ليس من السهل كما يظنه بعض الناس أن تستغني الولاياتالمتحدة عن المملكة اقتصاديا وسياسيا، فالعلاقة طويلة مهما شابها من اختلافات في وجهات النظر. ولقد برزت المملكة على الخارطتين السياسية والاقتصادية العالميتين منذ زمن بعيد لما لها من قوة سياسية واقتصادية ودينية وجغرافية. وكان للقاء التاريخي بين الملك عبدالعزيز رحمه الله والرئيس الأمريكي الراحل فرانكلين روزفلت على متن السفينة كوينسي في البحيرات المرة الأثر الايجابي الكبير في إرساء وترسيخ العلاقات بين البلدين. لعبت المملكة دورا كبيرا إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية في مواجهة روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقا) في عدة نقاط دولية ساخنة واولها المواجهة في افغانستان ضد النفوذ السوفيتي الذي اجتاحها لتعزيز وجوده في مناطق تعد بعدا استراتيجيا حساسا للولايات المتحدة. وكان للمملكة دور اساسي في تحرير افغانستان من الروس (السوفيت) فقد صرح الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان بأهمية المملكة في محاربة الشيوعية بما تقدمه من مساعدات للمجاهدين أو كما سماهم مقاتلي الحرية Freedom Fighters. وقد قال صديقي الدكتور وارن رونكويست في لقاء ودي جمعني به في مؤتمر علمي في الولاياتالمتحدة إن المملكة اخلصت في تعاونها مع الولاياتالمتحدة في محاربة التوسع الشيوعي ولولاها لامتد نفوذ السوفيت الى مناطق أخرى في المنطقة ولأصبح من الصعب اخراجها من أفغانستان. وقلت إذن الولاياتالمتحدة مدينة بالكثير من الجمائل للمملكة بما قدمته من دعم اقتصادي لتحرير افغانستان من قبضة الدب الروسي (السوفيت) وإضعاف قيمة الروبل الروسي بعد الانخفاض الحاد في اسعار النفط في منتصف الثمانينيات الميلادية من القرن الماضي. وكانت المملكة اكثر دعما للولايات المتحدة من دول حلف شمال الأطلسي التي كان بعضها يكسر الحصار الاقتصادي ضد الروس (السوفيت) آنذاك، حيث كانت فرنسا تصدر القمح إلى روسيا مقابل النفط والغاز بينما كانت المملكة تحرص على تحرير افغانستان بدعمها للافغان ومن معهم من المجاهدين العرب المناهضين للغزو الروسي (السوفيتي)، وذلك بتنسيق مع الولاياتالمتحدةالامريكية التي زودتهم بأسلحة فائقة التدمير لمواجهة الغزاة السوفيت. قال رونالد ريجان في عقيدته إن للمملكة دورا رئيسا في محاربة الشيوعية في الشرق الأوسط وآسيا وافريقيا وامريكا الوسطى. وهذا معروف وجميل كبير لا ينكره إلا من يجهلون العلاقات الدولية وعمق العلاقات التقليدية بين المملكة والولاياتالمتحدة. ومهما تنكر أوباما لأهمية المملكة فإن السياسيين الأمريكيين المخضرمين يعرفون فضلها على الولاياتالمتحدةالأمريكية. ساهمت المملكة في استقرار اسعار النفط بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين، خاصة في أوقات الأزمات عندما توقف ضخ النفطين العراقي والليبي والحصار الاقتصادي ضد تصدير إيران للنفط. إن محافظة المملكة والتزامها ببيع نفطها بالدولار الأمريكي يدعم الاقتصاد الأمريكي منذ اكثر من 70 عاما. الخلاصة علينا أن ننمي العلاقات بين المملكة والولاياتالمتحدة بما يخدم مصالح البلدين لأن زيادة الفجوة السياسية بينهما تستغل من قبل الفرحين بجفاف العلاقة. وقد تكون فرصة مناسبة أن تكون الصفحة مع الجمهوريين أفضل مما هي عليه مع الرئيس اوباما وحزبه الديموقراطي المعروف بسياسته الهجومية على المملكة. ومن الأهمية أن يعرف الأمريكيون فضل المملكة على الولاياتالمتحدة في مواجهة التحدي الروسي.