قتل 48 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين السبت بانفجار صهريج مفخخ في مدينة أعزاز في شمال سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. في وقت تواصلت فيه الاشتباكات ليل الجمعة والسبت في وادي بردى حيث قتل تسعة أشخاص بينهم سبعة من قوات النظام بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. فيما أفاد المرصد السوري أن تركيا أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى منطقة «الباب» في ما يبدو أنه تحضير لبدء عملية عسكرية في المنطقة. وأشار المرصد إلى أن «غالبية قتلى انفجار أعزاز من المدنيين، وبينهم ستة من الفصائل، وجثث متفحمة لم يتم التعرف عليها» جراء التفجير الذي وقع في منطقة المحكمة الشرعية أمام سوق في المدينة الواقعة في شمال محافظة حلب على الحدود التركية. وكانت حصيلة سابقة للمصدر نفسه أفادت بمقتل 19 شخصا على الأقل. وتشهد مدينة أعزاز، التي تعد ابرز معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حلب، بين الحين والآخر تفجيرات بسيارات مفخخة، تبنى بعضها تنظيم داعش. وقال المحامي أسامة مرعي المتواجد في المكان لوكالة فرانس برس: إن «الانفجار استهدف المحكمة الشرعية في أعزاز»، متهما «تنظيم داعش الإرهابي» بالوقوف وراء الهجوم. وأظهر فيديو لمكان التفجير تصاعد أعمدة الدخان، وتناثر الحطام في الشوارع. كما شوهدت سيارات الإطفاء والدفاع المدني المحلي في المكان، إضافة إلى جرافات تحاول رفع الأنقاض. وهذا التفجير الذي يعد من الأكثر دموية في أعزاز، يأتي ضمن سلسلة هجمات تعرضت لها المنطقة خلال الأشهر الأخيرة. ففي 17 نوفمبر، قتل 25 شخصا في انفجار سيارة مفخخة استهدف أحد مقار حركة نور الدين زنكي المعارضة في مدينة اعزاز، وفق ما افادت الحركة، متهمة تنظيم داعش بالوقوف وراء الهجوم. في 14 أكتوبر، قتل 17 شخصا على الاقل غالبيتهم من فصائل المعارضة المسلحة في انفجار سيارة مفخخة عند نقطة تفتيش تابعة لتلك الفصائل قرب أعزاز. ويأتي التفجير فيما تتواصل الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ قبل أكثر من أسبوع في سوريا، برعاية روسية تركية. ¿ اشتباكات وعلى صعيد متصل أسفرت اشتباكات عن سقوط قتلى، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ورغم استمرار الهدنة الهشة التي دخلت حيز التنفيذ قبل أكثر من أسبوع بموجب اتفاق روسي تركي، تواصلت الاشتباكات ليل الجمعة والسبت في وادي بردى حيث قتل تسعة أشخاص بينهم سبعة من قوات النظام بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت. ويشهد وادي بردى منذ 20 ديسمبر معارك مستمرة بين الطرفين، اثر بدء قوات النظام وميليشياته هجوما للسيطرة على المنطقة التي تمد سكان دمشق بالمياه. وأشارت وكالات أنباء إلى أنه تم الاتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار يتيح دخول فرق صيانة الى وادي بردى لإصلاح عطب مصدر مياه العاصمة، رغم أن عملية الإصلاح قد تستغرق أياما عدة. غير أن الهدنة انتهكت مرارا بفعل القتال الدائر في منطقة وادي بردى. وتسببت المعارك وفق المرصد بتضرر احدى مضخات المياه الرئيسية ما ادى الى قطع المياه عن العاصمة منذ اكثر من اسبوعين. وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن قطع المياه، في وقت شددت الاممالمتحدة على ان اعمال التخريب والحرمان من المياه تعد «جرائم حرب». وقالت الأممالمتحدة الخميس إن «في دمشق وحدها 5,5 مليون شخص حرموا من المياه او تلقوا كميات اقل لان موارد وادي بردى غير قابلة للاستخدام بسبب المعارك او اعمال التخريب او الاثنين معا». روسياوتركيا عملتا بشكل وثيق حيال النزاع السوري، وتوصلتا إلى اتفاق الشهر الماضي يتيح للمدنيين والمقاتلين مغادرة حلب في شمال البلاد. وتسعى موسكو وأنقرة من خلال الهدنة إلى تمهيد الطريق أمام محادثات سلام مرتقبة الشهر الحالي في عاصمة كازاخستان. لكن المعارك في وادي بردى دفعت الفصائل إلى تجميد أي محادثات تحضيرية للقاء آستانا، متحدثة عن «خروقات» للهدنة من قبل النظام. وتتدخل موسكو وأنقرة عسكريا في سوريا، حيث بدأت تركيا عملية «درع الفرات» في أغسطس ضد تنظيم داعش والمتمردين الأكراد على حد سواء. وبعد استعادة بلدات عدة من التنظيم الإرهابي، تركز القوات التركية وحلفاؤها السوريون على منطقة الباب، معقل الإرهابيين في محافظة حلب. وقال المرصد السوري السبت إن تركيا أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة في ما يبدو أنه تحضير لبدء عملية عسكرية في الباب. ¿ تقدم لقوات سوريا الديمقراطية وفي الشمال، أحرزت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف عربي كردي تدعمه واشنطن، تقدما في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في إطار عمليتها الرامية للدخول إلى معقل الإرهابيين في الرقة. وأشار المرصد السوري إلى أن تلك القوات أصبحت على مسافة قريبة من سد الفرات في الريف الشمالي لمدينة الطبقة في غرب الرقة. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: إن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من «التقدم والسيطرة على آخر قرية تفصلها عن السد. لم يعد أمامها إلا أربعة كيلومترات من الأراضي الفارغة». وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية الجمعة على قلعة جعبر الأثرية التي تشرف على أكبر سجن يديره تنظيم داعش قرب سد الفرات. ويسيطر التنظيم منذ العام 2014 على محافظة الرقة. ويقع سد الفرات الذي تشرف عليه القلعة وفق المرصد، على بعد 500 متر من مدينة الطبقة الاستراتيجية، التي تعد مركز ثقل أمني للتنظيم في سوريا ويقيم فيها أبرز قادته. كما يبعد نحو خمسين كيلومترا عن مدينة الرقة.