تستمر اليوم فعاليات معرض الأسر المنتجة «صنعتي»، الذي تنظمه غرفة الشرقية على أرض معارض الظهران الدولية «الظهران اكسب». وشهد اليوم الثالث للمعرض إقبالا كبيرا من قبل زواره والمهتمين من أهالي المنطقة، حيث عبر الكثير من الحضور عن اعجابهم بالتنظيم والتطور الذي صاحب المعرض، إلى جانب إمكانات العارضين من الأسر المنتجة، التي شهدت تغيرات في مستوى العمل والعرض وآليات التسويق لمنتجاتهم. وبين أجنحة المعرض التقينا أم نوح صاحبة جناح سدي، والتي تتخصص في صنع الدروع والهدايا والملفات بطريقة مميزة حيث توظف في صناعتها قطع السدو لتخرج منها تحفة تراثية مميزة. وتعمل أم نوح مع فريقها المكون من فتيات ذات أيد وطنية ماهرة في إحياء التراث من خلال منتجاتها التي تستخدم في كل مكان وزمان، حيث تتعامل أم نوح مع جهات رسمية وشركات من القطاع الخاص، تهتم بمنتجات الأسر المنتجة وتفضل التعامل معها دعما لمنتجاتها المميزة. وتنصح أم نوح، الفتيات، بأن يحاولن صرف طاقاتهن في اعمال تعود عليهن بالنفع سواء ماديا او معنويا، حيث بإمكانهن الاستفادة من الخامات الصغيرة ويوظفنها في صنع اكسسوارات تصلح لأغراض مختلفة. وفي جناح آخر، التقينا التشكيلية منى النزهة، التي فضلت أن تساير تغير الوقت واختلاف اهتمامات الأسر والشباب من اقتناء الرسومات، إلى صناعة اللوحات المضيئة، حيث تؤكد أن التقنية الآن دخلت في صناعات كثيرة والرسم واصبح من اهتمامات الكثير أن تكون اللوحات ذات ألوان متغيرة وجذابة، وأيضا زاهية ومتغيرة، وهذا لا يمكن إلا بإدخال التقنية، ومن هنا جاءت الفكرة بتصميم لوحات من خلال برامج تقنية خاصة بتعديل الصور واضاءات يختارها العميل لتخرج لوحة ذكية، يستطيع التحكم بألوانها في أي وقت. أحد المشاركين يقوم بصنعته وفي جناح الحلويات، التقينا صاحبته صوفيا شوكليت، التي تهتم بصناعة الحلويات باستخدام شوكلاته فاخرة بقوالب وتصاميم مميزة، وحشوات مختلفة وعصرية تستخدمها حسب طلب العميل، بالإضافة الى طباعة بعض التصاميم على منتجاتها، التي تتناسب مع المناسبات المختلفة للعميل. صاحبة الجناح لديها خبرة عملية تمتد لأكثر من 17 عاما، حيث تدرجت في الوظائف في شركات القطاع الخاص وشغلت العديد من المناصب الإدارية إلى جانب إدارات التسويق، فهي تعرف كيف تتعامل مع السوق وأيضا رغبات عملائها بالإضافة إلى تسويق منتجاتها، ومن هنا فضلت الانتقال من العمل في القطاع الخاص إلى العمل لنفسها وتأسيس مشروع خاص بها، وتنصح الفتيات وصاحبات الأسر بتطوير أدائهن بما يتناسب مع رغبات المستهلك النهائي والمشاركة في جميع المعارض للتعريف بمنتجاتهن والتسويق لها. وبين ممرات المعرض التقينا منيرة السناني، وهي ناشطة ومهتمة في مجال التراث وصاحبة متحف أصيل، التي تحدثت لنا عن اختلاف وتطور المعرض لهذا العام مؤكدة أنها حريصة جدا على زيارة المعارض التي تهتم بعرض منتجات الأسر المنتجة، كما أنها تجد ضالتها بين أجنحة المعارض، خصوصا ما يتعلق بالتراث وتحرص جدا على اقتنائها. طفلة زائرة مبتهجة السناني تحدثت عن تطور أجنحة الأسر، سواء من خلال منتجاتها أو طريقة العرض والتسويق، كما شكرت غرفة الشرقية على مجهوداتها في احتواء الأسر المنتجة وتدريبهم، وأيضا تقديم الدعم الكبير واللا محدود لهم، ناصحة المشاركات بعدم الاستسلام لليأس ومواصلة العمل حتى يكتب الله لهن التوفيق والرزق. وتحدثنا خلال الجولة مع مديرة الإدارة النسائية بجمعية البر بالمنطقة الشرقية بدرية العثمان، التي أكدت أن الجمعية تضع من أبرز اهتماماتها دعم الأسر المنتجة وتدريبهن على حرف تتناسب مع مهاراتهن ورغباتهن ثم العمل على تأمين الوظيفة التي تتناسب مع قدراتهن سواء كانت تدريبا أو صاحبة أعمال. وحول آلية التواصل مع الجمعية، تقول العثمان، إن فريق عمل خاصا بالجمعية يقوم بعمل استبيان لجميع الأسر التي ترعاها للتعرف على قدراتهم، بالإضافة الى أن بعض الأسر يتواصلون مع الجمعية من خلال المعارض التي نشارك جميعا فيها، وتنصح العثمان جميع الأسر بمواصلة تطوير منتجاتهم وتسويقها والرجوع للجمعية عند حاجتهم لأي دعم يحتاجونه. تطورت أجنحة الأسر المنتجة عبر طريقة العرض والتسويق والمنتجات وتقدم الجمعية من خلال معرضها منتجات عدة مثل: السدو والخوص والاعمال الفنية والتفصيل والخياطة. ويواصل جناح مركز المسؤولية المجتمعية بغرفة الشرقية الواقع على يمين مدخل المعرض استقبال زواره الذين يستفسرون عن آلية التواصل وكيفية المشاركة في المعرض، حيث يقدم فريق العمل المشارك أهم المعلومات والبرامج التي تقدم ثقافة المسؤولية المجتمعية. ومن أهداف المركز تقديم خدمات استشارية في مجال المسؤولية الاجتماعية لمشتركي الغرفة. يذكر أن المعرض يضم أكثر من 250 أسرة منتجة وحرفية و14 جمعية ومركز تنمية مجتمعية، كما يتضمن المعرض ركنا خاصا للأطفال من سن 3- 10 سنوات يحتوي على العديد من العروض المحببة والجاذبة للأطفال، مثل: شاشة الألعاب وركن القصة وركن التلوين والحناء، إضافة إلى التصوير الفوري. كما تُقدم غرفة الشرقية جائزة تقديرية لأفضل ركن من أركان الأسر المنتجة، وأيضا أفضل جناح من الجمعيات والمراكز التنموية المشاركة في المعرض، وذلك تشجيعا لأدوارها الحيوية التي تقدمها للأسر المنتجة.