سوف تستمر بين المملكة والولاياتالمتحدة في عهد الرئيس الأمريكي الجديد، وأن التعاون سوف يزداد بين البلدين الصديقين لا سيما في المجالات العسكرية والاقتصادية. ووفقا لما أجمعت عليه وسائل الإعلام الدولية والمهتمون بالشأن السياسي الأمريكي، فإن العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين سوف تستمر وتزداد نموا وتصاعدا لما فيه تحقيق أقصى المصالح المشتركة بين البلدين، لا سيما في المجالات الاقتصادية والعسكرية والتجارية، وهو أمر تتضح معالمه في سائر وسائل الإعلام الأمريكية وغيرها من الوسائل في دول أخرى. ويتضح من قراءة فاحصة لتلك الوسائل، أن الرئيس الأمريكي الجديد سوف يحافظ على علاقاته الإستراتيجية مع المملكة، ومن المعروف أن العلاقات بين البلدين تزداد رسوخا وقوة منذ الشروع في رسم بداياتها الأولى، في ظل اللقاء التاريخي الشهير الذي جمع مؤسس كيان المملكة الشامخ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن- يرحمه الله- والرئيس الأمريكي روزفلت وقتذاك، فمنذ ذلك اللقاء والعلاقات بين البلدين الصديقين في نمو متزايد وملحوظ. زيادة المساعدات العسكرية للمملكة ودعم مجالات التعاون بين البلدين الصديقين هما البارزان في عهد الرئيس الأمريكي الجديد، ويهم المملكة وهي تتطلع إلى تحقيق رؤيتها الطموح 2030 أن تعمق علاقاتها مع الولاياتالمتحدة، وهذا ما انعكس جليا أثناء الزيارة التي قام بها مؤخرا للولايات المتحدة سمو ولي ولي العهد، حيث أبرم خلال زيارته سلسلة من الشراكات مع كبريات المؤسسات الأمريكية الصناعية الكبرى. ولعل ما يبرهن على استمرارية تلك العلاقات القوية بين البلدين، هو استبعاد الرئيس الأمريكي الجديد المملكة من الخطوة التي اتخذها مؤخرا من حظر السفر والهجرة من بعض الدول الإسلامية، وهو استبعاد يمثل خطوة حكيمة، من شأنها أن تعمق العلاقات بين البلدين الصديقين، وتشير تلك الخطوة إلى التمسك بالتعاون السعودي - الأمريكي وتجذيره وتفريعه في مختلف المجالات والميادين. إن استمرار العلاقات الإستراتيجية وزيادة التعاون العسكري والاقتصادي بين المملكة والولاياتالمتحدة، ودعم المصالح التجارية بينهما هو حصيلة لعلاقات تاريخية قديمة، تتجدد باستمرار في ظل الرئاسات الأمريكية المتعاقبة، بما يؤكد اهتمام البلدين الصديقين بتجذير تلك العلاقات وتنميتها وتسريع وتيرتها لما فيه تحقيق المصالح المشتركة بينهما، ولما فيه تحقيق أقصى أهداف وغايات الرفاهية لأبناء البلدين الصديقين.