تجيء الزيارة الحالية التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للولايات المتحدةالأمريكية في إطار تعميق وتمتين العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين الصديقين والتي بدأت منذ نحو 85 عاما أثناء اجتماع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن- يرحمه الله- بالرئيس الأمريكي روزفلت وقتذاك. هذه العلاقات المتنامية تزداد رسوخا يوما بعد يوم في عدة مجالات ما زالت تعود على البلدين الصديقين بمكتسبات واضحة، ولا شك أن زيارة سموه الحالية تأتي انطلاقا من ترسيخ التعاون في شتى المجالات لاسيما المجال الاقتصادي، حيث يهم المملكة أن تدشن التعاون في هذا المجال بعد إطلاق رؤيتها 2030 التي تتطلب التعاون مع كافة الدول الصديقة الكبرى في سائر المشروعات التي تعود على المملكة وتلك البلدان بمنافع ومصالح مشتركة. لقد دأبت المملكة على دعم علاقاتها مع الولاياتالمتحدة منذ عهد المؤسس وحتى اليوم داخل أطر واضحة من الاحترام المتبادل والتعاون بما حقق وما زال يحقق الكثير من المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين، فاذا كان هذا التعاون بدأ منذ زمن بعيد وتحديدا عند اكتشاف النفط بالمملكة فان الأبعاد التنموية التي تضمنتها رؤية المملكة سوف تؤدي لعقد سلسلة من الشراكات المثمرة بينها وبين الولاياتالمتحدة. العلاقات الثنائية بين البلدين لها امتدادات تاريخية حيث إن اجتماع المؤسس بالرئيس روزفلت يعد نقطة تحول هامة وحيوية في انتقال العلاقات الى مرحلة يمكن تسميتها بالتحالف الاستراتيجي في مختلف المجالات والميادين، وهذا ما يبدو واضحا للعيان منذ بداية تلك العلاقات، وقد أدى ذلك الى تسخير تلك العلاقات الى ما فيه تلبية المصالح الوطنية مع كافة دول العالم لما فيه دعم مصالح المملكة ومصالح الأمتين العربية والاسلامية. زيارة سمو ولي ولي العهد تأتي في خضم ما تتطلع اليه المملكة من طموحات مستقبلية سوف تؤدي الى ظهور مرحلة اقتصادية جديدة هامة، وهو أمر يقتضي التعاون الوثيق بين المملكة والولاياتالمتحدة لانشاء جسور جديدة من التعاونيات بين البلدين لما فيه تحقيق تلك الطموحات من جانب، ولما فيه تحقيق أكبر قدر من المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين من جانب آخر. ولا شك أن دعم مسيرة العلاقات السعودية الأمريكية تجلى بوضوح من خلال الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- للولايات المتحدة في الحادي عشر من ابريل 2012م وهي زيارة جمعته بنظيره الأمريكي وتجددت بعدها أبعاد تعزيز التعاون بين البلدين في شتى المجالات بما يخدم المصالح المشتركة القائمة بين المملكة والولاياتالمتحدة. ثمة تاريخ ممتد من الزيارات التي قام بها قادة المملكة للولايات المتحدة والتي قام بها رؤساء أمريكا للمملكة في سبيل الوصول الى أفضل وأمثل العلاقات بين البلدين، وزيارة سمو ولي ولي العهد لهذا البلد الصديق تؤكد أهمية التنسيق والتعاون في مجالات عديدة على رأسها تعزيز التعاون في مجالات الأمن ومكافحة الارهاب وفي شؤون الدفاع، وكذلك ما يتعلق بالشأن الاقتصادي بين المملكة والولاياتالمتحدة.