عزا متخصصون في الموارد البشرية أسباب تراجع عمل السعوديين في القطاع الخاص إلى أن الشركات لا تهيئ بيئة العمل المناسبة لهم مثلما تهيئها للعمالة الأجنبية من ناحية التطوير والدورات التدريبية، وأضافوا: إن الزيادة الحاصلة في توطين الوظائف لاقت دفعا من قرارات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالسعودة. نظرة عدم الكفاءة وأشار مراقب العقود محمد حصوصة إلى أن أغلب الشركات تنظر إلى الموظف السعودي بأنه غير كفؤ لأنها لا تهيئ له بيئة العمل المناسبة مثلما تهيئها للعمالة الأجنبية من تطوير ودورات تدريبية التي من المستحيل أن تحصل عليها في بلدانها. وبخصوص عدم استمرار السعوديين في وظائف القطاع الخاص رغم أن كثيرا من الشركات منحت رواتب تجاوزت ال 5 آلاف ريال، قال حصوصة: تعود أسباب ذلك إلى عدم حصول الموظف السعودي على خطط تطويرية على مدى عامين مثلا وإنما إبقاؤه على نفس الوضع مما يسبب لديه حالة من الملل تدفعه إلى ترك العمل مباشرة ليبحث عن فرصة أخرى، موضحا أن نسبة نجاح السعوديين في العمل في القطاع الخاص بلغت أكثر من 80% بجميع المجالات. فرص المرأة من جهتها أكدت صاحبة مؤسسة ملتقى القادة بالمنطقة الشرقية آمنة الدوسري أن المرأة حصلت على فرص وظيفية خصوصا بعد قرارات تأنيث المحلات ولكن التحديات التي تواجهها تكون بعد حصولها على الوظيفة مثل عدم قدرتها على تقديم الأفكار والمشاركة بالرأي لأنه تم توظيفها فقط من أجل «السعودة»، كما أن أغلب الشركات ليس لديها الاستعداد لتدريب السعوديين وتركز على توظيف عامل من الخارج لأن راتبه ينخفض عن الموظف السعودي بما يعادل 50%، موضحة أن المرأة السعودية قادرة وهي تحتاج إلى الثقة وإعطاء الفرصة لإثبات جدارتها. منح الثقة أما منسقة الموارد البشرية فتحيه المرهون فقد أوضحت أن أصحاب الشركات لا يمنحون الثقة إلا للموظفين الأجانب، وهذا الأمر يعتبر من أهم التحديات أمام الموظف السعودي بالوقت الحالي. وقالت: إن الكفاءات السعودية متعددة وموجودة وتكاد تصنع المستحيل، ولكن لا تمنح فرص لإبراز ما لديها على الإطلاق وإذا منحت فيكون ذلك بمراقبة تامة. وأضافت المرهون: إن المواطنين لم يعملوا بإدارات الموارد البشرية بالشركات إلا بعد إلزامها بقرارات صدرت على مدى السنوات الأخيرة من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بعد اكتشاف أن من يشغل هذه المهنة ويحدد مصير الموظفين المحليين من ناحية الرواتب والحوافز والترقيات هم أجانب. توطين الوظائف وقال المسؤول بإدارة موارد بشرية ميثم المسكين: إن عملية توطين الوظائف تطورت كثيرا عن الأعوام السابقة بدليل أن نسبة السعودة بلغت في أغلب القطاعات الصناعية والتجارية أكثر من 40% وذلك نتيجة تهيئة العوامل البيئية المناسبة التي يحتاجها الموظف مثل الرواتب المنافسة والتدريب ومعرفة المستقبل الوظيفي. أهمية المهارات وأضاف مدير إدارة موارد بشرية محمد آل جاسم: إن الخبرة لها أهميتها عند التوظيف إلا أنها ليست عائقا أمام أي طالب عمل بشرط أن يصر على استغلال جميع مهاراته وإبراز سماته الشخصية كالرغبة في التعلم، لأنه إذا توافرت المهارات واختفت السمات فذلك يصعب على الشركات الاستفادة من الموظف.