حضت فصائل سورية معارضة كلاً من موسكو وأنقرة راعيي اتفاق وقف النار للضغط على طهرانودمشق لوقف العمليات القتالية في ريف دمشق وخروق الهدنة الهشة في يومها الثالث، وسط أنباء عن نزوح مئات المدنيين من مناطق القصف في وادي بردى. ونفت الفصائل وجود عناصر ل «فتح الشام» (النصرة سابقاً) في مناطق تعرضت لقصف يوم أمس. وأفادت مصادر موالية لدمشق بترفيع الرئيس بشار الأسد شقيقه ماهر من رتبة عميد إلى رتبة لواء. ويتوقع أن تستضيف القاعدة الروسية في حميميم الأسبوع المقبل حواراً بين الأكراد والنظام السوري بعد اقرار وثائق للإدارة الذاتية الكردية تضمنت إزالة عبارة «غرب كردستان». (للمزيد) وأسفرت اتصالات روسية مع طهران إلى تراجع حدة العمليات الهجومية من القوات النظامية و «حزب الله» في وادي بردى، وسط أنباء عن استمرار القصف ونزوح مئات العائلات من مناطق في وادي بردى. ونفى «الائتلاف الوطني السوري» المعارض «مزاعم أوردها الاحتلال الإيراني ومتحدثوه في شأن وجود عناصر تابعة لداعش وجبهة النصرة في منطقة وادي بردى في غوطة دمشق الغربية». ومع دخول وقف النار برعاية روسية - تركية يومه الثالث، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن «الهدوء لا يزال يسود معظم المناطق السورية التي يسري فيها وقف النار»، مشيراً إلى «خروقات متفاوتة من حيث شدتها وكثافتها» وإلى «غارات نفذتها طائرات حربية سورية على بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي»، بعد ساعات من مقتل طفلين جراء قصف مدفعي شنته قوات النظام على بلدة كفرداعل في المنطقة ذاتها. وقال «المرصد» أمس، إن «الاشتباكات استمرت بوتيرة عنيفة في أطراف بلدة الميدعاني من جهة حزرما في منطقة المرج بغوطة دمشقالشرقية، وسط قصف، حيث تمكنت قوات النظام من السيطرة على كتلة مؤلفة من نحو 10 مزارع في أطراف بلدة الميدعاني من جهة حزرما. كما سقطت قذيفة أطلقتها قوات النظام على منطقة في مدينة حرستا في غوطة دمشق». وقال أسامة أبا زيد مستشار «الجيش الحر» على صفحته في «تويتر» أمس، أن «قوات النظام والميليشيات تستمر في خرق الهدنة في بعض الجبهات في الغوطة الشرقية والأطراف الضامنة تتعهد وقف الخرق خلال ساعات»، لافتاَ إلى «هدوء نسبي في وادي بردى (بين دمشق وحدود لبنان)، مع استمرار استفزاز الميليشيات وتعهد الأطراف الضامنة بوقف الاستفزازات». وأشار نشطاء إلى قصف القوات النظامية مناطق في وادي بردى. ونقلت مصادر إيرانية عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم مطالبته بعد لقائه علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الايراني أمس، بضرورة قيام فصائل المعارضة بطرد «داعش» و «النصرة». سياسياً، قال قيادي كردي إن مفاوضات ستجرى الأسبوع المقبل في قاعدة حميميم بين وفد من الإدارة الذاتية الكردية والنظام. وعقد في الرميلان شرق سورية قبل أيام مؤتمر بحضور حوالى 160 شخصاً من أقاليم الجزيرة وعين العرب (كوباني) وعفرين، لبحث واقع الإدارات الذاتية ومشروع الفيديرالية، إضافة إلى مناقشة «العقد الاجتماعي» (الدستور) والوثيقة السياسية من جانب المجلس التأسيسي، والتي تعبر عن رؤية المجلس للمبادئ الأساسية لحل الأزمة السورية. وانتهى المؤتمر، بحسب وثائقه النهائية، إلى إقرار «فيديرالية شمال سورية، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من سورية الفيديرالية الديموقراطية». وكان لافتاً أنه جرى حذف عبارات «فيديرالية روج أفا (غرب كردستان)» واعتماد «فيديرالية شمال سورية»، بحيث تكون الفيديرالية «قائمة على الجغرافيا وليس الديموغرافيا أو المكونات» كما كان سابقاً. إلى ذلك، نقلت مصادر موالية لدمشق على موقع «فايسبوك» قرار الأسد ترفيع شقيقه ماهر من رتبة عميد إلى رتبة لواء، علماً أن ماهر كان نقل في آذار (مارس) الماضي إلى مقر قيادة الجيش. كما شملت نشرة الترفيعات ترفيع العقيد سهيل حسن الملقب ب «النمر» إلى رتبة عميد وتسلمه قيادة المهمات الخاصة.