كان الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان من أعدى أعداء الاتحاد السوفيتي السابق، وكان يصفه بالشيطان الأكبر ويعتبر الخطر السوفيتي خطراً حقيقياً يجب حسب ألف حساب في التعامل معه واستيعاب أهدافه البعيدة في السيطرة على العالم، لكنه كسياسي واقعي فضل أن يتم التعامل معه بهدوء وروية واضعاً القضاء على «امبراطورية الشر» هدفاً نهائياً عليه تحقيقه. وهكذا أردت أنا أن يتعامل العرب مع إيران. فإيران جارة لصيقة لا يستطيع العرب أن يسقطوها من جغرافية المنطقة ولا أن يمحوها من على الخريطة. وإيران دولة قوية لها أطماع إقليمية معروفة، ولديها الأدوات لتحقيق هذه الأهداف .. وعلى العكس من ذلك فالعرب قوى متفرقة . في مارس عام 1981 تلقى الرئيس رونالد ريغان رسالة شديدة اللهجة من 9 صفحات من ليونيد بريجنيف سكرتير الحزب الشيوعي السوفيتي وصفها مساعدو ومستشارو الرئيس الأمريكي بأنها «رسالة وقحة» حوت في صلبها تهديداً شديد اللهجة للولايات المتحدة أكد فيها الزعيم السوفيتي بأن بلاده لا تروم السيطرة لكنها لا تقبل لأي قوة بأن يكون لها سيطرة على الإتحاد السوفيتي، وأن أي محاولات للتحدث مع السوفيت من منطلق القوة سيكون لها تبعات خطيرة وأن محاولة الانتصار في سباق التسلح النووي، أو الحساب للنصر في معركة نووية هو أمر خطير وجنوني. محذراً واشنطن من التدخل في أفغانستان (التي كانت حينها تحت السيطرة السوفيتية) أو في أي مناطق نفوذ سوفيتية أخرى، وذلك تجنباً لكارثة نووية؟! وبينما كان رد فعل الخارجية الأمريكية ومستشاري ومساعدي الرئيس ريغان عنيفة اقترحوا فيه على الرئيس الرد برسالة شديدة .. إلا أن ريغان قرر، رغم اعتراض مستشاريه، أن يقوم بنفسه بإعداد رسالة خاصة يحررها بخط يده للزعيم السوفيتي. وكانت هذه الرسالة التي حوت مشاعر إنسانية عالية خطوة اعتبرها الخبراء السياسيون بداية النهاية للحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي. وحقق فيها ريغان في نهاية الأمر إتفاقيات تخفيض الأسلحة النووية وإجراءات أخرى كثيرة اعتبرها الخبراء والمحللون السياسيون النواة التي قادت لتفكك وزوال الاتحاد السوفيتي وسقوط إمبراطورية الشر. وهكذا فإن هناك فرقاً بين أن تعادي وأنت تملك القوة ، وبين أن يكون العداء دون إعداد حتى لا تخسر معركة لست مستعداً لخوضها