خرقت ميليشيات الحرس الثوري الإرهابي الإيراني، الهدنة في عدة مناطق من سوريا، منها ريفا دمشق وحلب وخسرت أحد قادتها في المواجهات، وهو اللواء «غلام علي قلي زادة». وأفادت وكالة «فارس» الأحد بأن «قلي زادة» وهو من قادة الحرس الثوري، ومن المشاركين في الحرب العراقية - الإيرانية، قتل أثناء تجدد اشتباكات مع فصائل المعارضة السورية. من جهته، أصدر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بياناً قال فيه: إن «قوات الحرس وميليشياتها وقوات النظام السوري» استمرت بهجماتها على منطقة «وادي بردى» شمال شرقي دمشق يومي الخميس والجمعة في محاولة منهم لإعادة الحرب، حسبما جاء ب«العربية». وأكد المجلس أن «قوات الحرس ولتبرير هجماتها تدعي أن المنطقة والمعارضة المسلحة المنتشرة فيها لا تعد ضمن حدود وقف إطلاق النار، بينما توافق إطلاق النار يشمل أيضاً هذه المنطقة التي يقطن فيها 100 ألف نسمة، وأن القوات المسلحة الموجودة فيها، هي قوات محلية تنضوي تحت لواء الجيش الحر». وحسب البيان، تنوي ميليشيات الحرس وجيش الأسد استهداف الأهالي بإلقاء القنابل والقصف العنيف لإجبارهم على «النزوح القسري وتغيير ديمغرافية السكان في ريف دمشق». وأشار بيان المجلس إلى أن «أهم مقر تجمع لميليشيات الحرس في سوريا هو ثكنة «الشيباني» بجوار وادي بردى، وأن موقع المواجهات وخرق وقف إطلاق النار من قبل قوات الحرس يبعد عن الثكنة بمسافة قريبة». وحسب البيان، فإن أجزاء من منطقة وادي بردى تسيطر عليها منذ فترة طويلة قوات الحرس والميليشيات، وأن قيادة الحرس تقوم بتوزيع الميليشيات الأفغانية من هذه الثكنة الى مناطق مختلفة في سوريا. وكانت لجنة الأمن في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قد كشفت في وقت سابق أن «قوات الحرس الإرهابي الإيراني استلمت من جيش الأسد معسكر الشيباني الكبير الواقع بين مدينتي دمشق والزبداني، حيث كان يستقر حرس رئاسة الجمهورية سابقاً وسمته (معسكر الإمام الحسين) وهناك عدة آلاف من عناصر لواء المغاوير لفرقة 19 فجر لفيلق محافظة فارس وميليشيات فاطميون وحزب الله اللبناني يستقرون في هذا المعسكر، حيث يتولون أيضاً دور قوات احتياط للدفاع عن قصر الأسد». وحسب معلومات المجلس، فإن مهمة لواء المغاوير لفرقة 19 فجر هي حماية القصر الرئاسي لبشار، وكذلك منع قوات الجيش الحر المستقرة في الزبداني. وعلى صعيد منفصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسلحون من المعارضة: إن طائرات حربية تابعة لنظام الأسد وجهت عدة ضربات جوية فيما تواصلت اشتباكات على مستوى منخفض في بعض المناطق الأحد، إلا أن وقفا لإطلاق النار مدعوما من روسيا وتركيا صمد بشكل عام في مناطق أخرى في يومه الثالث. وقال المرصد: إن الطائرات قصفت قرى «كفركار والمنطار وبنان» في ريف حلب الجنوبي. وأضاف المرصد: إن قوات الأسد تقدمت أيضا خلال الليل ضد مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق وسيطرت على عشر مزارع قرب بلدة دوما. لكن مناطق أخرى ساد فيها الهدوء ولم تنفذ جماعات المعارضة تهديدات أعلنتها السبت بالتخلي عن الهدنة بالكامل حال استمرار انتهاكات النظام؛ لها ما عزز الآمال بشأن إمكانية إنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ست سنوات. وتعكس الهدنة الأخيرة - وهو أول اتفاق لا تشارك فيه الولاياتالمتحدة أو الأممالمتحدة - نمو نفوذ روسيا الدبلوماسي بعد حملتها الجوية التي ساعدت قوات الحكومة السورية على استعادة مدينة حلب في شمال البلاد الشهر الماضي.